أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 13510
شـــــارك المادة
تسميتها:
هي أهم مدن محافظة ريف دمشق في سوريا ومركزها الإداري، يَبلغ تعداد سكانها حوالي 110,893 نسمة وهي أكبر مدن غوطة دمشق. و تبعد عن دمشق حوالي 9 كيلو مترات و تتبع لها الكثير من المناطق إداريًا، وفي التاريخ تذكر المصادر أنها تعود للحقبة الآرامية، وبها العديد من الآثار والمواقع الأثرية. ترتبط دوما بالتاريخ العريق لمدينة دمشق، كما تنتشر فيها دور العبادة والمساجد، ويَصل عدد المساجد فيها إلى أكثر من 80 مسجدًا وجامعًا، منها مساجد تاريخية معروفة، إضافة إلى العديد من المباني والمدارس والخانات الأثرية. وأهم مساجدها 'المسجد الكبير'
وهناك ثلاثة اتجهات إملائية في كتابة هذا الاسم وهي: 1- دوما، اعتمدتها السلطة العثمانية، ثم تابعتها في ذلك الجمهورية العربية السورية 2- دومى: ورد في كتاب المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل أن العلامة الشيخ عبد القادر بدران الدومي ضبط نهايتها بالألف المقصورة دومى. 3- دومة: وردت في معجم البلدان، وقد ضبطها ياقوت الحموي بالتاء المربوطة (دومة) وهو أصح الآراء خاصة أننا وجدنا هذا الضبط في كافة الكتب التاريخية القديمة الموثوقة والمعتمدة علمياً، لم يشذ عن ذلك مرجع واحد.
سبب التسمية: اختلفت الآراء حول سبب تسمية هذه البلدة أبرزها رأيان. الرأي الأول: أن الشخص الذي بنى أول دير مسيحي في دومة وبجانبه حارة الخوارنة، سمى تلك القرية الصغيرة باسم (دومة)، وهو اسم علم روماني يطلق على الذكر والأنثى، فيكون قد سمى تلك القرية باسمه أو باسم ابنته.
الرأي الثاني: نسبة لشجر الدوم ومفرده دومة، والدوم شجر من فصيلة النخليات، ساقه متشعبة، ثمره حلو الطعم وقد كان في دومة قديماً شجرة واحدة من أشجار الدوم بجانب الجامع الكبير.
معنى كلمة دوما: هو اسم روماني الأصل وليس لهذا الاسم معنى محدد في لغتنا العربية، وبالعودة إلى اللغة الرومانية وجدنا أن كل اسم ينتهي عندهم بالفتح فإن ذلك يدل على جماله وقد روي أن معنى الاسم هو الراحة والهدوء.
عصر "الآراميون": منذ القرن التاسع قبل الميلاد حكم الآراميون دمشق والقسم الأكبر من سورية والآراميون من نسل (آرام بن سام)، وقد برز وجودهم في آواخر القرن الرابع قبل الميلاد، وفي هذه الفترة قام بعض الفلاحين الآراميين في البلدة ببناء بيوت لسكنهم، وكانت هذه البيوت مبنية بجانب بعضها. لم تكن هذه القرية الصغيرة آنئذ تحمل اسماً معيناً، وإن كان موقعها حارة السيباط الآن، والسيباط لفظة عامية، أصلها الفصيح (الساباط) وهو سقيفة بين دارين تحتها طريق، وكانت قديماً لمراقبة الأعداء والغرباء وصد الأضرار الخارجية. والدوميون في ذلك العهد كانوا يعبدون الشمس والدليل على ذلك أن أهل البلدة عثروا في الجامع الكبير قبل هدمه على حجر مربع الشكل نقشت عليه صورة الشمس ولا أثر لهذا التمثال الآن، لأن المسلمين على ما يبدو قد أزالوا هذه المعالم الوثنية، والإسلام بطبيعته يجب ما قبله.
اليهودية في دومة: في عام 1950 م حضر إلى دومة سائحون يحملون أدلة مكتوبة ومخطوطات وزاروا الجامع الكبير، وسألوا عن مقام النبي إلياس. وقد دلت أبحاثهم على أنه كان يوجد نفق كبير تحت الجامع وله مدخل من الحارة الشمالية الشرقية من الجامع، وهو بالأصل المعبد الذي كان فيه هذا التمثال. النبي إلياس (إيليا) 853 ق م من أنبياء إسرائيل، حارب العبادات الوثنية، فنفي إلى صيدا في لبنان، ثم نزح إلى سورية وسكن جوبر، وكانت قرية جوبر مركزاً لليهودية، وكان كنيسها مقراً للنبي إلياس وتلميذه النبي اليشاع (اليسع). ثم أخذ النبي إلياس يتردد إلى دومة للتوجيه الديني , حيث كان له معبد في دومة في منطقة الجامع الكبير. دخل بعض الدوميون في الديانة اليهودية، وبقي بعضهم يعبد الشمس، وعندما توفي أقيم له مقام في المعبد شمالي المنبر، المعزبة الثالثة إلى جهة الشرق في قبو الجامع.
المسيحية في دوما: في عام 64م اكتسح الرومان بلاد الشام , وأصبحت سورية إقليماً رومانياً. كانت قرية دوما آنئذ مركزاً لبني تغلب القيسيين وهم من بني ربيعة بن تميم , يؤيد هذا ما ورد في كتاب (تهذيب ابن عساكر ) للعلامة (عبد القادر بدران) حيث قال (قرية بني تغلب ابنة وائل يقال لها دومة). و مما ساعد على انتشار المسيحية في بلاد الشام أن الرومان كانو يضطهدون اليهود كثيراً . وكان بنو تغلب الذين يسكنون دومة آنئذ مسيحين وهم أرثوذكس. كان الجامع الكبير في عهد الآراميين معبداً لعبادة الشمس , وعندما جاء الرومان أصبحت الديانة اليهودية تمارس سراً إلى جانب هذا المعبد , ثم جاء بنو تغلب المسيحيون فبنوا في مكان هذا المعبد كنيسة مسيحية, وديراً وفندقاً للغرباء. لم تكن هذه القرية تحمل اسماً معيناًـ ولكنها منذ عهد التغلبيين المسيحين أطلق عليها الحاكم الروماني اسم (دومة), وكان هذا الدير هو دير (يونا) أي دير يوحنا .
تاريخ مدينة دوما: الجامع الكبير (أكبر قبة بسورية): مر هذا الجامع بثلاث مراحل حتى وصل إلى ما هو عليه الآن. المرحلة الأولى: بناؤه في عام 531هـ/1136م كان في بنائه القديم في الجدار الشمالي لصحن الجامع، وعلى علو بضعة أمتار، حجر عليه كتابة تاريخية جاء فيها ما يلي: بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخـر. هذا ما أوقفه وحبسه وتصدق به ملك الأمراء إلب طغرادكين بهلوان جهان محمود بن بوري بن أتابك حسام أمير المؤمنين. لعنة الله على من بدل أو غير القطعتين الأرض المتلاصقتين شرقي الجسر في شهور سنة أحد وثلاثين وخمس مئة على مسجد دومة. ومن الغريب أن اسم بانيه هو (طغتكين) لا كما كتب (طغرادكين) وذلك بالرجوع إلى المصادر التاريخية. المرحلة الثانية: توسيعه وتجديده في عام 1900م كان هذا الجامع صغيراً بسيطاً بقدر حاجة دومة إليه في ذلك الوقت، ولما اتسع عمرانها وازداد عدد سكانها، أراد الدوميون توسيعه فتشكلت لجنة خاصة لتوسيع الجامع وتجديده، وكانت اللجنة برئاسة (صالح طه) رئيس مجلس المدينة، وقد جمعت هذه اللجنة بعض التبرعات من الناس. وبدأ العمل بالهدم والتوسيع، وخلال ذلك عثر العمال على جرة صغيرة ملئت نقوداً ذهبية أثرية تعود للعهد الروماني، فأنفق القائمون عليه وقتئذ ثمن هذه النقود في سبيله فبرز بشكله المحمود. المرحلة الثالثة: هدمه وتوسيعه وبناؤه بتخطيط جديد. هدمت وزارة الأوقاف البناء القديم عام 1983م، ووسعت رقعته كثيراً، وأعادت بناءه بمخطط جديد فجاء آية في الروعة والجمال. بداية الإسلام في دوما: كانت الفتوحات الإسلامية السياسة التي انتهجها الإسلام لنشر كلمة التوحيد، وكانت بلاد الشام أول الأقطار المجاورة للحجاز التي فكر الرسول صلى الله عليه وسلم في فتحها، وكانت تحت حكم الرومان منذ ستة قرون. وفي عام 13هـ/635 م جاء الصحابي الجليل (خالد بن الوليد) رضي الله عنه من العراق إلى الشام، ومعه أربعة قواد كبار وهم (عمرو بن العاص-يزيد بن أبي سفيان-أبو عبيدة بن الجراح ,شرحبيل بن حسنة) رضي الله عنهم. ولما بلغ (خالد بن الوليد) رضي الله عنه الثنية التي تشرف على الغوطة نشر رايته التي تسمى العقاب فسميت تلك الثنية منذ ذلك الوقت (ثنية العقاب). ثم سار باتجاه دمشق. ففتح دوما قبل دمشق، وكان ذلك يوم فصح الدوميين المسيحيين،لم يحدث في هذا أي حرب، فجيش (خالد بن الوليد) رضي الله عنه يقدر بآلاف المقاتلين فلا يعقل أن يحدث حرب بينه وبين أهالي دومة الذين يتألفون من بضع عائلات. أسلم من الدوميون ست عائلات فقط هي (إنجيلة- خبية - سريول- طباجو – عيبور المغير). وبقي غيرهم على مسيحيتهم، واشترطوا على (خالد بن الوليد) رضي الله عنه أن يتركهم ودينهم المسيحي وألا يفرض عليهم الجزية، وإلا فإنهم سيتركون أرض العرب إلى بلاد الروم. وقد كتب (خالد بن الوليد) رضي الله عنه إلى (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه يستفتيه فأرسل إليه عمر يقول (....دعهم على دينهم وارفع عنهم الجزية، شريطة أن يناصروا المسلمين ويدافعوا عنهم....). ثم جاء (أبو عبيدة بن الجراح) رضي الله عنه فعاهد نصارى دومة على أن (يترك لهم كنيستهم، ويسمح لهم بممارسة عباداتهم، بشرط أن يرشدوا الضال، ويبنوا القناطر على الأنهار من أموالهم، وأن يستضيفوا من مر بهم من المسلمين ثلاثة أيام ويطعموهم مما يأكلون.....). حالف هؤلاء الحكام الأمويين ونصروهم وكانوا دعماً للحكم الأموي في دمشق، ولكن تعصب الدوميين المسلمين ضايقهم فهاجر مسيحيو دومة إلى حرستا واستوطنوا فيها، ولهذا فإن أغلب العائلات الحرستية من الدوميين. وتشتهر مدينة دوما بكونها منطقة سياحية ومحافظة لريف دمشق، وتتميز مدينة دوما بتاريخها العريق، فهي تُعتبر من أقدم المدن في المنطقة، بالإضافة إلى الآثار التاريخية التي تحتويها. دوما مدينة صناعية زراعية وبها العديد من المصانع والمعامل في مختلف الصناعات الحديثة، إضافة إلى الصناعات التقليدية، ويشتهر ريفها بزراعة أشجار الفواكه المختلفة، مثل العنب المعروف بـ"العنب الدوماني" وغيرها من الثمار، وتنتشر في المدينة كافة المرافق العامة، مثل المراكز الاجتماعية والصحية والمستشفيات ومراكز الخدمات بكل أنواعها، وإضافة إلى عراقة مدينة دوما فهي اليوم مدينة حديثة تمتد في جنباتها المناطق السكنية الحديثة. وفي دوما كافة الاحتياجات الأساسية والكمالية للناس، ولا يضطر المقيم في دوما أن يذهب إلى أي مكان آخر لاقتناء حاجياته. أصبحت مدينة دوما مزدحمة جدًا في الفترة الأخيرة نتيجة للتزايد السكاني بشكل غير مسبوق، بحيث يتضح للزائر كثرة الإنجاب، وتحوي مدينة دوما بعض الجاليات بها من فلسطين والعراق وبعض أهالي دمشق الهاربين من غلاء أسعار العقارات في العاصمة، لكن الغرباء يبقون أقلية في مقابل أهل المدينة الأصليين، ويرجعه المختصون أيضًا إلى طبيعة أهالي المدينة وتمسكهم ببعض العادات كغطاء الوجه للنساء مثلًا. الموقع الجغرافي: تقع مدينة دوما أكبر مدن محافظة ريف دمشق في أحضان الغوطة الشرقية تحيط بها المزارع والكروم و أشجار الزيتون، وتبعد عن العاصمة السورية دمشق 14 كم إلى الشمال الشرقي منها. وترتبط معها بواسطة طريقين رئيسيين حرستا جوبر دمشق، ومشفى حرستا العسكري وترتبط بمحافظات القطر الوسطى والشمالية الغربية بواسطة طريقين يصلانها باتوستراد دمشق حمص. تعتبر دوما عروسة الغوطة الشرقية تبلغ مساحتها الإجمالية ثلاثة ألاف هكتار منها 300 هكتار عمران والباقي أراضي زراعية يقطن دوما أكثر من 250000 نسمة قسم منهم ليس من السكان الأصليين نظراً للهجرة من مدينة دمشق إليها. تحد منطقة دوما دمشق من جهة الغرب ومنطقة التل من الجهة الشمالية الغربية ومنطقة القطيفة شمالاً وتتاخم حدودها الإدارية البادية السورية من الشرق ومحافظة السويداء من الجنوب. يتبع لمنطقة دوما المدن حرستا والضمير وبلدات النشابية والغزلانية وحران العواميد وبلديات الشيفونية عدرا عدرا العمالية مسرابا جديدة الخاص دير سلمان العبادة العتيبة الهيجانة حوش نصري ويتبع لها قرى الريحان حوش الأشعري أوتايا تل كردي بيت نايم حوش الضواهرة ميدعا الصوان حفير التحتا مديرا الأحمدية الغريفة تل مسكن القرمشية البيطارية قرحتا وسكا والدلبة وغسولة ودير الحجر. ولمدينة دوما ستة مداخل رئيسية هي مدخل دوما الشرقي عن طريق عدرا القصير عبر ساحة عبد القادر بدران ومدخل دوما الغربي عن طريق حرستا جوبر مروراً بساحة جول جمال ومدخل دوما عن طريق مشفى حرستا العسكري والمدخل الشمالي عن طريق أوتستراد حلب والمدخل الجنوبي عن طريق مسرابا والمدخل الجنوبي الشرقي عن طريق الشيفونية.
-----
رديف المقداد
عبد الرحمن خضر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة