فراس كرم
تصدير المادة
المشاهدات : 2671
شـــــارك المادة
دُمّرت العديد من محطات الوقود في أنحاء سورية خلال الحرب التي يشنها نظام الأسد على معظم المناطق السورية، والمستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام ونصف العام، ومنعت مؤسسات النظام عن المناطق الثائرة مستحقاتها من الغاز والمازوت وغيرها من المحروقات، وتم تحويلها إلى المناطق الموالية أو المناطق التي يسيطر عليها.
وكان لريف حماة وتحديداً المناطق الثائرة نصيب من دمار الأسد وحرمانها من الغاز والمازوت، وباتت مسرحاً لبعض من أشد المعارك ضراوة بين قوات الجيش الحر وقوات الأسد، حيث تعاني مدن وقرى عدة بريف حماة نقصاً شديداً في الوقود والغاز بعد توقف الإمدادات. كما ارتفع سعر الكميات القليلة المتوفرة من الوقود بسبب النقص، يقول (أبو ممدوح) صاحب إحدى المطاعم الشهيرة في قلعة المضيق بريف حماة الغربي "إن حكومة النظام أوقفت الإمدادات بالغاز وغيره من المحروقات عن المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر كوسيلة عقاب للمواطنيين مما تسبب في رفع أسعار بعض الأطعمة وتراجع نسبة مبيعات الأغذية التي تحتاج في تحضيرها إلى المحروقات كالغاز إلى أكثر من 30% ، حيث وصل سعر أسطوانة الغاز إلى 4000 ليرة سورية". ويتساءل أهالي الريف "ما هو سبب ارتفاع سعر الأسطوانة إلى هذا الحد؟ ليجيب بعضهم معللين ذلك بأن بعض التجار يقومون بجلب كميات من الغاز من مناطق موالية للنظام في ريف حماة الغربي وتمكن هؤلاء التجار من بناء جسور تواصل وتجارة مع بعض التجار في المناطق الموالية بريف حماة الغربي في (الحرة) و(نهر البارد) و(سلحب) لاعتبارها خط التماس بين المناطق المعارضة والموالية. يقول السيد (أحمد)، أحد التجار في الريف: "حاجة الناس إلى الوقود والغاز وغيرها من المواد التي أوقف النظام إمداد القرى الثائرة بها وتحويلها إلى المناطق الموالية، دفعنا لتكوين علاقات مع بعض التجار من المناطق الموالية وشراء ما يلزم من غاز ومازوت ولكن بأسعار قد تصل أحياناً إلى ضعف الثمن الحقيقي، فأسطوانة الغاز ثمنها في بعض الأحيان قد يصل إلى 2500 ليرة.
بالإضافة إلى نقلها وتوزيعها على التجار في المناطق المعارضة ما يترتب عليها تكاليف وأجور نقل ليصل سعر الأسطوانة إلى 4000 ليرة سورية للمستهلك وبالتالي باتت الكثير من الأسر عاجزة عن شراء أسطوانة غاز لارتفاع سعرها". وأضاف التاجر (أحمد): "وزن أسطوانة الغاز الحقيقي 25 كغ من مؤسسة حكومة النظام، ولكن تجار المناطق الموالية يقومون بسحب ما بين 2 إلى 5 كغ من كل أسطوانة وبالتالي يصبح وزن الأسطوانة حوالي 20 كغ تقريباً مما يشكل عبئاً آخر على المواطن بعدم استمرارية استخدام الأسطوانة للمدة المفترضة. لم يكتفِ نظام الأسد باستخدام آلته العسكرية لضرب المناطق الثائرة بريف حماة فحسب، بل أضاف سلاح (الحرمان) و(التجويع) وتحويل الكثير من المواد الغذائية والاستهلاكية إلى المناطق الموالية بهدف إذلال الأهالي في المناطق الثائرة وإجبارهم على التنازل عن كرامتهم باللجوء إلى طلب المواد الضرورية في حياتهم من المناطق الموالية.
أورينت نت
الأناضول
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة