..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

مصابون في القصير يروون معاناة انتقالهم إلى لبنان

السبيل

١١ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6994

مصابون في القصير يروون معاناة انتقالهم إلى لبنان
القصير00.jpg

شـــــارك المادة

سار محمد (35 عاما) المصاب في رجله خمسة أيام في وديان وطرق جبلية وعرة يختبئ في الأحراج خلف الأشجار، لتجنب القوات النظامية التي سيطرت على كامل منطقة القصير خلال الأيام الماضية، إلى أن وصل منهكا إلى الأراضي اللبنانية، وتم نقله مع أكثر من ثلاثين جريحا آخرين من مواطنيه إلى مستشفى متواضع في بلدة المنية بشمال لبنان.

 


وقد أصيب محمد الذي فضل عدم كشف هويته الحقيقية، في قصف على مدينة القصير في الخامس من حزيران، قبل ساعات من سيطرة قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني على المدينة الاستراتيجية التي شكلت معقلا للمقاتلين المعارضين لأكثر من عام.
وتمنى الجرحى السوريون في المستشفى عدم طرح أسئلة عما إذا كانوا من المقاتلين، أو عن الطرق التي استخدموها للوصول إلى الحدود اللبنانية.
ويبدو وجه محمد شاحبا جدا تحت لحيته الخفيفة. ويقول "حاولوا إخراجي من المدينة باستخدام شاحنة صغيرة (بيك اب)، لكن حجم الدمار والركام على الأرض حال دون تقدمها".
ولا يحدد محمد الأشخاص الذين ساعدوه على الخروج من المدينة، وتبعد القصير قرابة عشرة كيلومترات عن الحدود اللبنانية من جهة البقاع، لكن القوات النظامية تحكم السيطرة على هذه المنطقة، ما اضطر الجرحى إلى سلوك طرق جبلية وحرجية طويلة وقاموا بالتفافات في أماكن عدة، فوصل عدد كبير منهم إلى لبنان عن طريق عرسال، وقسم آخر، بينهم محمد عن طريق وادي خالد في شمال لبنان.
ومنطقتا عرسال ووادي خالد ذات غالبية سنية ومتعاطفتان إجمالا مع المعارضة السورية.
ويقول محمد الذي كان لا يزال يرتدي الملابس المتسخة نفسها منذ خمسة أيام "خرجنا من المدينة سيرا، وكنت أخسر الكثير من الدم". ثم وصل الى قرية مجاورة للقصير لم يرغب في ذكر اسمها، حيث عولج في مستوصف محدود التجهيز الى جانب عدد آخر من الجرحى.
ويضيف "لم يكن هناك ما يكفي من وحدات الدم لإجراء عمليات نقل دم للجميع. عالجوا إصابتي من دون أن يتمكنوا من تعويضي الدم الذي نزفته".
ومع تقدم القوات النظامية وتشديدها الطوق على المنطقة قبل السيطرة الكاملة السبت، قرر محمد ونحو ثلاثين رجلا مصابين مثله، أن يخاطروا بكل شيء، ويهربوا من سوريا إلى لبنان على الأقدام.
ويروي "مشينا مدة خمسة أيام، وكنا نسير ليلا حتى لا تكشفنا دوريات الجيش السوري".
ويضيف "كنا نرتاح خلال النهار، وكلما أحسسنا بوجود جنود نظاميين، نختبئ خلف الأشجار أو في البساتين".
وتؤكد شهادات النازحين السوريين أنهم غالبا ما سلكوا للوصول إلى لبنان هربا من أعمال العنف، مناطق وعرة وصخرية ووديانا وجبالا.
ويقول محمد بصوت منخفض ومتعب "بين الجرحى الآخرين، كان هناك من هو مصاب في رجله، وآخرون في البطن او الظهر، ولم نكن نحمل معنا أي مهدئات للتخفيف من الألم".
ويضيف "على الطريق، أصيب أحدنا بنزيف... نزعنا بعضا من ملابسنا لنضمد جرحه ونحاول وقف النزيف".
وانتهت معاناة المجموعة فجر الأحد، عندما نقلهم أشخاص سوريون إلى منطقة عكار الحدودية في شمال لبنان، قبل أن تنقلهم سيارات إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني إلى المستشفى في المنية القريبة من الساحل.
وكان أكرم (40 عاما) أحد أفراد المجموعة التي وصلت إلى المستشفى. على سريره يبدو نحيلا جدا، وهو يرتدي قميصا قطنيا كحلي اللون وسروالا قصيرا قدمهما له المستشفى.
أصيب أكرم في رجليه وظهره ومؤخرة الرأس جراء تعرضه لشظايا صاروخ "كنت أمام منزلي في القصير عندما سقط صاروخ بالقرب مني. بقيت ممددا على الأرض لنصف ساعة".
ويتحدث أكرم عن "قصف رهيب" تعرضت له القصير الأربعاء يوم سيطرت القوات النظامية وحزب الله على المدينة، مشيرا إلى أن المستشفى الميداني "كان يعاني من نقص في الشاش لتضميد الجروح".
ويقول أكرم أن المسافرين، بقوا خلال رحلتهم في إحدى المرات "مدة 24 ساعة من دون طعام أو ماء". ويوضح مدير المستشفى عامر علم الدين ان الجرحى "وصلوا الساعة السادسة صباح الأحد إلى المستشفى".
ويشير إلى أن "البعض لم يكن قادرا حتى على الإجابة عن أسئلة الأطباء من فرط الإعياء، واستسلموا للنوم على الفور"، لافتا إلى أن "غالبيتهم طلبوا طعاما".
ويوضح أن الأطباء في المستشفى "عملوا فورا على تطهير الجروح التي أفرزت التهابات". وقال أبو رائد، وهو مواطن سوري يهتم بملف النازحين إلى شمال لبنان، أن ناشطين "استأجروا" المستشفى لاستقبال السوريين الجرحى فيه، وان جمعيات لبنانية توفر الخبز والغذاء وفرش النوم.
ويبدي المرصد السوري لحقوق الإنسان خشيته على مصير مئات من الجرحى الذين يقول أنهم ما زالوا عالقين في منطقة القصير، من دون أن تعرف الأمكنة التي يختبئون فيها تماما. وكان مجلس الأمن الدولي طلب الجمعة من دمشق السماح بالدخول الفوري لمنظمات الإغاثة إلى مدينة القصير.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع