..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

الجوع يقتل أيضاً في سوريا

السبيل

١٥ أكتوبر ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7718

 الجوع يقتل أيضاً في سوريا
ff92f767a0c4f803ca20db73a4631ff6_M.jpg

شـــــارك المادة

أبات الجوع الواقع اليومي للأطفال السوريين المحاصرين في مناطق سورية قريبة من العاصمة بسبب الحرب المدمرة التي تضرب بلادهم منذ أكثر من سنتين، ولن يشارك هؤلاء في مآدب عيد الأضحى الذي يحتفل به العالم الإسلامي اليوم الثلاثاء.
ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون أن أطفالا قضوا جوعا لا سيما في معضمية الشام (جنوب غرب دمشق) بسبب سوء التغذية.

 

 


وإذا كان أطفال سوريا اعتادوا، كمعظم المسلمين في العالم، شراء الملابس الجديدة في عيد الأضحى وتناول الطعام الدسم مع العائلة والخروج في نزهات، فإن هذه تكاد تكون من الذكريات البعيدة بالنسبة إلى أولئك الموجودين في مناطق تحاصرها القوات النظامية منذ أشهر طويلة في ضواحي دمشق وريفها.
فيما يدق الناشطون والأطباء ناقوس الخطر لجهة النقص الفادح في المواد الغذائية والعلاجات الطبية.
ويقول الناشط أبو مالك ردا على سؤال لوكالة فرانس برس عبر الإنترنت "لا يشعر الأطفال هنا في معضمية الشام بالعيد"، مضيفا أن "العيد بالنسبة إليهم سيكون يوم يرون أمامهم طبقا من البرغل أو الأرز".
ويؤكد سكان في معضمية الشام أنهم يعيشون على الخضار التي يزرعونها والأعشاب.
ويقول الناشط أبو هادي "لم يعد لدينا مخزون من الطعام.
الجميع لجأ إلى الزراعة في البساتين وحتى في الطرق"، مشيرا إلى أن الخبز لم يدخل المنطقة منذ أشهر.
إلا أن قطاف الزرع غالبا ما يكون خطيرا، و"قُتل العديد في حقولهم بسبب القصف"، بحسب ما يقول أبو هادي.
ويؤكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن عددا كبيرا من الأطفال في المعضمية يعانون من سوء تغذية، بينهم اثنان، أحدهما في السابعة والآخر في الثالثة توفيا في آب/اغسطس نتيجة ذلك.
وقد نشر المرصد صورتيهما، فبديا نحيلين جدا، وقد برزت عظامهما، ونقل عن مصادر طبية تأكيدها أن سبب الوفاة هو سوء التغذية.
ويقول عبد الرحمن "وضع الأطفال هو الأسوأ، لأنهم يحتاجون إلى أنواع معينة من الغذاء لكي ينموا، بينما البالغون يمكنهم أن يقاوموا الجوع بتناول أي شيء يجدونه".
ويضيف أن "حصار الأبرياء جريمة حرب".
وتؤكد السلطات السورية أن "الإرهابيين" هم الذين يحتجزون الناس في هذه المناطق رغما عنهم، بينما يقول الناشطون أن النظام، يحاول عبر تشديد الحصار، قلب السكان على المعارضة المسلحة.
وبث ناشطون أشرطة فيديو مروعة تظهر بوضوح حالات سوء تغذية بين الأطفال.
ويظهر أحدها طفلا يدعى إبراهيم خليل ممدد على نقالة، وبرزت نتوءات في وجهه الشاحب مع سواد داكن يحيط بعينيه.
ويظهر شريط آخر فتاة إلى جانبها طفلان من أفراد عائلتها وهي تطلب مساعدة لتأمين حليب الأطفال لهما.
وتقول بصوت مؤثر "لا توجد صيدلية لنأخذ شقيقي إليها، لا يوجد طريق لنأخذهم خارج البلد إلى طبيب.
الطريق مقفلة. لا يوجد لدينا طعام. ما ذنبنا شقيقي وأنا؟".
ثم تقول أنها تأكل الأرز، بينما شقيقاها "يتم إطعامهما حليبا فاسدا ما يصيبهما بالمرض".
وتمكن المئات من الخروج من المنطقة في نهاية الأسبوع الماضي، نتيجة عملية قام بها الهلال الأحمر السوري، بموافقة السلطات السورية، وتم خلالها إجلاء نحو 1500 شخص معظمهم من الأطفال والنساء من المعضمية.
وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أصدرته من جنيف، أن القوات الحكومية سمحت ل3500 مدني بمغادرة المدينة المحاصرة.
وفيما سمح للنساء والأطفال بالمغادرة، بقي الجرحى في المدينة التي تشهد معارك وقصفا بشكل شبه يومي، ومنع المسعفون والمتطوعون من دخول المنطقة.
وأشار الصليب الأحمر إلى استمرار وجود "عدد كبير ومن ضمنه أطفال في المدينة".
وينطبق هذا الواقع المرير على مناطق أخرى قريبة من العاصمة واقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
ويقول طبيب يعمل في مشفى ميداني في منطقة المرج شرق دمشق ويقدم نفسه باسم أبو محمد، "يوميا، أربعة من عشرة مرضى أعاينهم في غرفة الطوارئ، هم من الأطفال المصابين بسوء التغذية".
ويضيف "كثيرون منهم يعانون من انخفاض في ضغط الدم والتعب والهزال وتدني نسبة المناعة"، مشيرا إلى أن "الذين يتأثرون أكثر من غيرهم بنقص المواد الغذائية هم الأطفال الذين لم يتجاوز عمرهم السنتين".
ويتابع أن المسالة الأكثر قسوة التي يواجهها هي عدم توافر الأدوية والتجهيزات الكافية أو الطعام لمحاربة سوء التغذية، مضيفا "أصاب بإحباط في العيادة لأننا لا نملك ما يمكننا من مواجهة كل هذا".
ويعاني مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق من أزمة مماثلة. وتحول المخيم منذ أشهر الى ساحة حرب لا تهدأ.
ويقول الناشط السوري الفلسطيني علي ابو خالد "اكون محظوظا إذا حصلت على وجبة صغيرة مرة في اليوم"، مضيفا "لم يسمح بإدخال طحين او خبز الى المخيم منذ 96 يوما".
وعشية عيد الأضحى، قال الشيخ صالح الخطيب لوكالة فرانس برس من المنطقة التي يتواجد فيها في جنوب العاصمة انه مضرب عن الطعام منذ تسعة أيام، مشيرا إلى أن رجلا في منطقة أقدم أخيرا على تناول لحم كلب بسبب الجوع.
وقال "أصدرت فتوى تسمح للناس بأكل لحم الكلاب والقطط. وهذا أصبح واقعا في ظل المعاناة التي نعيشها".
وأضاف "الناس لا يملكون ما يقدمونه لأطفالهم. أنا مضرب عن الطعام لأنني أريد أن أوفر الطعام لغيري".

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع