..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

آخر مجازر النظام السوري في مدينة حمص.. مجزرة التشييع

محمد الخالد

٢١ مايو ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7059

آخر مجازر النظام السوري في مدينة حمص.. مجزرة التشييع
12.jpeg

شـــــارك المادة

{ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأهد له عذاباً أليماً} [النساء:93]،
وقال - صلى الله عليه وسلم - وهو ينظر إلى الكعبة المشرفة: ((ما أعظمكِ وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد لدمُ المسلم أعظمُ حرمةً عند الله منك)).


إنَّ ما كنّا نسمعه عن مجازر التتار، وكذلك مجازر الصليبيين في بيت المقدس وغيرها يتكرر اليوم في سوريا الشام، أرض البطولات والمكرمات، يتكرر على يد الطاغية بشار وماهر وأعوانهما وأبواقهما بشكل ممنهج ومبرمج مع تعتيم إعلامي كبير، وآخر هذه المجازر مجزرة يوم أمس السبت 18 /06 /1432هـ الموافق 21 /5 /2011م، حيث خرج أهالي مدينة حمص وقراها يشيعون شهداءهم الثلاثة عشر الذين قضوا نحبهم أثناء مسيرتهم المباركة في يوم جمعه الحرية في 17 /06 /1432هـ، وذلك في موكب مهيب يصل إلى مائه ألف شخص أو يزيدون عبّْر فيه المشيعون عن تضامنهم وتآلفهم كالجسد الواحد، لم يرق هذا المنظر المهيب للطواغيت المجرمين سفاكي الدماء، وناهبي الثروات، وإذا بهم بعد أن انتهى الناس من دفن شهدائهم يمطرونهم بوابل من الرصاص الحي لا يبقي ولا يذر، ثم ينهالون على كثير من سيارات المشيعين فيحرقونها، ولك أخي الكريم أن تتصور هذا المشهد الذي يعجز القلم واللسان عن وصفه، يصدر عن أناس فاقوا في وحشيتهم وحوش الغابات، وتجردوا من كلِّ معاني الإنسانية والرحمة، ومازال عدد الشهداء مجهولاً حتى كتابة هذه الكلمات، فممن قائل إنهم تجاوز مائه شخص حيث هناك العشرات من المفقودين، لأن المجرمين لم يكتفوا بالقتل بل أخذوا يسرقون الجثث والجرحى، ويحولون دون الوصول إليها.
ورحم الله من قال:

قتلُ امرئٍ في غابة جريمة لا تُغتفر  *** وقتلُ شعبٍ آمن مسألة فيها نظر

فإنه إذا قُتل أحد أزلامهم من ِقَبل شخص يدافع عن نفسه جعلوه منه بطلاً عظيماً ومناضلاً شجاعاً، ووصفوا من دافع عن نفسه وعرضه مندساً ومخرباً وسلفياً... إلى ما عندهم من الألقاب.
وأخيراً إذا ظن الظلمة وخونة الشعوب أنهم بفعلهم هذا سيكممون الأفواه، ويقتلون روح التضحية والثبات في نفوس الشعب الثائر فإِنهم واهمون، لأننا بفضل الله - تعالى - أمة حية لا تزيدنا المحن -بإذن الله تعالى - إلا ثباتاً وتمسكاً بالحق، وثقة بنصر الله - تعالى - واستهانة بالطواغيت والمجرمين، ويكفينا أن شهداءنا في الجنة وقتلاهم في النار، ويكفينا أننا أصحاب حق، وأنهم أهل باطل وضلال؛ {وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلون}. وما حُسني، وابن علي، ومَنْ سيلحق بهما قريباً -بمشيئة الله-، عنهم ببعيد.
اللهم تقبل شهداءنا وأعلِ منزلتهم، وعافِ جرحانا، وصبِّر ثكلانا وأيتامنا وأراملنا، وأجرهم في مصابهم وعوضهم خيراً منه، واشفِ صدور قوم مؤمنين، وأذهبْ غيظ قلوبهم، إنك سميع مجيب.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع