أبو عبد الله عثمان
تصدير المادة
المشاهدات : 2814
شـــــارك المادة
نعم إن المشكلة كلها تنحصر في هذا الشعب ولا مجال أمام الجامعة العربية والمجتمع الدولي ومجلس الأمن أيضاً إلا أن يكونوا حذرين ومتخوفين ومرعوبين من هذا الشعب المتمرد، الذي كانوا قد تمكنوا من دفنه لخمسين سنة مضت، من يوم أن حير أممَ الغرب برقيه وتقدمه وأطروحاته السياسية والقانونية التي لا تعرف الخنوع ولا الطغيان، ومن يوم أن هب وطرد بمظاهراته وذكائه ووحدة أبنائه المستعمرين، ومن يوم أن قدم من النماذج الحضارية والانتخاب والدساتير والقضاء ما لا تملك مثلَه كثير من الدول الكبرى بعد عشرات السنين، ومن يوم أن كان التداول على السلطة أول ما ارتضاه لدولته، ومن يوم أن كان الزعيم بشراً يمشي بين الناس مثلهم ويأكل مثلهم ويعلن عن استقالته إن كان مرفوضاً عندهم...
ومن تلك الأيام بدأ رعب تلك الدول وخوفها من هذا الشعب بعد أن طُردت من أراضيه وانتهت سيطرتها المباشرة عليه. ومن يومها أيضاً فكرت وقدرت ونظرت وبحثت وتآمرت ومدت أذرعها للخائنين وأذناب المرتزقين، لعلها تعيد السيطرة على ذلك الشعب.. ولما عجزت لم تجد أمامها إلا دعم مجموعات ممن يعتبرون الوطن غابةً والمواطنين، حثالة فقدمت الدعم لهم لإيصالهم إلى الزعامة والحكم، وليكون لهم بعد استلامهم كرسي السلطة حريةً مطلقةً في التعامل مع هذا الشعب ومع أفكاره ومميزاته وتطلعاته ومطالبه المرعبة! وفعلاً وصل أولئك المفترسون وانقضوا على ذلك الشعب وتعاملوا معه كما يتعامل ملك الغابة مع من تحت أنظاره الذين يترقبون في كل حركاتهم أنيابه وزئيره وغباءه وحقده وحماقته. وكانت عشراتٍ من السنين.... ذاق هذا الشعب الحر الويلَ تحت قيادة تلك الضواري الشاردة حتى أذن الله له أن يعود ليرفع صوته ويخرج بإبداعه وأفكاره وأخلاقه وأطروحاته إلى العالم من جديد.. في زمن فُرض على الغرب احترامُ إرادة الشعوب وكان ذلك مما يتاجر به زعماؤه في سباقهم إلى الفوز بالسلطة ومناصب الحكم، فكان لا بدّ لهم من الدعم والالتزام بإظهار احترام تلك الإرادة الشعبية وإن كانت من دول العرب ومن بلاد الشام.. وبينا هم يقدمون رِجلاً ويؤخرون أخرى في نصرة هذا الشعب تعود إلى ذلك الشعب معالم النضال والقوة والإصرار، وتدخل في الثورة الأفواج تلو الأفواج وتقرع أصوات الحرية أرجاء الوطن وتهتز له الأفئدة وتطرب لهتافه الآذان، وما يزال المجتمع الدولي في حيرة من أمره بل وتخبط من تلك الثورة ومن إحراجاتها له أمام أحرار العالم، فتجده تارة ينجح في كسب الوقت، وتارة أخرى يغض الطرف ويطلق اللسان متظاهراً باستنكار أقسى جرائم القتل والتدمير والوحشية، وتارة يتعلل بالانقسام الدولي، وتارة يختصر الثورة بأزمة إنسانية وأخرى بأزمة إرهاب... وكل ذلك في سبيل محاولة إلباس تلك الثورة العظيمة أي لباس آخر غير لباس شعب ثائر يريد أن يسقط الظلم والاستعباد ويحاكم من كان ومازال يمتص دماءه ويفترس حريته وكرامته. إنها فرصتك أيها الشعب المرعب لتمسك بزمام طريقك، وتعيد لأمتك عزها وحضارتها ونقاءها، فكن يقظاً فإنك وحدك، ووحدك فقط تقدر على إرغام كل قوى العالم أن تستجيب لإرادتك، فشد من عزيمتك وتوكل على ربك ومولاك، وكن حذراً من شباك الفرقة والتخوين والنزاع، وتدبر قول الحق - سبحانه -: {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}.
إبراهيم الحقيل
محمد فاروق البطل
خالد حسن هنداوي
سلوى الوفائي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة