نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
تصدير المادة
المشاهدات : 3211
شـــــارك المادة
بينما تسلمت الأمم المتحدة تقرير المفتشين الدوليين حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، أعلنت واشنطن أن التقرير يعزز حجتها، بينما رفضت المعارضة والسعودية اختزال القضية السورية في مشكلة استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الأسد، وتركيا تؤكد إسقاط طائراتها لطائرة مروحية سورية دخلت حدودها.
أعداد القتلى: قتل النظام الأسدي 89 شخصا في عموم سوريا بينهم 7 نساء و10 أطفال و7 تحت التعذيب، فيما كان 21 في دمشق وريفها و16 في حلب و14 في حماه و12 في حمص و9 في درعا و8 في إدلب و6 في السويداء و2 في دير الزور و1 في القنيطرة. (1) مناطق القصف: ووثقت لجان التنسيق 396 نقطة للقصف، منها: القصف بالطيران الحربي في 19 نقطة، والقصف بالبراميل المتفجرة في 6 نقاط على كل من السماقة والأندرين وكفرزيتا وعقريبات بحماه، والتمانعة بإدلب، ومحيط مطار كويرس العسكري بحلب، والقصف بصواريخ أرض - أرض في شبعا بريف دمشق، والقصف بالقنابل الفراغية في جبل الأربعين بإدلب. كما سجل القصف بقذائف المدفعية في 137 نقطة، والقصف الصاروخي في 125 نقطة، والقصف بقذائف الهاون في 107 نقاط على مناطق مختلفة من سوريا. (1)
إسقاط طائرة وتحرير مناطق وتدمير دبابات: في 123نقطة اشتباك حقق الثوار عددا من الانتصارات أبرزها: في دمشق وريفها استهدف الثوار بقذائف الهاون تجمعات لقوات النظام في حي القابون، ودمروا في شبعا عربة بي إم بي باشتباكات مع قوات النظام على طريق مطار دمشق الدولي، وفجّروا تجمعاً لقوات النظام في أحد الأبنية على المتحلق الجنوبي بريف دمشق ودمّروا في برزة مدرعة وسيارتي دوشكا على أطراف الحي . وفي حماه استعاد الثوار السيطرة على قرية الحمرا بريف حماه الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، وقاموا بتحرير حاجز أبو شفيق وتدمير دبابتين وقتل عدد من قوات النظام بعد محاصرة الحاجز واستهدافه بالمدفعية. وفي تدمر بحمص دمّر المجاهدون سيارتين تابعتين للأمن العسكري على طريق تدمر- حمص وقتلوا أكثر من 20 عنصراً من قوات النظام. وفي اللاذقية في جبل التركمان أسقط الثوار طائرة حربية كانت تقصف المنطقة، كما استهدفوا في دير الزور بقذائف الهاون بوابة مطار دير الزور العسكري ودمّروا مدفع 130، واستهدفوا بالدبابات وقذائف الهاون في درعا مقر اللواء 61 وتل الجابية وحققوا إصابات مباشرة. (1) هذا وقد تمكن الجيش الحر من استعادة السيطرة على بلدتي البحارية و الديرسلمان على جبهة العتيبة. (2)
الهيئة العامة للثورة: لا يعفي المجرم من العقاب شيء: أكد السيد خالد الصالح مدير المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني خلال مؤتمر صحفي أن الهيئة العامة اعتبرت في بيان ختام أعمالها أن "تسليم وتفكيك الأسلحة الكيميائية عملاً إجرائياً لن يعفي المجرم من العقاب"، مشددة على أن "حفاظ المجتمع الدولي بشكل عام ودول أصدقاء سوريا بشكل خاص على الحد الأدنى من مصداقيتهم لا يتم إلا عبر القيام بكل ما من شأنه حماية المدنيين السوريين، بدءاً من تسليح الجيش السوري الحر، وصولاً لإيقاف آلة القتل الأعمى التي يستخدمها النظام ضد الشعب كسلاح الطيران والصواريخ الباليستية." وأوضحت الهيئة أن: "نظام الأسد قرأ في الاتفاق الروسي الأمريكي تفويضاً بإمكانية الاستمرار في ارتكاب المذابح والمجازر بكافة الأسلحة التقليدية"، مستدلةً على ذلك بالتصعيد الأخير وغير المسبوق في عملياته العسكرية ضد السوريين، بعد أفول الحديث عن الضربة العسكرية العقابية. كما اعتبرت الهيئة المبادرة الروسية "مناورة تهدف إلى منح النظام فرصة إضافية لوأد الثورة وقتل السوريين".(2) رفض بقاء الأسد أو اختزال القضية في الكيماوي: كما اعتبرت التركيز المتواصل على الاتفاق الروسي الأمريكي دون غيره من جملة القضايا المتعلقة بالثورة السورية "اختزالاً للقضية السورية لا يمكن قبوله سياسياً ولا قانونياً ولا أخلاقياً، وهو أمر يمكن أن تترتب عليه نتائج وخيمة فيما يتعلق بحفظ الأمن والسلم في المنطقة". ورفضت الهيئة العامة "أي إقرارات ضمنية ببقاء نظام الأسد لمدد زمنية محددة، أو أي حلول سياسية تفضي إلى مشاركة من رموز النظام في رسم مستقبل سوريا"، معتبرة "عدم محاسبة نظام بشار تجاهلاً لمنطق وروح القوانين والأعراف الدولية". (2) اتفاق بين الائتلاف والمجلس الكردي: أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض أنه توصل لاتفاق مع المجلس الوطني الكردي بشأن انضمام المجلس إلى الائتلاف، كما أكد رفضه أي إقرارات ضمنية ببقاء نظام بشار الأسد معتبرا أن المبادرة الروسية مجرد "مناورة" وطالب المجتمع الدولي بتسليح الجيش السوري الحر. وجاء في بيان صادر عن الائتلاف أن الهيئة العامة بالائتلاف وافقت على الوثيقة السياسية المتفق عليها مع المجلس الوطني الكردي -وهو أكبر تجمعات المعارضة السورية الكردية- وأنه سيعقد اجتماع الهيئة المقبل تمهيدا للتصويت على استكمال بقية القائمة المتفق عليها.(3) تحفظ، وانتقاد حول الاتفاقية بين الائتلاف والمجلس الكردي: في المقابل أعلنت الحركة التركمانية الديمقراطية السورية تحفظها على الاتفاقية التي وقعت بين الائتلاف الوطني السوري والمجلس الكردي ورفضها المساس بالسيادة السورية أرضاً وشعباً. وقالت الحركة في بيان لها أنها:"تهيب بكل الشرفاء بأن تسقط أية اتفاقية تمس وحدة سوريا أرضاً وشعباً وتعتبر أن هذه الاتفاقية ليس لها أية قيمة شرعية أو قانونية". وطلبت الحركة من الائتلاف أن: "يقوم بتأسيس اتفاقية تضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري، ولا تخص مكون بعينه" . (2)
توقيع النظام على حظر الأسلحة الكيماوية لا يعني فقدان إمكانات أخرى: قال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي إن "توقيع سوريا على اتفاقية حظر الأسلحة الكيمائية لا يعني أن ليس لديها إمكانات أخرى يمكن أن تغنيها عن استخدام هذا السلاح لإيلام العدو وتحقيق توازن إستراتيجي معه". وأضاف الحلقي في تصريح لموقع "العهد الإخباري" اللبناني أن "اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي وقعت عليها سوريا مؤخرا ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الرابع عشر من الشهر المقبل، وأنها ستلتزم بما تم الاتفاق عليه مؤخرا". وعن الأسلحة الإستراتيجية الأخرى التي تمتلكها سوريا بعد أن تتخلى عن الأسلحة الكيميائية، أجاب الحلقي "إذا كان لديك سلاح إستراتيجي (يقصد الكيميائي) ولا تستطيع أن تستخدمه لإيجاد توازن مع العدو، وكان لديك تجهيزات وأسلحة إستراتيجية أخرى تفي بالغرض أكثر من هذا السلاح، فلماذا وجود هذا السلاح إذا كان يجنب البلاد ضربة عسكرية قد تدمر كثيرا من البنى الخدمية والاقتصادية، وكذلك إزهاق كثير من أرواح المدنيين؟!.. سوريا لديها كثير من الإمكانيات التي تغنيها عن استخدام هذا السلاح وتؤلم به العدو".(3) النظام ملتزم بكل ما يصدر عن الأمم المتحدة: أعلن وزير إعلام النظام عمران الزعبي أن نظام الأسد سيلتزم الخطة الروسية الأميركية لإزالة الترسانة الكيماوية ما أن توافق عليها الأمم المتحدة، لافتاً إلى أن النظام بدأ بإعداد لائحة بهذه الأسلحة. وقال الزعبي إن "سورية ملتزمة كل ما يصدر عن الأمم المتحدة. نوافق على الخطة الروسية للتخلص من أسلحتنا الكمياوية. (2) دمشق تنتقد إسقاط طائرة سورية من قبل تركيا: قال الجيش السوري إن تركيا تسرعت في إسقاط طائرة هليكوبتر سورية "دخلت عن طريق الخطأ المجال الجوي التركي"، واتهم حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بمحاولة تصعيد التوتر على الحدود بين البلدين. وذكرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في بيان نشرته الوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية والتلفزيون الرسمي قرابة منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء "فقدت حوامة عسكرية ظهر الاثنين أثناء تنفيذها إحدى الطلعات الاستطلاعية لمراقبة تسلل الإرهابيين عبر الحدود التركية في منطقة اليونسية قرب قرية بداما بريف اللاذقية" في شمال غرب سوريا.(3)
تسليم تقرير المفتشين الدوليين إلى الأمم المتحدة: تسلم الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" تقرير المفتشين الدوليين بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. وأكد المتحدث باسم بان أن الأخير يعتزم تبليغ أعضاء مجلس الأمن الدولي بالنتائج خلال جلسة مغلقة صباح اليوم. وأضاف أن "بان سيتحدث إلى الصحافيين بعد الجلسة، فيما يبلغ الجمعية العامة للأمم المتحدة بنتائج التحقيق". هذا وينشر نص التقرير لاحقاً على موقع مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع الأسلحة. وكان الفريق الدولي قد توجه إلى سورية ليحقق في هجوم نفذه النظام بالأسلحة الكيماوية ، وتزامن مع تواجده هناك هجوم نفذته قوات النظام في مدينة الغوطة قرب دمشق بالسلاح الكيماوي خلف عدداً كبيراً من القتلى والمصابين.(2) التقرير لا يترك مجالا لأي شك: وعرض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أعضاء مجلس الأمن الـ15 تقريرا أعده المفتشون الدوليون الذين حققوا في موقع الهجوم بالأسلحة الكيميائية الذي وقع في 21 أغسطس/آب بريف دمشق، وصف مضمونه بأنه "مروع". وأكدت واشنطن وباريس ولندن بصوت واحد أن تقرير الأمم المتحدة "لا يترك مجالا لأي شك" في مسؤولية نظام الرئيس السوري بشار الأسد "البالغة الوضوح" في الهجوم الذي استهدف ريف دمشق.(3) التقرير الدولي يعزز الموقف الأميركي: قال البيت الأبيض إن تقريرا للأمم المتحدة أكد استخدام أسلحة كيماوية في هجوم في سوريا في 21 أغسطس آب يدعم الحجج الأمريكية بشأن مسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم. وقالت سوزان رايس مستشارة الرئيس باراك أوباما للأمن القومي في بيان إن الأدلة الفنية في التقرير - بما في ذلك أن غاز السارين المستخدم كان عالي الجودة وأن صاروخا بعينه استخدم في الهجوم - تشكل أهمية كبيرة. وأضافت أن الاستنتاجات "تعزز تقييمنا بأن تلك الهجمات نفذها النظام السوري لأنهم هم فقط من يمتلكون القدرة على تنفيذ هجوم بهذا الشكل."(5) لا حل سوى المفاوضات: أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في باريس مع نظيريه الأميركي والانكليزي أن:" الأسد يجب أن يفهم أنه لا يوجد طريقة أخرى للحل في سوريا سوى بالمفاوضات" محذراً من "عواقب خطيرة في حال عدم التزام نظام الأسد". وتحدث فابيوس عن تنظيم لقاء دولي موسع بمشاركة الائتلاف الوطني السوري قريبًا في نيويورك مشدداً على ضرورة وجود "معارضة قوية" حسب قوله وزيادة الدعم لها. (2) السعودية ترفض اختزال القضية السورية في الكيماوي: شدد مجلس الوزراء السعودي على ما أكده مجلس جامعة الدول العربية، «عدم اختزال الأزمة السورية في تداعيات جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية»، مجددا الدعوة للمجتمع الدولي بضرورة اتخاذ قرارات فاعلة لوقف القتال في سوريا فورا وتعزيز الدعم الدولي للمعارضة السورية لتمكينها من مواجهة هجمات النظام الذي يصب تعنته في صالح الحركات المتطرفة ويهدد الأمن الإقليمي والدولي، وتقديم الحماية للشعب السوري ومساعدته ليتمكن من الدفاع عن نفسه، وصولا إلى نظام عادل في سوريا يحترم حقوق الشعب السوري ويحافظ على وحدة سوريا واستقرارها.(4) تركيا تقول: إنها أسقطت طائرة سورية: قالت تركيا إن طائراتها الحربية أسقطت طائرة هليكوبتر سورية بعدما انتهكت المجال الجوي التركي وحذرت الحكومة من أنها اتخذت كل الإجراءات اللازمة للتصدي لأي انتهاكات أخرى. وقال الجيش التركي في بيان إن تركيا أرسلت طائرتين إف-16 إلى الحدود بين إقليم هاتاي الجنوبي وسوريا بعد تحذير الهليكوبتر وهي من طراز مي-17 من أنها تقترب من المجال الجوي التركي بعد الساعة 1430 (1130 بتوقيت جرينتش) بقليل. وقال بولنت ارينتش نائب رئيس الوزراء التركي إن طائرة حربية أسقطت الطائرة الهليكوبتر بعدما دخلت لمسافة كيلومترين في تركيا قرب بلدة يايلاداجي الحدودية. وقال "وجهت عناصر دفاعنا الجوي تحذيرات لها أكثر من مرة."(5) أي تهديدات للنظام يمكن أن تفشل جنيف: حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن أي مشروع قرار في مجلس الأمن يتضمن تهديدات ضد نظام الأسد يمكن أن يفشل اتفاق جنيف حول ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية مع واشنطن، رغم تأكيد قناعته بأن الولايات المتحدة ستلتزم بالاتفاق.(2)
كتب غسان الإمام عن: تحييد قنابل بشار الكيماوية يستغرق 12 سنة!: فلسف الأب المواجهة مع إسرائيل. ففبرك نظرية «للتوازن الاستراتيجي» مع إسرائيل. وأرسى لتنفيذها صناعة الأسلحة الكيماوية. فأجل حرب تحرير الجولان. فلا مقاومة. ولا ممانعة. ولا رصاصة، إلا عندما يكتمل الاكتفاء الذاتي: قنبلة كيماوية، في مقابل كل قنبلة نووية إسرائيلية. طوَّر الابن الصناعة الكيماوية. فكسب بشار سمعة وشهرة أكبر منتج للسلع السامة المحرمة. أرسى مبدأ «الموت بالجملة». برأ إسرائيل. واتهم 23 مليون سوري بالتآمر على النظام. فاختصر الأعمار بالموت الزؤام. صار أمام السوريين خياران أحلاهما مرّ: الموت البطيء بصواريخ بشار المدمرة للحياة والمدن. أو الموت السريع السهل بكيماوي النظام. سارين بشار «شغل الوطن». يجربه المواطن المحظوظ مرة. فلا يحتاج لتجربته بالمرة. سارين بشار دوخة في الرأس. «كركبة» في البطن. رغوة زَبَدٍ على الفم. شهيق. زفير. هوب.. هوب. ينتهي التمرين بشلل العضلات. وتشنج أعصاب الرئة. وغيبة عن الوعي. تمهد للموت «الرحيم» اختناقا. أغلق طبيب العيون المستشفى الذي لم يعد له لزوم. ووسَّع المقبرة. فتح صيدلية مجانية، لتوزيع غازات مخففة. غاز الموتار وغاز لاكريموجن. حرر بشار الاقتصاد. فموَّل السوريون موتهم بأنفسهم. من كل مائة ليرة يؤديها دافع الضرائب، تذهب سبعون ليرة لجيش النظام. ولطائفة النظام. ولرشوة حزب النظام. وعائلة النظام. وأولاد عمومة وخؤولة النظام. ولشبيحة النظام. ولأجهزة التعذيب. والتصفية. والاغتيال، في أقبية النظام. أفاق العالم على مجزرة الكيماوي. تطلع مذهولا إلى الشاشة. من يعرف هؤلاء الموتى/ الأحياء؟ هم أبناء وأحفاد ثورة الغوطة (1925) على الاستعمار. ثورة الطبيب عبد الرحمن الشهبندر. ثورة تسلحت بنبل الثورات. أدركت في شبابي ما تبقى من الثوار. رأيت الدموع في العيون. لم يطلبوا تعويضا من صنَّاع الاستقلال. ولا جاها. ولا منصبا. كل ما تمنوه أن يعيش أبناؤهم وأحفادهم في هناء. وحرية. وبحبوحة. فأرض الغوطة خصبة. معطاء. فحرمهم طبيب آخر من نعمة الحياة. طبيب نظام لا يملك كبرياء الدولة. غضبت أميركا للمشهد. قرر أوباما أن يضرب ضربة على اليد. لا على الرأس. حشد الحشود. أرسل البوارج المحملة بالصواريخ الباليستية الموجهة. أعلن وزيره جون كيري أن الضربة قريبة جدا. آتية. لا ريب فيها. تردد الرئيس المثقف فجأة. لم يأت غودو الأميركي. فقد قرر تمرير الضربة من ثقب السياسة. طلب مشروعية الحرب والضرب، من دهاقنة مجلس الكونغرس. تعجز السياسة عن الفعل. فيتوارى الساسة وراء رداء الدبلوماسية. أو يدفنون الأزمات في اللجان. زايد النواب والشيوخ على الرئيس المثقف. الصقور الذين أرادوا الحرب انقلبوا حماما مسالما. الحمائم التي طلبت السلم. سايرت الرئيس المسالم. فازداد سلما! رئيس ليس من طين السياسة. وليس له دهاء المسؤولية. متردد. متقلب. حذر. بلا أصدقاء. وحلفاء. رئيس لا يعرف شيئا عن جغرافيا السياسة. يسأل بسذاجة: كيف أتدخل في سوريا. ولا أستطيع التدخل في الكونغو؟! آه من المثقفين! انقسم مثقفو البعث. حاروا بين عفلق وعبد الناصر. فخطف عسكر الحزب و«زعرانه» السياسة. «طيَّفوا» السلطة فخنقوا الحرية. خدع عسكر الطائفة عبد الناصر. أرسلوا إليه مثقف البعث الذي انقلب ناصريا. بكى السفير المثقف سامي الدروبي بين يدي عبد الناصر. فأبكاه. جرته الخدعة الطائفية إلى حرب بلا وحدة. فكانت كارثة النكسة. فقد غودو المثقف المبادرة. لا هو ضرب. ولا هو حصل على قرار الحرب من كونغرس يدير أقوى دولة في العالم بعقلية مجلس البلدية. تبخر أوباما. غدا مزيجا نفسيا من الأمير هاملت الذي تأكله الهواجس، والرئيس وودرو ولسون الذي خدعه ساسة أوروبا. حارب معهم. فأطالوا عصر الاستعمار. وتركوه يموت هاذيا بين صور أسلافه في البيت الأبيض. قفز الأرنب الروسي من كُمِّ السياسة. فغدا المستشار الأمين لأوباما! باعه «كراكيب» بشار الكيماوية. فأنقذ العائلة. والطائفة، من الضربة. المشهد ميلودراما مسرحية: ضابط سياسي ينتقم لسقوط الإمبراطورية الحمراء، من أميركا وأوروبا يقودهما مثقف ضعيف خذل مستشاريه. وأحرج وزراءه. هربت هيلاري سلفا من المسرح. فضمنت الرئاسة المقبلة. وتركت منافسها جون كيري ينصاع لمشيئة رئيس لا يعرف فن المساومة. وقد سحب من الكونغرس ورقة الضغط المخيفة، بإلغاء التصويت على الضربة، قبل أن يستعين بها كيري في جنيف، لعقد الصفقة الخاسرة. يجرب الدبلوماسي جون كيري إصلاح ما أفسدته السياسة. عليه إرضاء وزراء العرب الغاضبين من مزاجية أوباما. وعليه مداراة الثوار الرافضين لربط الضربة بمفاوضة بشار على تقسيم سوريا. وعليه إقناع نتنياهو بأن ضرب إيران النووية ما زال قرارا على الطاولة. وعليه إبقاء محمود عباس مسمَّرا على مائدة مفاوضات على إقامة ميني دولة، على ما تبقَّى من فلسطين في الضفة وغزة. صفقة جنيف تفرض على بشار تسليم قائمة بغازاته الكيماوية خلال أسبوع. وتلزم بوتين وأوباما بتحييدها وتدميرها خلال ستة شهور. استنادا إلى خبراء وباحثين كيماويين فرنسيين، أقول إن بشار نفسه لا يعرف أين يخبئ قنابله. هو يقول إنها تحت السيطرة المركزية (يقصد قيادته). ثم يعود فيدعي أنه لا يعرف مَنْ أمر باستعمالها في قرى الغوطة. يتفق الخبيران الفرنسيان أوليفييه لوبيك وجان باسكال زاندير على أن تحييد وتدمير غازات بشار عملية صعبة. معقدة. خطرة. وطويلة. قد تستغرق 12 سنة. وتقوم تقنية الإتلاف على تعريض الغاز إلى درجة حرارة عالية. الدخان الناتج عن ذلك شديد السمِّية. ويجب عدم إطلاقه في الطبيعة. وتكفي لترات متسربة لقتل المفتشين وخبراء التفكيك خلال دقائق. تحييد غازات بشار يقتضي بناء مصانع في سوريا لمعاملة الغاز. واستعادة الطائرات. والصواريخ. ومنصات انطلاقها من القوات الكيماوية المرابط معظمها في قواعد الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر شقيق بشار. قنابل السارين وغاز «vx» الشديد السمية يمكن نقلها إلى خارج سوريا، لتحييدها وإتلافها، وفق تقنية عالية لا تملكها سوى روسيا. أميركا. ألمانيا. تحديا لأوهام صفقة جنيف، أقول إن تدمير المخزون الأميركي/ الروسي الثنائي (70 ألف طن) ما زال مستمرا منذ 20 عاما. فأين منها أكذوبة إتلاف غازات بشار خلال ستة شهور، في ظروف حرب مدنية شرسة، تقتضي جيشا دوليا لحماية المفتشين والخبراء؟ روسيا تغالط الحقيقة. تتهم دولا عربية بتزويد الثوار بأسلحة كيماوية قذفوا بها نظام بشار. هذه الدول وقعت وأبرمت معاهدة التحريم. وهي لا تملك الآلية والتقنية الضروريتين لاستعمال الكيماوي. اتهام الأمين العام بان كي مون لبشار بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» يؤكد ما لم يقله تقرير خبراء الأمم المتحدة بأن قرى الغوطة قصفت بقنابل الصواريخ الكيماوية. من زود الأب والابن بالأسلحة الكيماوية؟ الجواب ببساطة متناهية: أميركا. نعم أميركا. روسيا. أوروبا. إيران. كوريا الشمالية. وأضيف من عندي أن مراسلي وكالات الأنباء السوريين كانوا يعرفون منذ نهاية السبعينات أن المخابرات السورية أدارت شركات تجارية وهمية داخل وخارج سوريا لاستيراد آلية وتقنية وسلع الصناعة الحربية السورية. وعاونها رجال أعمال من السنة. ورجال أعمال من علويين مهاجرين إلى أميركا. ولهم علاقة باللوبيات اليهودية والإسرائيلية. كنا نعرف آنذاك أن الأب يوفد أجيالا من الطلبة. والضباط العسكريين والمدنيين، من الطائفة العلوية، للتدرب في الكليات العسكرية الروسية، والمدنية الأميركية. بشار أوفد منهم الكثيرين، حتى بعد نشوب الثورة السورية. بل كنا نعرف أن ضباطا وقادة من الروس أداروا مصانع الأسلحة الكيماوية السورية. ودربوا السوريين العاملين فيها. لم يعد ذلك سرا. وثائق الـ«ويكيليكس» تذيع الآن أسماء جنرالات روس، بينهم الجنرال أناتولي كونتسيفتش الذي ظل مستشارا للصناعة الكيماوية السورية بعد تقاعده من الخدمة العسكرية. القانون الدولي قانون الغاب. صفقة جنيف تسمح بإبادة السوريين بأسلحة القتل والدمار الجماعي. لكن ممنوع قتلهم بالقنابل الكيماوية. السوريون الآن كالأيتام على مائدة اللئام. (4)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6) قتيبة ياسر عودة - دمشق - الحجر الأسود أحمد الصليبي - حمص - القصير معاذ أبو جبل - ريف دمشق - المعضمية سليمان عرسان الموسى " الويسي " - ريف دمشق - السيدة زينب محمد خميس - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل أحمد مروان كنهوش - درعا - جباب غدير جميل السلامي - درعا - جباب نعيم الجنادي - درعا - إسماعيل أحمد العودة - درعا - نوى يزن أحمد يوسف النصار - درعا - نمر محمود فرحان المحمد - حمص - الوعر صبحي سليمان - حلب - الأشرفية فاطمة إبراهيم - حلب - الأشرفية عبدو ديبو - حلب - الأرض الحمرا عيسى نعسان علوش - حلب - بستان الباشا عطا - حلب - سامر كرموت - حلب - وائل جمول - حلب - مارع طه أحمد الأعرج - حلب - عندان ماجدة خصيم - حلب - الفردوس فادي الحتام - حماه - قلعة المضيق نديم خديجة - حماه - السلمية مريم حسن الدياب - حماه - كفرزيتا عبد الله مصطفى الرجب - حماه - كفرزيتا عدنان أبو محمد - ريف دمشق - المعضية موسى بكري حمودي - ادلب - احسم فهد مشيعل - ادلب - احسم أحمد جوخدار - حمص - تلبيسة أسماء محمد الطويل - حمص - الرستن
المصادر: 1- لجان التنسيق المحلية. 2- الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. 3- الجزيرة نت. 4- الشرق الأوسط. 5- وكالة رويترز. 6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة