أحمد عبد السلام
تصدير المادة
المشاهدات : 3896
شـــــارك المادة
فيما تكثف حكومات مختلف دول العالم الإسلامي جهودها لتلبية مطالب شعوبها خلال الشهر الكريم، لتيسير صيامهم وقيامهم، ضرب النظام السوري برئاسة بشار الأسد بمطالب شعبه عرض الحائط، بل أنه حتى لم يراعي حرمة الشهر الكريم، وقابل دعوات الهدنة خلال شهر رمضان بمزيد من القصف والقتل والحصار، حتى المساجد لم تسلم من قصفه حيث تعرض مسجد خالد بن الوليد في حي الخالدية للقصف العنيف وتهدمت أجزاء منه أول أيام شهر رمضان.
وإذا كان السوريين في الداخل يقضون رمضان هذا العام تحت أصوات القصف والنيران ووسط معاناة الحصار، فإن اللاجئين في الخارج ليسوا بأفضل حال، وسط استمرار معاناتهم وقلقهم على ذويهم واشتياقهم لرمضان في بلدهم. وفي ظل "توحش" نظام الأسد وقواته بدعم من حزب الله اللبناني ، في مقابل معاناة شديدة لمقاتلي الجيش الحر من نقص السلاح والذخيرة، يقف المجتمع الدولي ساكنا دون حراك، فيما يواصل النظام استهدافه لحي تلو الآخر ومدينة وراء الأخرى، كان آخر جرائمهم حصاره لأحياء برزة والقابون بدمشق.
حصار 40 ألف مدني: وطالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان وصل "الشرق" نسخة منه أمس المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بتحرك عاجل وسريع لنجدة أكثر من 40 ألف مدني محاصرين في أحياء برزة والقابون بدمشق، محذراً من وقوع أعمال تنكيل وتصفية تطال المدنيين في المنطقتين، خصوصاً مع ورود أنباء تفيد بتوجه قوات النخبة الإجرامية لدى نظام الأسد إلى مداخل الحيين وسط محاولات اقتحام متكررة. وقال الائتلاف أن حملة النظام العسكرية هذه تأتي استمراراً لحصار بدأ منذ قرابة 7 أشهر تنفذه حواجز أمنية وعسكرية على أحياء برزة والقابون، حيث تتعرض هذه الأحياء لقصف بالطائرات والمدافع الثقيلة المتمركزة على جبل قاسيون، بالإضافة إلى هجوم بري واسع. وجدد الائتلاف تذكيره المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه الجرائم التي يرتكبها النظام بحق السوريين المطالبين بالحرية، وخرقه المستمر لكافة المواثيق والعهود، واستخدامه لمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً. وشدد الائتلاف في بيانه على ضرورة أن يطلع المجتمع الدولي بواجباته في حماية المدنيين ودعم الثورة السورية بما من شأنه حقن الدماء والوصول بالبلاد إلى حل يلبي تطلعات الشعب السوري كاملة غير منقوصة.
هكذا استقبل السوريون رمضان: جرائم النظام السوري خلال الشهر الكريم لم تتوقف عند حصاره لأحياء برزة والقابون بدمشق، بل امتدت لكل مكان في سوريا، فيما يبدو أن كان قد بيت النية لزيادة معاناة السوريين خلال الشهر الكريم، حيث قابل دعوات الهدنة خلال شهر رمضان التي وجهها مؤخراً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، وعدد من الدول بمزيد من الحصار والقصف على عدد من المواقع في شتى أنحاء سوريا. وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه السوريين، أن يستجيب نظام الأسد للهدنة، استيقظ أهالي عدد من المناطق في دمشق وريفها (جنوب سوريا) صبيحة أول أيام شهر رمضان، على سقوط 200 قذيفة هاون و 6 صواريخ أرض أرض ما أوقع عدداً من القتلى والجرحى بين المدنيين؟ . وقد أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أول أيام رمضاني مقتل 92 شخصًا نتيجة الهجمات المتواصلة التي تشنها قوات النظام السوري في جميع أنحاء البلاد. وأوضحت الشبكة، أن القصف الجوي والبري الذي تعرضت له معظم المدن السورية أدى إلى مقتل 38 شخصًا في ريف الدمشق و18 في حلب و13 في إدلب و8 في حمص و7 في حماة وفي دير الزور قتل 3 أشخاص، فيما قتل 2 في درعا وواحد في كل من القنيطرة والحسكة والسويدة. وفي اليوم نفسه، لم تسلم المساجد من قصفه، حيث قال الجيش السوري الحر، إن قوات بشار الأسد دمرت أجزاء كبيرة من مسجد الصحابي خالد بن الوليد في حي الخالدية بمدينة حمص، وسط البلاد، وألحقت أضراراً كبيرة بقبره الموجود فيه. ويعد مسجد الصحابي خالد بن الوليد، المبني وفق الطراز العثماني ويعود للقرن السابع الهجري، أحد المعالم التاريخية والتراثية الهامة في مدينة حمص ذات الاهمية الاستراتيجية في سوريا؛ كونها تقع على تقاطع الطرق بين شمال البلاد وجنوبها وشرقها وغربها، وتفصل منطقة الساحل (غرب)، التي ينحدر منها رئيس النظام السوري بشار الأسد، عن العاصمة دمشق (جنوب). حملة على حمص وحلب: نظام الأسد لم يرحم المواطنين حتى في أوقات الصلاة، حيث سقطت في منطقة " الوعر" بحمص (وسط البلاد) قذيفة هاون بجوار أحد المساجد أثناء أداء المصلين أول صلاة تراويح خلال الشهر الفضيل. وبالنسبة لحمص نفسها ، فإن أهالي المدينة الذين يعانون حصاراً خانقاً من قبل قوات الأسد منذ أكثر من عام أفطروا في أول أيام الشهر الفضيل "بما استطاعوا تهريبه من حبوب ومعلبات وعلى أصوات انفجارات القذائف والصواريخ التي تتساقط على المدينة"، على حد قوله. ومنذ بداية الأسبوع الماضي يشن النظام السوري حملة عسكرية ضخمة على مدينة حمص وذلك بعد سيطرته على مدن القصير وتلكلخ والقريتين في ريفها بمساندة عناصر من حزب الله اللبناني. كما تشن قوات النظام السوري على محافظة حلب وخاصة الريف الشمالي منها، حملة عسكرية ضخمة بغية استعادة مناطق واسعة خاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر منذ أكثر من عام، ويعاني المدنيون في قرى ومدن المحافظة ظروفاً معيشية صعبة بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه تلك القوات عليها بغية التضييق على الجيش الحر وإفقاده القاعدة الشعبية التي تحتضنه. اللاجئون.. معاناة وحنين للذكريات: وإذا كان السوريين في الداخل يقضون رمضان هذا العام تحت أصوات القصف والنيران ووسط معاناة الحصار، فإن اللاجئين في الخارج ليسوا بأفضل حال، حيث يستقبل ملايين اللاجئين والنازحين السوريين رمضان في ظل ظروف نفسية واقتصادية صعبة، وسط استمرار معاناتهم وقلقهم على ذويهم واشتياقهم لرمضان في بلدهم. ويقول عدد من اللاجئين السوريين في دولة عدة إنهم يفتقدون الأجواء الرمضانية الشامية المميزة التي اعتادوا أن يعيشوها سنويا في بلادهم، خاصة أن بعضهم يقضي شهر رمضان للمرة الأولى خارج دياره، اشتاقوا للزينة الرمضانية التي اعتادوا أن تكتسي بها شوارعهم في أول أيام الشهر الفضيل، اشتاقوا لضحكات الأطفال وتهليلاتهم بقدوم الضيف الكريم. غابت كل المظاهر عن شوارع بلدانهم، وحلّ مكانها دوي الانفجارات الهائلة التي حولت أحلام أولئك الأطفال إلى كوابيس لا يعلمون متى ستنتهي في ظل هذا الصمت الدول المريب والغريب. ومنذ مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. إلا أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ مما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية التي تدعمها إيران وحزب الله اللبناني ضد قوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 100 ألف شخص، فضلا عن ملايين النازحين واللاجئين، ودمار واسع في البنية التحتية، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
بوابة الشرق
مركز إدراك
صالح أبو إسماعيل
الجزيرة نت
أحمد الإبراهيم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة