زمان الوصل
تصدير المادة
المشاهدات : 3130
شـــــارك المادة
لم يلبث العميد "جابر محرز" الذي عينه النظام مؤخراً قائداً لعملياته في درعا.. لم يلبث طويلاً في منصبه، حتى بدأ التحرك على الخط الذي يتقنه النظام، ويتعلق به كـ"قشة خلاص"، وهو النفخ في جمر الفتنة القابع تحت الرماد عله يشتعل من جديد، ويشعل معه نار الاقتتال بين الجيران، في مشهد يترقبه بشار الأسد وأعوانه كل لحظة، ليفركوا أيديهم فرحاً.
فقد علمت "زمان الوصل" أن "محرز" نشط في محافظة السويداء، متجولاً بين قراها وبلداتها، محاولاً تشكيل مليشيا جديدة من شباب المحافظة، عبر تقديم إغراءات مادية ليست بالكبيرة، ولكنها جيدة مقارنة بحال الفقر الذي أغرق به بشار -ومن قبله حافظ- جبل العرب. ويأتي تحرك "محرز" على وقع الفشل الذريع الذي منيت به قوات النظام ومرتزقته في معارك درعا، حيث لم يعد لديه ما يكفي من العناصر لملء الفراغ الحاصل في حوران، وبات كل ما يطمح إليه أن يوقف تقدم "الثوار"، بعد أن كان يتوعد بطردهم من الجنوب وكسر شوكتهم. ويخطط "محرز" لتجنيد 10 آلاف من شباب الدروز ضمن مليشيا جديدة، حتى يرسلهم إلى محرقة جبهات حوران المشتعلة، فإن صدوا الثوار تم لنظامه ما أراد، وإن قتلهم الثوار وقضوا على مئات منهم اشتعلت فتنة كبرى بين حوران والسويداء، وهو ما يريده النظام أيضاً. واللافت أن "محرز" يعد كل مرتزق راغب بالتطوع في مليشياه براتب شهري لايقل عن 30 ألف ليرة، أي إنه يحتاج لتمويل يقارب 300 مليون ليرة شهرياً، وهو مبلغ يقال إن مليشيا "حزب الله" تكفلت به، بل إنها تكفلت بتدريب المليشيا الجديدة وقيادتها؛ ما يمهد لمزيد من التغلغل الإيراني في الجنوب السوري، على اعتبار أن "حزب الله" ليس سوى مليشيا إيرانية النشأة والتوجه والتمويل. وفيما عصى آلاف من شباب الدروز دعوات النظام للالتحاق بالخدمتين الإلزامية والاحتياطية، فإن "محرز" يحاول الالتفاف على هذا العصيان، متذاكياً على شباب الدروز، وكأنه يقول لهم إن رفضتم الموت مقابل 15 أو 20 ألف ليرة، لقاء الالتحاق بجيش النظام، فيمكنكم قبوله مقابل 30 ألف ليرة، ستقبضونها من صفوف المليشيا! ويبدو أنه من المبكر الحكم على فشل أو نجاح المناورة التي يقوم بها "محرز"، لاسيما أن هناك تيارين أساسيين يتصارعان مند البداية حول التجنيد في جيش النظام، ومشاركته في الدفاع عن كرسيه.. تيار رافض يرى أن على الدروز حماية أنفسهم أولاً، وادخار قدرة شبابهم لـ"وقت الشدة"، وتيار آخر تابع للنظام يشجع على الالتحاق بجيشه، مزيناً الأمر للشباب في صورة الدفاع عن الوطن. ولكن فشل "محرز" ونجاحه مرتبط أكثر بعامل برز إلى الساحة مؤخراً، وقوامه الأحاديث المتواترة عن وصول تنظيم "الدولة" إلى تخوم محافظة السويداء، بكل ما يحركه هذا الوصول من صور الذبح والقتل التي رسخت في الأذهان عند الحديث عن التنظيم أو ذكر اسمه. وهنا –أي عند موضوع التنظيم بالذات- لايمكن التكهن إلى أي مدى يمكن أن يستفيد النظام في مخططه أو يتضرر، فمن ناحية يمكن للنظام أن يخادع الدروز وشبابهم ويغريهم بالتسلح لمحاربة التنظيم، ليزج بهم لاحقاً في محاربة جيرانهم من أهل درعا، وقد تعرض الدروز للخداع بهذا الشأن عدة مرات، حين جند مئات من الشباب ووعدهم بأن تكون خدمتهم مقتصرة على جبل العرب، ثم نقلهم لاحقاً إلى جبهات بعيدة ليلقوا حتفهم هناك. ومن ناحية أخرى، يمكن للدروز أن يقطعوا الطريق على النظام، ويثبتوا له أنهم قادرون على مواجهة "فزاعة" التنظيم بعيداً عن رعاية النظام و"نصائحه"، وذلك عبر التنسيق مع جيرانهم من أهل حوران، في سلوك يتواءم مع ثوابت الجغرافيا والتاريخ، التي لايسع لأحد تجاوزها أو القفز عليها، إلا إذا كان يرغب في أن يصبح كبشاً على مذبح نظام، لم ولن يأبه به يوماً.
وكالة رويترز
العربية نت
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة