أمين الكلح
تصدير المادة
المشاهدات : 3158
شـــــارك المادة
تزخر بنوك أمريكا وأوروبا بمدخرات حكام عرب، وبأرقام حسابات سرية درءاً للفضائح، بينما البنوك العربية تشتكي قلة المدخرات وتفرض قيوداً تعجيزية على المواطنين إن رغبوا في الحصول على قروض بسيطة، وقد لا يحصلون على تلك القروض لعدم توفر الكفيل العتيد، وثمة بنوك أخرى لا ترتادها إلا العمالة الأسيوية بغية تحويل أجزاء من أجورهم إلى ذويهم في أوطانهم الأصلية.
في الغرب يعرفون متى تمتلئ حصالات الزعماء العرب في بنوكهم، ويعرفون متى يَكسرونها، ولأي غرض. ويعرفون أين ينفقوها بدقه، فكثير من الأموال ذهبت لشركات عملاقة كانت على وشك الإفلاس إبان الأزمة المالية، وكرواتب لعمال أو موظفين فقدوا وظائفهم للسبب ذاته. فالقذافي على -سبيل المثال- أمضى ما يزيد على أربعة عقود من الزمن يجمع المال ديناراً وراء دولار في خط مالي مباشر من باب العزيزية إلى مصارف أوروبا وأمريكا في حصص تليق بمكانة كل من أوروبا وأمريكا، وللإنصاف ما يقال عن القذافي ينطبق انطباقاً كاملاً على كل الزعماء العرب دون استثناء، ومنهم من لازال في الحكم إلى الآن ويتفوق على القذافي مئات المرات غباءً ولؤماً وادخاراً. مات القذافي -قتل لا يهم الفرق- كان قتله غباءً قبل محاكمة عادلة؛ فمؤكد أن لدى الرجل كنوزاً من معلومات أثمن بكثير مما ادخر في حصالاته لغربيين بات مستحيلاً استعادتها لبلد المنشأ. ففي مثل هذه الحالة وشبيهاتها في الأقطار العربية المجاورة لن يخرج زعماء قتلوا ولا يعرف الجن أو حتى الذباب الأزرق أين قبورهم ليتذكروا أرقام حساباتهم السرية، ولا حتى أسماء تلكَ البنوك، فمن لديه الحصالات لن يحتاج إلى أرقام الحسابات كي يفتحها كل ما يحتاجه أن يكسرها ويسطو على ما بها فلن يخرج موتى طالبين للدين، فليس صحيح ما غنى الأردني عبدو موسى (حنا دعار العدى طلابة للدين). فلو كان حياً لطالبته بغناء هذه الأغنيه أمام ولستريت ومصارف كل من باريس ولندن وجنيف أيضاً، أو بالاعتذار عن هذه المبالغة العربية الخرافية فعارٌ على مليكٌ لعبْ القمار بقوت شعبٍ بات يقتات على الحشائش التائهة الضائعة في أطراف الأودية والجبال من نبات الخبيزة والشمرة وما شابه.. فما هم إلا بشر كرماء وليسوا من المجترات. أما من بقي حياً من زعماء في السجن الاحترازي أو الخرافي، في المنفى السياسي أو أُبعد عن تداول أمور السياسة والحكم علناً ليس لديهم الجرأة حتى على تذكر أرقامهم السرية في المصارف أو البنتاغون أو أكناس اليهود. عندما تذكر فقراء العرب أن يكسروا حصالات زعمائهم ازدحموا أمام القصور الفارهة بين شهيد وجريح، ومن قُدر له أن يشهد لحظة الانتصار حياً ويمشي على ساقين جاب بهما قصر الزعيم الإله الصنم لم يجد بها سوى زنازين مليء بسجناء كان قد مضى على زجهم بها عقود من الزمن، بعضهم أحياء لازالوا يتنفسون، وآخرون قتلا قيد الاعتقال لم يسمح بتسليم أجسادهم إلى ذويهم في حينه. يستبد الفضول في البحث عن شيء غير السراديب ذوات النهايات المبتورة، فيستدل على حمامات بمرايا كبير لامعة ونظيفة لا يرُى في انعكاسها غير صورة الثائر المتعب بلباس ملطخاً بطين ودم وآثار عرق مسح بكم قميص بها ما يكفي من إرهاق، وتعب تراكم على الجسد منذ عقود في صورة معكوسة من مرآة حاكم ظالم قد يكن مفيداً الوقوف طويلاً أمام هذه المرآة كي نرى وجهاً لوجه..... كي نبصر... كم لحق بنا من ضرر علهُ يوقظ بنا ولو لمرة واحدة كيف نختار حاكماً عادلاً، وإن كلفنا التخلي عن منطق العشيرة أو الطائفة أو أي ولاء ضيق لحساب الحق والعدل والسلام.
ياسر سعد الدين
محمد حسن السوري
غزوان طاهر قرنفل
عبد الله سليمان أوغلو
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة