الدرر الشامية
تصدير المادة
المشاهدات : 3591
شـــــارك المادة
كثرت الأقاويل والروايات عن الكيفية التي سقطت بها مدينة أخترين، مدخل الريف الشمالي لحلب بيد تنظيم"دولة العراق والشام"، لكن ما أصبح أكيدًا الآن هو أن عددًا من بلدات الريف الشمالي، أصبحت بيد التنظيم، وعدد القتلى من الفصائل المحلية لهذه البلدات تجاوز الـ40 قتيلًا.
مصدر ميداني عسكري تابع لصقور الشام أكد لمراسل "الدرر الشامية" في الشمال السوري أن الهجوم كان مباغتًا، حيث أشاع التنظيم أنه يحشد في قرية بحورتا من أجل الهجوم على مطار كويرس العسكري، ولكن سرعان ما باغت مدينة أخترين بهجوم من ثلاثة محاور مع فجر اليوم، وأكد المصدر أن حوالي ثلاثمائة عنصر تابعين للتنظيم تسللوا زحفًا على الأيدي والأقدام من ثلاثة محاور، تحت جنح الظلام، ومما ساعدهم على إطباق الحصار على الثوار المتواجدين داخل البلدة الخلايا النائمة التي تحركت مع بداية الهجوم، لتقوم مجموعات أخرى تابعة للدولة باستغلال الوضع، فشنت هجومًا على القرى الواقعة جنوب شرق أخترين، أدى للسيطرة على تركمان بارح والغوز والمسعودية ودويبق والعزيزية. وقالت مصادر إعلامية في مدينة مارع لـ"الدرر الشامية" إن من بين قتلى الثوار الذين وصلوا إلى مشفى مارع في الريف الشمالي، الشيخ إسماعيل أبو عبدالسميع شرعي ألوية صقور الشام في حلب، والدكتور محمد إبراهيم عاصي قائد لواء أبي هاجر، التابع لصقور الشام، والحائز على دكتوراه في علوم الشريعة. ولكن ما لا يستطيع أحد إنكاره هو أن مدينة أخترين لم تسقط خلال ليلة واحدة، والخطة المحكمة لتنظيم الدولة ليست السبب الرئيسي في احتلالها. فمن المعلوم أن بلدة أخترين، والتي تعتبر بوابة الريف الشمالي، تعاني منذ أكثر من سبعة أشهر هجمات شرسة للتنظيم، الذي يعتبرها ذات أهمية استراتيجية كبيرة، ويرى بالسيطرة عليها مرتكزًا لتكثيف هجماته على مدينة أعزاز الحدودية وتل رفعت ومارع، وبالاتجاه الغربي ترمانين. ولا يخفى على أحد أن التنظيم استغل انشغال الفصائل الأساسية في حلب كلواء التوحيد وأحرار الشام وجيش المجاهدين بالتصدي للهجمة الشرسة التي يقوم بها النظام على الجبهات الشمالية الشرقية، والتي تهدف لإطباق الحصار على المدينة. فبقيت الفصائل المحلية لبلدة أخترين وحيدة في الميدان، وما زاد الأمر تعقيدًا هو انسحاب جبهة النصرة من غالبية جبهات حلب، وتوجهها لريف إدلب من أجل حرب المفسدين كما سمّتها، تاركة خلفها حاجزًا واحدًا في المنطقة من أهل مدينة تركمان بارح، لم يستطع إلا الانسحاب أمام حملة "الانتقام للعفيفات"، كما سماها تنظيم الدولة. ولعل أكبر خذلان أصاب المنطقة هو ما أعلنته فصائل عديدة، كجبهة ثوار سوريا، وحركة حزم، وصقور الشام، وجبهة النصرة في إدلب، ولواء فرسان الحق، والفرقة 13، والفرقة 103 من تجهيزها قوى عسكرية للدفاع عن المنطقة ضد التنظيم وقوات الأسد معًا. ولكن الضربة الأولى التي تلقاها الاتفاق انسحاب جبهة النصرة من الميثاق، وعدم استعدادها الدخول في حلف مع فصائل تعتبرها غير سليمة العقيدة على حسب تعبير النصرة، ثم جاءت الضربة الثانية حيث لم تلتزم كل الفصائل بإرسال تعزيزات، واكتفت صقور الشام بإرسال عشرات المقاتلين الذين أنكهم الرباط، والمفخخات التي تعرضوا لها بالتنسيق مع الخلايا النائمة داخل أخترين، والتي أدت لإزهاق روح أكثر من عشرة مقاتلين.
ولا نغفل السبب الأساسي وهو المركزية الشديدة في القرار، والسرية في التخطيط، وسرعة اتخاذ القرار العسكري لدى التنظيم من أهم أسباب تقدمه السريع والخاطف، والتجييش العاطفي، حي تسمية الحملة بالانتقام للعفيفات، ووضع مدينة دابق ذات الأهمية الدينية الكبيرة كهدف للحملة، وتسمية القوى المهاجمة بـ"لواء جالوت" الذي يترأسه قائد "لواء داود" سابقًا حسان عبود، بالإضافة إلى توفر العتاد والسلاح بشكل كبير بعد تخلي قوات الأسد عنها لصالح التنظيم في الفرقة 17 واللواء 93. في المقابل يسود التخبط والتجاذبات السياسية باقي الفصائل التي أعلنت استعدادها لقتال التنظيم، فقد أصبح واضحًا للعيان أن جبهة النصرة ومنذ أحداث دير الزور ومبايعة الكثير من عناصرها للدولة، غيرت من سياستها وتحركها على الأرض، وبدأت تنظر بعين الريبة لبعض التحالفات التي قامت مؤخرًا، كمبادرة تشكيل مجلس قيادة الثورة، والتقارب الحاصل بين فصائل محسوبة على التيار الإسلامي وفصائل محسوبة على الجيش الحر. في حين أن التخبطات الحاصلة داخل الجبهة الإسلامية، وانقسام فصائلها على نفسها، ومحاولة بعضها العودة إلى هيئة الأركان ساهمت في تعميق الشرخ بين باقي الفصائل، مَن في الجبهة من جهة وجبهة النصرة من جهة أخرى، وكل ذلك أدى بالنهاية لعدم القدرة على اتخاذ قرار موحد يوقف تقدم قوات الأسد وتقدم التنظيم.
أسرة التحرير
العربية نت
زمان الوصل
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة