مهران الديري
تصدير المادة
المشاهدات : 3052
شـــــارك المادة
تختلف روايات السوريين حول تعامل الجانب الأردني مع جرحاهم الذين يتم إسعافهم إلى حدوده، فبينما انتقد العديد من المدنيين والمسعفين إجراءات استقبال المصابين، اعتبرت مصادر طبية وقيادات في الجيش السوري الحر أنّ الأردن يقدم خدمات جيدة على هذا الصعيد.
ويبدي كثير من السوريين سخطهم من تشديد الأردن إجراءات إدخال الجرحى، خاصة بعد وفاة عشرات الحالات على الساتر الحدودي، لأن النقطة الطبية الأردنية رفضت استقبالهم بسبب عدم وجود هويات شخصية معهم.
وتطلب النقطة الحدودية الأردنية المخصصة لاستقبال الجرحى وجود هوية شخصية للجريح كشرط مسبق لإدخاله ومن ثم معاينة حالته لمعرفة ما إذا كانت تستدعي دخول البلاد لتلقي العلاج في مستشفياتها. والحالات التي تقبلها النقطة هي الإصابات المتعددة والوعائية والعصبية.
ويحمّل وسيم عقايلة الجانب الأردني جزءاً من المسؤولية عن وفاة أخيه بعد أن رفضت النقطة الطبية استقباله بسبب عدم وجود هويته الشخصية، ويقول إنّ الثوار استطاعوا إخراجه من منطقة الشيخ مسكين المحاصرة وسط محافظة درعا بصعوبة بالغة في اليوم الثاني لإصابته، وقد نسوا اصطحاب أوراقه الثبوتية.
عدم اكتراث: ويضيف عقايلة أنّ الجانب الأردني لم يكترث لكل هذه الصعوبات، وأنّ أحد الجنود طلب منه إخراج أخيه من النقطة الطبية "ليموت خارج الأراضي الأردنية"، ويقول إنهم أحضروا هويته في صباح اليوم الثاني، لكن الجندي الأردني أصرّ على عدم إدخاله.
وليست حالة مازن عقايلة هي الوحيدة، فالأمر يتكرر بشكل شبه يومي بحسب مسعفين وعناصر في قوات حرس الحدود التابعة للمعارضة، حيث يرفض الجانب الأردني استقبال المصابين لعدم وجود إثبات شخصي بحوزتهم أو لأنّ حالاتهم لا تستدعي الدخول.
وتقول مصادر متطابقة في حرس الحدود التابع لقوات المعارضة إنّ الجانب الأردني يتغاضى عن شرط الهويات الشخصية للجرحى عند وجود عددٍ كبير من الإصابات، وحسب خالد العميان مدير الصحة بالحكومة المؤقتة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ليس هناك قرار أردني رسمي بعدم استقبال الجرحى السوريين.
بل على العكس تماماً، إذ دخل عددٌ كبير منهم منذ انطلاق الثورة السورية وتلقوا العلاج هناك.ويوضح أنّ ما يحصل في الجانب الأردني منذ نحو عشرة أشهر هو تنظيم إدخال الجرحى بحيث يتم استقبال الحالات الحرجة فقط والتي لا توجد إمكانية للتعامل معها داخل الأراضي السورية بسبب نقص الكادر الطبي والمعدات، لكن العميان يقر بوجود مزاجية لدى بعض أفراد حرس الحدود في اتخاذ قرار استقبال الجريح من عدمه.
ويوضح العميان أنه حاول خلال زيارة للأردن وضع آلية ثابتة لاستقبال الجرحى وتسهيل حركة خروج ودخول الأطباء على معابر المعارضة، لكنه لم يفلح في ذلك، "ربما لأنّ عمّان ما تزال تعترف بالنظام وتتعامل معه عبر معبر نصيب الحدودي وتتعامل معنا فقط لاعتبارات إنسانية".
ويرى أنّ الهاجس الأمني يؤثر في طبيعة تعامل الجانب الأردني مع الجرحى، قائلاً إنّ ذلك قد يعود إلى تخوفه من ارتفاع عدد المسلحين غير السوريين الذين يقاتلون إلى جانب المعارضة.
وقبل أقل من عام كان الأردن يستقبل كل الجرحى السوريين دون استثناء حتى بدون إثباتات شخصية، ولكن مع وصول جبهة النصرة إلى الحدود وسيطرتها على معبر الجمرك القديم بدأت تظهر بعض التشديدات في إدخال المصابين، ويقول أحد المسعفين إنّ الجانب الأردني لا يقدر الحالات الإنسانية للجرحى، فهناك تأخر في اتخاذ قرار إدخال المصاب وفي وصول سيارات الإسعاف، مما يتسبب في وفاة عددٍ كبير من الأشخاص كان بالإمكان إنقاذ حياتهم، وفق روايته.
ويرى المسعف -الذي طلب عدم كشف اسمه- أنه ليس ضرورياً طلب إثبات هويات الجرحى، خاصة أنّ بعضهم يفقدون وثائقهم بسبب القصف والمعارك، وقال إنهم شرحوا للجانب الأردني هذه الظروف، لكن عناصر الحدود ردّوا بأنهم ينفّذون تعليماتٍ يتلقونها.
الجزيرة نت
المرصد الاستراتيجي
هانا لوسيندا سميث
أسرة التحرير
الهيئة العامة للثورة السورية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة