نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
تصدير المادة
المشاهدات : 4052
شـــــارك المادة
سلم نظام الرئيس السوري بشار الأسد «جردا كاملا» عن ترسانة سوريا الكيماوية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، تمهيدا لتفكيكها، والائتلاف السوري رفض مبادرة إيران المتضمنة لمصالحة وطنية في سوريا، معتبرا إيران طرفا في النزاع، بينما حقق الثوار انتصارات عديدة في سوريا وحرروا عددا من القرى والحواجز.
أعداد القتلى: وثقت لجان التنسيق المحلية مقتل 80 شخصا في سوريا، بينهم 4 أطفال و3 نساء و2 تحت التعذيب، بينما توزع العدد في المحافظات، منهم: 30 في حماه و13 في دمشق وريفها و13 في حلب و12 في درعا و5 في حمص و4 في إدلب و1 في القنيطرة و1 في الرقة و1 في دير الزور. (1) مجزرة خلفت مقتل العشرات ذبحا بالسكاكين: هذا وقد قتل 13 شخصا ذبحا بالسكاكين وإعداما بالرصاص على يد قوات النظام في قرية الشيخ حديد بريف حماة، وفي داريا بريف دمشق قتل 6 أشخاص بالاشتباكات، أما في حلب فتم العثور على 5 جثث أعدمت ثم رميت في إحدى آبار قرية عبيدة بريف السفيرة.(2) وقال الائتلاف السوري إن قوات النظام ذبحت عشرات الأشخاص المدنيين في قرية الشيخ حديد بالريف الحموي بعد اقتحامها وتحطيم العديد من المنازل. وأفاد نشطاء عن خلو المنطقة من أي عمليات تسليح للثوار وأن هدفها إحداث فتنتة بين أهالي المنطقة والقرى المجاورة لها والتي ينتمي سكانها للطائفة العلوية.(3) وأوضح ناشطون معارضون أن القوات النظامية التي خرجت من بلدة كرناز في ريف حماه بعد حصارها من قبل كتائب «الحر» اتجهت، مدعومة بعناصر ميليشيات شعبية، تعرف محليا بـ«الشبيحة»، نحو قرية الشيخ حديد، حيث «نفذت إعدامات ميدانية بحق مدنيين في القرية، أدت إلى سقوط 26 قتيلا فيها». ونقلت مواقع إخبارية تابعة للمعارضة السورية عن الناشط الميداني ماهر حموي قوله إن «القتل جرى بالسكاكين وإطلاق النار العشوائي والسريع، كما أن القوات النظامية دفنت الجثث لمنع الناشطين من تصويرها». ووصف «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» منفذي مجزرة الشيخ حديد بـ«عصابات إرهاب متوحشة». وأشار في بيان صادر عنه إلى أنه «على الرغم من نفاد صبر السوريين من انتظار حل عن طريق المجتمع الدولي، يجد الائتلاف الوطني السوري نفسه مضطرا لاطلاع الدول الفاعلة، إضافة إلى الهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية، بمستجدات المجازر التي يرتكبها النظام بحق السوريين كل يوم، مسفرة عن سقوط المئات بين قتلى وجرحى». وقال الائتلاف إن «هذه المجزرة هي الثانية من هذا النوع خلال الشهر الحال بعد تلك التي حدثت في قرية كفرزيبا بريف إدلب، وشهدت استخداما للسلاح الأبيض وراح ضحيتها 24 من المدنيين الأبرياء».(4) مناطق القصف: ووثقت لجان التنسيق أيضا 445 نقطة في سوريا، كان قد تركز القصف بالطيران الحربي في 40 نقطة، وألقيت البراميل المتفجرة استهدفت الجملة، وكفرزيتا، وكفرنبودة بحماه، وعندان بحلب، واستهدفت صواريخ أرض – أرض القابون بدمشق والسفيرة بحلب، بينما ألقيت القنابل العنقودية في جبل الأربعين بإدلب، وسجل القصف المدفعي في 147 نقطة، والقصف الصاروخي في 131 نقطة، والقصف بقذائف الهاون في 119 نقطة في سوريا. (1)
اشتبك أبطال المقاومة مع قوات النظام في 128نقطة، فحققوا انتصارات بطولية في عدة مناطق، أبرزها: استهداف مساكن الضباط وفرع المخابرات الجوية: في دمشق وريفها تم استهداف مساكن الضباط في القطيفة بصواريخ الغراد، وفرغ المخابرات الجوية بحرستا، وتمكن الثوار من قتل وجرح عدد كبير من قوات النظام في برزة بواسطة تفجير لغم، بالإضافة إلى تدمير عربة مدرعة وقتل ثمانية عناصر من قوات النظام.(1) تحرير 6 قرى، واستهداف حواجز عدة: وفي حماه قام الثوار باستهداف قوات النظام بالصواريخ في كل من حاجز بيت الطين وبربديج وحاجز المغير وتل عثمان، كما قاموا باستهداف رتل عسكري على اتوستراد السقلبية - تل الملح، وتحرير حاجز قرية سلامة بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام. وسيطر الجيش السوري الحر على قرية سلامة في ريف حماة بعد اشتباكه مع قوات النظام وتكبيده خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح. كما استهدف الجيش الحر حاجز بيت الطين بصواريخ محلية الصنع في الريف الحموي، وسط اشتباكات عنيفة جرت مع قوات النظام المتمركزة بالقرب من الجاحز.(3) وأفادت المصادر أن قوات المعارضة المسلحة أوقعت ما يقارب ستين قتيلا بصفوف الجيش النظامي ومليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني، فضلا عن استحواذها على عدد من الآليات وإعطاب أخرى. إضافة إلى أن معارك تدور منذ أمس بين المعارضة المسلحة وقوات الجيش النظامي بعدد من القرى الإستراتيجية بحلب، أهمها قرى عزيزة وعين عسال والعدنانية.(6) وفي دير الزور استهدف الثوار قوات النظام في جبل المدينة. وفي حلب قام المجاهدون بتحرير 6 قرى بالقرب من معامل الدفاع وهي ديمان وصدعايا وحسينية ورسم الشيخ ورسم عكيرش بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام. كما قام الثوار بقتل 15 جنديا من قوات النظام في قرية عين غسان، واستهدفوا قوات النظام في حي سيف الدولة بقذائف الهاون.(1) هذا وقد تم ذلك وسط إنشاء أول غرفة عمليات مركزية للقوى المقاتلة في حلب وقد بدأ عملها في عملية تحت مسمى "العاديات ضبحا".(3)
الائتلاف: وساطة إيران سخرية: وصف الائتلاف الوطني السوري إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني بالتواسط بين الائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري ونظام بشار الأسد بالسخرية وعدم الجدية، "وسط الدماء التي شاركت إيران بسفكها بالتعاون مع النظام منذ بداية الثورة السورية". واعتبر الائتلاف "أن من الأجدى للقيادة الإيرانية أن تسحب خبراءها العسكريين ومقاتليها المتطرفين من سوريا قبل أن تبادر بتقديم التسهيلات أمام الأطراف المعنية" حيث أشار أن إيران لا يمكن أن تكون جزء من الحل لأنها تشكل "جزءا من المشكلة" حسبما جاء في البيان. وزاد الائتلاف أن "الشعب السوري سيطالب بمحاسبة المسؤولين الإيرانيين بنفس الدرجة التي سيحاسب بها المسؤولين السوريين عن أعمال العنف والقتل والإرهاب المرتكبة بحقه".(3) مبادرات حلفاء الأسد لتوقي الضربة العسكرية: وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض كمال اللبواني: إن «كل ما يصدر عن حلفاء النظام السوري من مبادرات ودعوات هدفه توقي الضربة العسكرية»، معربا عن اعتقاده بأن «الطرفين الروسي والإيراني لن يقدما على أي خطة حقيقية لحل الأزمة، فيما لن يسلم النظام إلا جزءا من السلاح الكيماوي ويخفي الباقي منه». ووجه اللبواني انتقادات قاسية إلى الرئيس الإيراني، مذكرا إياه بأن «الضباط الإيرانيين هم من يديرون العمليات العسكرية ويتولون الأمن والتخطيط الاستراتيجي». وقال إنه «من الأجدى لروحاني عوض كلامه المعسول هذا أن يبادر إلى سحب مقاتليه من سوريا»، مؤكدا أن «ما يريده السوريون اليوم هو إجراءات عملية، تبدأ بتسليم القتلة إلى المحاكم الجنائية ووقف عمليات القصف والقتل».(4)
النظام سلم جردا كاملا عن ترسانة الكيماوي: سلم نظام الرئيس السوري بشار الأسد «جردا كاملا» عن ترسانة سوريا الكيماوية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، تمهيدا لتفكيكها. (4)
اليوم العالمي للسلام، وآلاف القتلى والسجناء: في اليوم العالمي للسلام، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 107 آلاف شخص في سوريا حتى اللحظة وأكثر من 90 ألف مفقود، بالإضافة إلى ستة ملايين نازح داخل سوريا وقرابة المليونين ونصف لاجئ خارجها. فقتل أكثر من 107 آلاف سوري على مدى عامين ونصف العام من بدء الصراع في سوريا، حتى اللحظة، منهم 13 ألف عسكري، و94 ألف مدني. وفتحت صور جثت أطفال الغوطتين في الحرب السورية الصفحة الأكثر فاجعة وهولاً، إذ لقي 11.800 طفل سوري مصرعه خلالها، و10.000 امرأة. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن نحو خمسة أشخاص يلقون مصرعهم كل ساعة في سوريا، بينما يقتل كل ساعتين طفل واحد، وامرأة كل ثلاث ساعات. وفي سياق متصل، تعج سجون قوات النظام بـ215 ألف معتقل، يطالب الائتلاف السوري باتخاذ الإجراءات الكفيلة بإنقاذهم بسبب تعرضهم لمختلف صنوف التعذيب والقمع. ومع ارتفاع منسوب العنف في سوريا، نزح نحو ستة ملايين من منازلهم داخل البلاد، فيما بلغ عدد الفارين منها ما يقرب من المليونين و400 ألف لاجئ في دول الجوار.(5) مئات اللاجئين في سواحل إيطاليا: رصد خفر السواحل الإيطالي أكثر من 400 لاجئ سوري بالقرب من جزيرة صقلية خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم امرأة عمرها 22 عاما توفيت أثناء الرحلة. وجرت مرافقة أول زورق، ويحمل على متنه 299 شخصاً أكثر من نصفهم نساء وأطفال، إلى ميناء سرقوسة بجزيرة صقلية في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة. وكان على متن هذا الزورق جثمان المرأة التي توفيت أثناء الرحلة. وقالت وكالة الأنباء الإيطالية إنه لم يعرف بعد سبب وفاة المرأة لكن لاجئين آخرين كانوا معها قالوا إنها مريضة بالسكري. ونقلت السلطات الإيطالية عن أشخاص كانوا على متن هذا الزورق قولهم إنهم أبحروا من مصر منذ نحو أسبوع.(5)
الصين تطالب بالتطبيق السريع للاتفاق الأميركي الروسي: طالبت الصين بالتطبيق السريع للاتفاق الأمريكي الروسي فيما يتعلق بتدمير الأسلحة الكيميائية السورية، معربة عن أملها في التوصل إلى حل سياسي لما يجري في سوريا. كما أعلن وزير الخارجية الصيني رفض بلاده "استخدام السلاح الكيماوي داخل أي بلد كانت". ودعا الوزير لضرورة انعقاد مؤتمر جنيف بأسرع وقت ممكن معتبره السبيل الأوحد للوصول لحل سلمي داخل سوريا، وتابع "نعتقد أن التسوية السياسية هي السبيل الوحيد السليم لاحتواء الأحداث السورية". (3) روسيا قد تتخلى عن سوريا إذا تبين أنه مخادع: أعلن كبير موظفي الكرملين أن موسكو قد تغير موقفها حيال سوريا، إذا ما تبين لها أن الأسد «يخادع». وقال سيرغي إيفانوف، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام الروسية، خلال مؤتمر في ستوكهولم، نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: «ما أقوله في الوقت الراهن هو أمر نظري وافتراضي، لكن إذا تيقنا يوما من أن الأسد يخادع، فقد نغير موقفنا». وأضاف في وقت لاحق في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء السويدية أنه إذا تبين من دون أدنى شك أن أحد الأطراف في سوريا كذب، عبر نفيه استخدام أسلحة كيماوية، فإن «ذلك يمكن أن يجعلنا نغير موقفنا، ونستند إلى الفصل السابع. لكن كل هذا شيء نظري، حتى الآن لا توجد أدلة» على ذلك. وفي مداخلته أمام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أكد إيفانوف مجددا معارضة روسيا لأي تدخل عسكري في سوريا.(4) منظمة حظر الأسلحة الكيماوية: النظام السوري قدم لنا التفاصيل: أفادت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن نظام بشار الأسد قدم لها في لاهاي تفاصيل عن الأسلحة الكيماوية التي بحوزته، لافتة إلى وجود بعض المعلومات التي ينبغي إكمالها في حلول الأسبوع القادم بغية البدء بعملية سريعة للتخلص من الأسلحة قد تحول دون توجيه ضربات جوية دولية ضدها. ولم يفصح المصدر عن المعلومات الغائبة عن الوثيقة والتي وصفها دبلوماسي بالأمم المتحدة بأنها "طويلة جدا". (3) أمير قطر والرئيس الفرنسي يتباحثان حول سوريا: التقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في باريس اليوم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وأجريا مباحثات تناولت خصوصا الأزمة السورية التي تشكل حاليا موضوع تحركات دولية ومشاورات مكثفة، تمهيدا لإصدار مجلس الأمن الدولي قرارا بشأن نزع السلاح الكيميائي السوري، تنفيذا لاتفاق روسي أميركي. كما تناول أمير دولة قطر والرئيس الفرنسي في مباحثاتهما عدداً من الملفات الإقليمية والدولية الأخرى، إلى جانب علاقات التعاون القائمة بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها.(6)
كلفة بقاء بشار! تحت هذا العنوان كتب جمال خاشقجي بمناوراتها غير المقنعة باتت روسيا «العظمى» تلعب سياسة دولية بالطريقة الإيرانية السمجة، فهي تفاجئ العالم الأسبوع الماضي بمبادرة بدت جدية، تستند إلى القانون الدولي ومجلس الأمن لتجريد النظام السوري من السلاح الكيماوي في مقابل منع حرب كانت تلوح في الأفق، موقف متفق مع مسؤولية «دولة عظمى»، فإذا بها تتردى بعد أيام، فتخرج في صورة حكومة ديكتاتور صغير يجيد الكذب والمناورة. الإيرانيون أجادوا هذه السياسة، فهم يدعون جيرانهم إلى الإخاء والتعاون ثم يتآمرون عليهم، يتحدثون عن تحرير القدس ثم يحتلون لبنان، أما الروس فيتحدثون عن إنقاذ المنطقة والعالم من سلاح بشار الكيماوي، وهم في الحقيقة يريدون إنقاذ بشار وإطالة عمر نظامه، يخربون علاقتهم مع دول العالم بكل بلطجة.. المهم عندهم أن يبقى بشار! ليس مهماً أن نعرف ما الفائدة العائدة عليهم من ذلك، فهذه مشكلتهم، أما مشكلتنا فهي كيف سنعيش بجوار بشار لو نجح الروس في خداع الأميركيين أو تآمروا معهم هم والإيرانيين وعقدوا صفقة خلف ظهر الشعب السوري ودول الخليج، أو حتى «طفشوهم» فيبتعدوا عن سورية وكل المنطقة. في النهاية، وبعد رحيل أميركا وابتعاد الغرب عن الحالة السورية، سنبقى نحن في السعودية والخليج وتركيا والأردن ولبنان والعراق، ووسطنا نار مشتعلة في قلب شرقنا الأوسط، تغذيها الكراهية والطائفية والظلم وتداخلاتنا الإقليمية، فما هي كلفة ذلك؟ يجب ألا نستبعد افتراض استمرار الحرب سنوات، حتى لو كان البديل للتدخل الأميركي الحاسم، رفع مستوى تسليح المعارضة، فبقدر ما نقف مع الثورة تقف إيران وحزب الله وروسيا مع النظام وأكثر، يدعمونه ليس بالسلاح بل حتى بالرجال، لم تعد مشاركة الحرس الثوري الإيراني وقائده قاسم سليماني في الحرب السورية سراً، بل باتت لهم القيادة والصدارة في أكثر من جبهة هناك، كما أن روسيا لم تلتزم يوماً بوقف السلاح عن النظام، وبالتالي فنحن أمام وصفة لحرب أهلية طويلة الأمد قد تستمر سنوات وسنوات، ولنتذكر أن الحرب الأهلية اللبنانية استمرت 15 عاماً متصلة. ستكون لذلك تأثيرات هائلة في أمن واستقرار المنطقة، فالأمل بتوافق عربي - إيراني، يريحنا ويريحهم، سيؤجل إن لم يتلاشَ، بل إن فرص المواجهة ستزداد في أجواء الحرب وتبادل الاتهامات، كلما حققنا انتصاراً «بالطبع على الأراضي السورية» غضبوا وكان لهم رد فعل، وكلما حققوا انتصاراً فعلنا مثل فعلهم، ستؤجل المصالحة في البحرين، وستعطل الخطة الخليجية لنقل السلطة في اليمن، سيزداد إنفاقنا على التسلح والأمن. أما محلياً فثمة كلفة على كل دول المنطقة من جراء إطالة أمد الحرب، لبنان قد يكون أول من يجر إلى أتونها، الوصفة جاهزة، والجميع واقف على الحرف وينتظر من يدفعهم، أما إن نجا من ذلك فلن ينجو من الكلفة المادية الهائلة للاجئين، والأخطر منها تأثير الوجود طويل الأمد للسوريين بلبنان في التوازن السكاني «الطائفي» الذي توافق عليه اللبنانيون منذ استقلاله، بألا يكون صغيراً جداً «فيتمرون» ولا كبير جداً «فيتسنن»، هدد اللاجئ الفلسطيني هذا التوازن فحصر في المخيم وحرم من حقه في العمل، فكان سبباً لحربه الأهلية الأولى، قس هذا بذاك واسأل ما تأثير وجود نصف مليون سوري ثري وفقير ومعدم في لبنان بعد 5 سنوات؟ الأردن أقوى أمنياً، ولكن يواجه هو الآخر تهديداً ديموغرافياً، ونصيبه من اللاجئين أكبر، مليون و300 ألف لاجئ حتى الآن، هي الموجة الخامسة من اللاجئين تصيب شرق الأردن، وبالتأكيد سيكون لها تأثير في طبيعته وتركيبته السكانية والسياسية، اللاجئون يستقرون بمرور الزمن في بلد اللجوء، يمدون جذورهم، يتصاهرون، يؤسسون مصالح وحلفاء، حتى لو انتهت الحرب بعد سنة أو خمس، سيبقى بعضهم، ثمة كلفة باهظة لذلك، والأردن ذو موارد محدودة، من المفيد أردنياً أن يطرح السؤال، كيف ستكون بلادنا لو استمرت الحرب السورية 5 سنوات؟ العراق سيسحب أكثر نحو الحرب السورية، الوضع اليوم متأزم فيه بين شيعته وسنته، وإذا كان هناك عاقل يريد تخفيف الاحتقان الطائفي، فإن استمرار الحرب هناك سيسعر منه، شيعته يتطرفون ويقاتلون هناك في صف نظام بعثي! وسنته يتطرفون ويقاتلون النظام والشيعة ويهدمون الأضرحة، بل يقاتلون حتى الجيش الحر. أكراد العراق أيضاً تنزلق أقدامهم أكثر كل يوم في سورية، ينصرون إخوانهم الأكراد الذين تهددهم «النصرة» في معركة نفوذ وليس لعرق أو دين، بينما تنظيم دولة العراق والشام يهددهم لأنه يكره كل ما هو «آخر»، في النهاية يزداد عدد اللاجئين في كردستان. أما تركيا، فكأن أردوغان لا تنقصه مشكلات، فتطفح عليه الحرب السورية بمشكل طائفي لم تعهده بلاده من قبل، فها هي تظاهرات علوية تناوئه وترفع صور بشار، للمرة الأولى تشهد بلاده اصطفافاً طائفياً يضيف إلى مشكلات أردوغان مع العلمانيين والأكراد، مشكلة جديدة مع العلويين تهدد الوحدة الوطنية هناك، ربما إعلان الحرب على بشار أقل كلفة من حالة الانقسام هذه غير المسبوقة التي تكاد أن تأكل نجاحات الحكومة. أما السعودية، وإن لم تكن دولة مجاورة لسورية، لتتحمل كلفة مئات آلاف من اللاجئين، إلا أن دورها القيادي في المنطقة يحتم عليها أن تتحمل كلفة من يتحمل عبء اللاجئين، فاستقرار الأردن ولبنان من استقرار السعودية، ولكن وعلى رغم القدرة المالية الهائلة لها، وما تتمتع به من استقرار فإن الربيع العربي بات مكلفاً عليها، بل إن الكلفة لا تتوقف، فالتدخل السعودي هنا أو هناك قد يعدل المسار ولكن لا يضمن النتائج ما لم يتابع، والمتابعة مكلفة، اليوم تتحمل السعودية مسؤولية تحقيق الاستقرار في البحرين، وهنا نجحت بشكل جيد، كما أن الكلفة ليست باهظة، عدا أن البحرين استثمار ذو اتجاهين فستفيد من السعودية ويستفيد الاقتصاد السعودي منها، ولكن دخلت المملكة مغامرة مكلفة في مصر، وثمة مصلحة استراتيجية لها في مصر لا تنقطع أو تتغير بتغير الحكام فيها، ولكن مصر مكلفة وتحتاج إلى معجزة اقتصادية، حريٌّ بالحكومة المصرية أن تحققها، وإن لم تفعل، لا بد من أن تهب المملكة لمساعدتها، في ظل هذه الأعباء وغيرها، تتردى الأوضاع شمالاً في سورية، وتزداد تردياً بالتخلي الأميركي والتمدد الروسي - الإيراني. ما العمل؟ لا أحد يعرف، فالحرائق تشتعل هنا وهناك، بعضها ناتج من خطأ في التقدير، والبعض الآخر نتيجة طبيعية لتحولات الربيع العربي التاريخية، المهم الآن، إسقاط بشار وإطفاء الحريق السوري قبل أن يمتد إلى الجيران.(7)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(8) محمد ديب سعيد - ريف دمشق - البحدلية عبد المنعم محمد الموعد - دمشق - مخيم اليرموك محمد ابو البراء - ريف دمشق - داريا راتب أبو الفوز - ريف دمشق - داريا قتيبة المصري - حماه - جراجمة فضة الحمصي - درعا - الشيخ مسكين فواز الحمصي - درعا - الشيخ مسكين محمد يوسف البركات - حلب - السفيرة تميم عبدالله عادل الجمعة - حلب - السفيرة حسين حمدو الحلاق - الرقة - حمزة كزكز - حماه - رقية أحمد الضامن - حمص - الرستن أحمد الراجح - حمص - تلبيسة عمر عصام المسالمة - درعا - درعا البلد محمد محمود الصونان الزعبي - درعا - المسيفرة عبيد مطرود العبيد - حماه - قرية الشيخ حديد نادر العبيد - حماه - قرية الشيخ حديد أيهم مطرود العبيد - حماه - قرية الشيخ حديد عمر العبيد - حماه - قرية الشيخ حديد عثمان طراد العبيد - حماه - قرية الشيخ حديد حسان المحمد - حماه - قرية الشيخ حديد فرحان المحمد - حماه - قرية الشيخ حديد فراس المحمد - حماه - قرية الشيخ حديد جاسم الجاسم - حماه - قرية الشيخ حديد أحمد جاسم الحمدان - حماه - قرية الشيخ حديد جميلة مخلف محمد - حماه - قرية الشيخ حديد تمام المحمد - حماه - قرية الشيخ حديد مظلة العبيد - حماه - قرية الشيخ حديد حسام المحمد - حماه - قرية الشيخ حديد بشار ثابت مخلف محمد - حماه - قرية الشيخ حديد فراس العليوي - حماه - قرية الشيخ حديد فداء حسان الخليف "العليوي" - حماه - قرية الشيخ حديد أسامة المنصور - حماه - قرية الشيخ حديد محمد عبدو المنصور - حماه - قرية الشيخ حديد سليمان مخلف محمد - حماه - قرية الشيخ حديد أيمن نمر محمد - حماه - قرية الشيخ حديد هشام ثابت مخلف محمد - حماه - قرية الشيخ حديد رائد حسين المنصور - حماه - قرية الشيخ حديد جميل إبراهيم الإسماعيل - ادلب - معردبسة أيمن محمد عشموط - ادلب - الهبيط عصام ناصيف دنوف - ادلب - معرة مصرين أبو محمد الشيخ - ادلب - رياض الحمود - حلب - السفيرة: قرية عبيدة حسين الحمد - حلب - السفيرة: قرية عبيدة فاطمة حباب - حلب - الأنصاري الشرقي محمد ياسين علوش - ادلب - جبل الزاوية: مغارة عبسي الطه - ادلب - جبل الزاوية: مغارة معتصم فواز دماره - درعا - معربة عبد الله عليوي السعيد - حلب - السفيرة: قرية الزراعة عبد الوهاب سعدي - حلب - الأنصاري موسى عيسى منصور مسالمة - درعا - درعا البلد سليم الجمعات - درعا - جباب محمد لبيب صبري الريابي - درعا - نوى علي أحمد المتوالي - درعا - الشيخ مسكين بلال يحيى السلام - درعا - نوى هيثم عبدو طعمة العمار - درعا - نمر عدنان حسين الطالب - حمص - شاهر حمدان - درعا - الجبيلية مصطفى العلي العبد الله - حلب - حي طريق الباب مازن رحماني - حلب - المشارقة عبد القادر الجاسم - حلب - حي السكري
المصادر: 1- لجان التنسيق المحلية. 2- الهيئة العامة للثورة السورية – المكتب الإعلامي. 3- الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. 4- الشرق الأوسط. 5- العربية نت. 6- الجزيرة نت. 7- الحياة. 8- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة