أبو عبد الله عثمان
تصدير المادة
المشاهدات : 2890
شـــــارك المادة
على أبواب باب السباع وقفت.. نظرت.. وجدت أن الدمار قد انهمر على هذا الحي الصغير كالمطر.. تقدمت أباعد بين الأنقاض وأزيح الركام لأتمكن من الدخول إلى حي لا شجر فيه ولا بشر..
أعمدة الكهرباء وأسلاكها تتمدد على الطرقات تغمز للمارة أن جيشاً أسدياً قد مر وانتشر! حجارة وأعمدة بيوت الحي قد اجتمعت والتقت على الطرقات والأزقة فلم يعد يميزها إلا آثار ألوان الطلاء!! فهذه أنقاض ذاك البيت وتلك من ذاك المسجد أو من ذلك الحانوت الذي لم يعد يَعرف ماذا كان في داخله إلا صاحبه في حال كان مازال على قيد الحياة ولم تطاله صواريخ الحقد الأسدي في ذلك الحي الذي نادى من قبل سنة أنه عازم على إسقاط النظام.. في داخل المحلات والبيوت حكايات كالخرافات، أما المحلات فليس فيها إلا الجدران، وأما البيوت ففيها كل أنواع الحقد والإفساد والنكاية.. فبعد أن يتعرض البيت الذي لم يدمر للسرقة والنهب تأتي عصابات الأسد تدخل البيت تعذبه تريد أن تشفي غليلها من أرضه ومائه وفرشه وحتى حجارته.. فيأتي عسكري رشيق لعلب السردين والطون فيفتحها ويدهن بها غرف النوم والفرش والأغطية.. في حين يبصر عسكري آخر صندوق بيض الدجاج فيتسلى بكسر تلك البيوض وتوزيعها بالتساوي بين كل سجادات البيت.. ويذهب آخر إلى صنابير المياه ليفتحها ثم يسد بالوعات البيت بما يخرجه من خزانات غرف النوم.. وترى عسكرياً كأنه ذو خبرة في الأدوات الكهربائية ليجمع كل ما في المطبخ من المكدوس والزيتون والشنكليش الحمصي ليضعه في الغسالة الأوتوماتك مع ما تتسع له الغسالة من ثياب الأم وأولادها ثم يدير الغسالة يجربها مع كل هذه المقبلات!! وثمة قصص أخرى أجد صعوبة في التعبير عنها تتمحور حول قضاء الحاجة في كل الأماكن إلا بيوت الخلاء!! إن كل هذا يهون أمام الإعدامات وحالات الاغتصاب والذبح على مسمع العالم الذي ما زال مع كل هذا يتخوف من حرب أهلية وكأنه أصم وأبكم وأعمى، بل وأحمق من أن يدرك أنه لم يعد ثمة أهالٍ لتقوم بهم تلك الحرب الأهلية.
عبد الرحمن عبد الله الجميلي
فتاة القرآن
إبراهيم الحقيل
عبد الغني حمدو
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة