..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

تساؤلات مشروعة حول إعلان "داعش" للخلافة

المسلم

١٢ يوليو ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3396

تساؤلات مشروعة حول إعلان
000.jpeg

شـــــارك المادة

كانت إقامة الخلافة الإسلامية على أرض الواقع غاية آمال كل مسلم – وما زالت - , وكيف لا وهي بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة في الحديث عن حذيفة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ) مسند الإمام أحمد برقم 18406 وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 6/3 .

 

 

إلا أن الإعلان عن إقامة هذه الخلافة بهذا الشكل الذي حصل بالأمس من قبل تنظيم ما كان يسمى "بالدولة الإسلامية في العراق والشام" – حيث أصبح يسمى "بالدولة الإسلامية" - يثير كثيرا من التساؤلات المشروعة , ويطرح كثيرا من علامات الاستفهام حول كثير من التفاصيل التي تشغل بال كل مسلم سمع وشاهد هذا الإعلان , ولعل أهم وأخطر هذه الأمور كيفية اختيار الخليفة ومبايعته.
نعم... لقد أعلن "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" قيام ما وصفها بالخلافة الإسلامية , وتنصيب رجل يدعى "أبو بكر البغدادي أو عبد الله إبراهيم السامرائي" إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان، ودعا ما سماها الفصائل الجهادية في مختلف أنحاء العالم لمبايعته.
وقال المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي: إن هذا الإعلان جاء بعد اتخاذ قرار بهذا الشأن ممن وصفهم بأهل الحل والعقد من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى.
وهنا لا بد من الوقوف على كثير من التساؤلات المشروعة حول ما جاء في هذا الإعلان:
1- بداية وقبل كل شيء: أين هو الخليفة الذي اختاره أهل الحل والعقد كما يقول الإعلان؟!, وكيف يمكن للأمة الإسلامية أن تبايع رجلا مجهولا غير معروف؟! فلو أراد المسلمون مثلا أن يبايعوا فعلا خليفتهم: أين يمكن لهم أن يفعلوا ذلك؟!
وهل ظهر الرجل مرة واحدة حتى يمكن مبايعته في أمر يعتبر من أهم وأخطر الأمور في السياسة الشرعية.
نعم ..إن الرجل لا يمكن أن يوافق على تزويج ابنته أو أخته من رجل لم يره أبدا ولم يسمع صوته – كما يقول الدكتور عبد الكريم بكار في تعليقه على إعلان تنظيم الدولة الإسلامية "البغدادي" خليفة للمسلمين – فكيف يمكن للأمة الإسلامية أن توافق على تسمية خليفتهم الموكل بأمورهم دون أن يروه أو يسمعوا صوته؟!!
2- لماذا لم يتواصل "التنظيم" مع بقية الفصائل المجاهدة في كل من العراق والشام – وما أكثرها – في قضية خطيرة كالخلافة؟!
وفي أمر ينبغي أن يكون شورى بين المسلمين كما هو معلوم في السياسة الشرعية؟!
ومن المعلوم أن هذه الفصائل كانت لها قدم السبق في القتال ضد بشار في سورية, ناهيك عن دورها الكبير والمعلوم في الانتصارات الحاصلة في العراق منذ أيام, بل إن تنظيم الدولة الإسلامية لا يعدو أن يكون فصيلا من ضمن تلك الفصائل, فلماذا ينفرد بإعلان الخلافة دون توافق ومشاورة بقية الفصائل؟!
ثم يدعو جميع الفصائل في العالم للمبايعة!!
3- من هم أهل الحل والعقد الذين وافقوا على تنصيب أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين؟!
لماذا لم تذكر أسماؤهم وتوضح شخصياتهم؟!
وهل هم من العلماء الموثوقين الذين تتوفر فيهم شروط أهل الحل والعقد كما بينها فقهاء السياسة الشرعية؟!
أم إن على المسلمين أن يبايعوا خليفة اختاره رجال غير معورفين قيل إنهم: من أهل الحل والعقد؟! يذكر الإمام الماوردي في كتابه "الأحكام السلطانية" شروط أهل الاختيار فيقول:
فَأَمَّا أَهْلُ الِاخْتِيَارِ فَالشُّرُوطُ الْمُعْتَبَرَةُ فِيهِمْ ثَلَاثَةٌ:
أَحَدُهَا: الْعَدَالَةُ الْجَامِعَةُ لِشُرُوطِهَاَ.
الثَّانِي: الْعِلْمُ الَّذِي يُتَوَصَّلُ بِهِ إلَى مَعْرِفَةِ مَنْ يَسْتَحِقُّ الْإِمَامَةَ عَلَى الشُّرُوطِ الْمُعْتَبَرَةِ فِيهَا.
الثَّالِثُ: الرَّأْيُ وَالْحِكْمَةُ الْمُؤَدِّيَانِ إلَى اخْتِيَارِ مَنْ هُوَ لِلْإِمَامَةِ أَصْلَحُ وَبِتَدْبِيرِ الْمَصَالِحِ أَقْوَمُ وَأَعْرَفُ. ص4
4- لماذا تم اختيار هذا التوقيت بالذات للإعلان عن الخلافة الإسلامية؟! وذلك قبل أن يتم استئصال أصل الداء والبلاء في كل من دمشق وبغداد, خاصة وأن الثوار في العراق على أبواب بغداد؟! أليس من الأولى أن يتجنب التنظيم خلافات - لا بد أن تحصل - جراء إعلانه عن دولة إسلامية وخليفة للمسلمين من طرف واحد تمهيدا لاستكمال الانتصارات؟!
إن النزعة الانفرادية تظهر جلية في قرارات التنظيم وتصرفاته, من خلال إيجاب مبايعة ونصرة الخليفة البغدادي على جميع المسلمين بعد إعلان الخلافة حسب المتحدث باسم البغدادي، وإبطال شرعية جميع الإمارات والجماعات والولايات والتنظيمات التي يتمدد إليها سلطانه ويصلها جنده.
فمن أين جاء بهذا الحكم؟! هي لحظة ينتظرها المسلمون جميعا – لحظة الإعلان عن قيام الخلافة الإسلامية - إلا أن تساؤلات كثيرة تراود ذهن كل مسلم بعد إعلان التنظيم المفاجئ للخلافة الإسلامية وخليفة للمسلمين, فهل من أجوبة على هذه التساؤلات؟؟

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع