نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
تصدير المادة
المشاهدات : 4205
شـــــارك المادة
لم يزل السوريون يخرجون في المظاهرات الحاشدة في العديد من المناطق السورية رغم القصف الأسدي والانتهاكات الإنسانية الكبيرة ولا يزيدهم ذلك إلا إصراراً، في المقابل استمرار القتل والتشريد يزيد من الاستغاثات الدولية والمطالبات الأممية بإدخال المساعدات إلى المدنيين مع التفكير في أهمية الحل السياسي إزاء تلك الدماء.
أعداد القتلى: ارتفع عدد القتلى في تاريخ هذا التقرير إلى 89 شخصا، معظمهم في ريف دمشق، ومنهم 7 قتلوا نتيجة الاشتباكات عند دوار الليرمون بحلب و6 آخرين قضوا نحبهم بالاشتباكات، و5 بالقصف العنيف على تل رفعت بريف حلب و4 من إنخل قتلوا بالقصف على المدينة و8 بالقصف على مدينة دوما بريف دمشق، وبين الشهداء 8 نساء و9 أطفال و3 تحت التعذيب. (1) وتوزع عدد القتلى في المحافظات على هذا الترتيب: دمشق وريفها : 33 بينهم 4 أطفال وامرأتان وشهيد تحت التعذيب، ودرعا: 16 بينهم امرأتان وطفل، وحلب : 15 بينهم امرأة، وحمص : 11 بينهم امرأة وشهيد تحت التعذيب، والقنيطرة: 5 بينهم شهيد تحت التعذيب، وحماة: 7 بينهم 4 أطفال وامرأتان والرقة: 1 طفل، إضافة إلى شخص سعودي الجنسية. (1) القصف العشوائي: هذا وقد قصفت قوات النظام 112 نقطة من المدن والبلدات في المحافظات السورية بقصف بالرشاشات الثقيلة وكافة أنواع القذائف والطيران الحربي والمروحي، مخلفة حرائق واسعة في العديد من المنازل والأراضي الزراعية ودمارا كبيرا في البيوت والمباني وأضرارا مادية وبشرية كبيرة. (1) قصف وتدهور في الأوضاع: أفاد ناشطون أن مدينة بصرى الشام تعرضت لقصف عنيف تزامنا مع هجمات للجيش الحر على مواقع لحزب الله. ويترافق استمرار العمليات العسكرية مع تدهور في الوضع الطبي في مستشفيات درعا. ورغم وجود أربعة عشر مستشفى ميدانيا في المحافظة فإن نقص الخدمات وغياب الطواقم الطبية يحول دون تقديم الحد الأدنى من العلاج اللازم للمرضى والجرحى. (2) المئات من الجرحى في حصار: قال جلال أبو سليمان الناطق باسم شبكة سوريا مباشر إن هناك مئات الجرحى والمدنيين محاصرين في قرية البويضة الشرقية في القصير, وحمّل أبو سليمان السلطات السورية وحزب الله مسؤولية سلامة الجرحى والمدنيين المحاصرين. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تتفاوض مع السلطات السورية للوصول إلى المناطق المحيطة بالقصير لتوصيل مساعدات طبية للجرحى. وقدرت جماعات المساعدات الإنسانية أن ما يصل إلى 1500 شخص ربما يحتاجون للمساعدة. (2)
اشتباكات في القصير: استمرت المعارك في مدينة القصير التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها قبل يومين، ووفقا للجيش الحر فإن المعارك مستمرة على المحورين الشمالي والجنوبي لمدينة القصير الواقعة بريف حمص والقريبة من الحدود اللبنانية. وسعت القوات النظامية إلى تعزيز انتصارها في القصير، ووجهت نيرانها إلى القرى الواقعة شمال شرقي المدينة حيث يتحصن المئات من مسلحي المعارضة والمدنيين. (2) وتواصلت المعارك العسكرية على الجبهتين الشمالية والجنوبية في مدينة القصير الواقعة بريف حمص، بالتزامن مع اشتباكات في محيط منطقة السيدة زينب في دمشق بين «الجيش السوري الحر» ولواء أبو الفضل العباس المكون من مقاتلين عراقيين ولبنانيين شيعة. (4) سيطرة وتمشيط: استعاد الثوار السيطرة على عدد من الأبنية والمزارع على الجهة الغربية من مدينة داريا، كما تمت السيطرة على المنطقة الواقعة بين مدينتي داريا والمعضمية بالكامل من قبل الجيش الحر في مدينة معضمية الشام مع استمرار لعمليات التمشيط وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام. (1) سيطرة وأسر عدد من عناصر حزب الله: ونقلت لجان التنسيق عن الجيش الحرّ أنه تمكن من السيطرة على مواقع في معضمية الشام، وتمكن من أسر عناصر من لواء أبو الفضل العباس الذي يقاتل ضمن قوات حزب الله. تبادل أسرى: أفادت بعض المصادر أن عملية تبادل للأسرى تمت مساء أمس الخميس بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في قرية غصم بمحافظة درعا. وأكدت المصادر أن الجيش الحر أفرج عن والد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري، مقابل إطلاق النظام سراح 45 معتقلا في سجونه معظمهم من النساء، وبينهم الطفلة ماسة المسالمة. وقد تمت عملية تبادل الأسرى قرب منزل والد المقداد في قرية غصم بدرعا. (2) استعدادات في دمشق: وأفاد معارضون سوريون بأن «الجيش الحر يستعد لاقتحام منطقة الست زينب التي تعتبر من أهم نقاط الاشتباكات التي يقاتل فيها حزب الله». كما أعلنت لجان التنسيق السورية أن حشودا كبيرة لعناصر حزب الله تعبر من لبنان باتجاه الزبداني. (4) وفي السياق أوضح النقيب المنشق علاء الباشا، أحد القادة العسكريين أن «منطقة الست زينب تعد من المناطق الاستراتيجية في دمشق بالنسبة إلى المعارضة والسيطرة عليها تجعل الطريق سالكة بين القنيطرة والعاصمة.. الأمر الذي يسهل السيطرة بالكامل على الغوطة الغربية». ولفت إلى أن «المعارك تتمحور في محيط منطقة السيدة زينب ومعضمية الشام ضد مقاتلين من حزب الله وعناصر لواء أبو الفضل العباس». (4)
مظاهرات حاشدة: لم تحل نيران القوات النظامية دون خروج مظاهرات في مدن سورية مختلفة في جمعة أطلق عليها الناشطون "القصير والغوطة إرادة لا تنكسر". فقد خرجت مظاهرات في حي العسالي في العاصمة، كما خرجت مظاهرات في دوما والمليحة بريف دمشق. ورفع المتظاهرون شعارات تندد بتدخل حزب الله اللبناني في الغوطة الشرقية. (2) وقد بلغ عدد المظاهرات 137 مظاهرة، منها في دمشق: 2، وفي ريف دمشق: 23، وحلب: 22، وإدلب: 8، وحماة: 8، وحمص: 3، ودير الزور: 45، ودرعا: 3، والحسكة: 6، والرقة: 17. (3) مطالبة بالتحرك للإنقاذ: وطالب ناشطون معارضون المجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذ المدنيين في القصير، وقالوا عبر بيان مقتضب نشر على مواقع التواصل الاجتماعي: «والله صمدنا وسنصمد، لكن إلى متى؟ الله أعلم، أرجوكم التحرك بأسرع وقت لنجدتنا، نعم أوقعنا بهم خسائر كبيرة لكنهم كثر، وخط الإمداد عندهم مفتوح ويستطيعون التحرك بحرية، أما نحن فكان الله بنا عليما». (4)
مجلس الأمن يطالب بالسماح للمساعدات: أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا طالب فيه السلطات السورية بالسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول بحرية إلى مدينة القصير الواقعة في ريف حمص. وأعربت البلدان الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن عن "قلقها العميق" للوضع الإنساني في القصير، وطلبت من جميع الأطراف في سوريا "القيام بكل ما في وسعها لحماية المدنيين، وتجنب الخسائر المدنية"، مذكرة بـ"المسؤولية الأولى للحكومة السورية في هذا الإطار". ودعا المجلس الحكومة السورية إلى "تأمين الوصول الفوري والآمن ومن دون عراقيل ... للعاملين في المجال الإنساني، ومنهم الأمم المتحدة إلى المدنيين في القصير الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة، خاصة الطبية". (2) اقتراح قوات روسية في الجولان: اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إرسال قوة سلام روسية لتحل محل القوة النمساوية التي تعتزم الانسحاب من هضبة الجولان. وقال بوتين في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية «نظرا إلى الوضع الصعب الذي يتبلور اليوم في هضبة الجولان، سيكون بإمكاننا الحلول محل الكتيبة النمساوية التي ستغادر هذه المنطقة». وأكد بوتين أن الأمر يتعلق بمقترح يمكن أن يتحول واقعا «فقط إذا أبدت القوى الإقليمية اهتماما، وإذا طلب منا الأمين العام للأمم المتحدة ذلك». (4) القوى المتحاربة لا تعرف الرحمة: في المقابل صرح وزير الشؤون الاستراتيجية والمخابرات والعلاقات الدولية في الحكومة الإسرائيلية، يوفال شتاينتس، أن انسحاب القوات النمساوية من قوات الفصل الدولية في الجولان، يدل على «صدق السياسة الإسرائيلية» القائلة إنه «يجب أن نعتمد فقط على أنفسنا في أي اتفاق سلام مستقبلي، وليس على قوات دولية». وقال شتاينتس، في معرض تعليقه على ما سماه «حالة الفوضى في سوريا»، إن «القوى المتحاربة على الطرف الآخر من حدودنا، لا تعرف الرحمة. وتؤكد صحة موقفنا بأنه لا يمكن الاعتماد على أحد غير القوات الإسرائيلية في الدفاع عن أمن إسرائيل». (4) دعوة إلى يوم غضب ونصرة: دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يترأسه الداعية الشيخ يوسف القرضاوي إلى "يوم غضب ونصرة" للشعب السوري، وذلك بعد يوم من دعوة مفتي المملكة العربية السعودية لاتخاذ خطوات "تردع" عدوان حزب الله اللبناني في سوريا. وشجب الاتحاد -ومقره قطر- "بأقصى عبارات الإدانة الجرائم البشعة التي ارتكبها النظام السوري ضد شعبه، بدعم من النظام الإيراني وأذنابه في لبنان، وبخاصة في بلدة القصير" التي استعاد الجيش السوري السيطرة عليها الأربعاء الماضي. (2) السنيورة: ما فعله حزب الله في القصير ملعون: أكد رئيس كتلة "المستقبل" اللبنانية، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، فؤاد السنيورة، أن ما فعله حزب الله في مدينة القصير السورية ملعون، لأن من قتل أخاه وشقيقه ملعون، على حد تعبيره، وطالب الحزب بسحب قواته من القصير، وإعادة انتشار الجيش على الحدود الشمالية والشرقية. واعتبر السنيورة أن "الأوضاع الحالية يجب أن تكون ساعات للحزن حين نشهد على تدخل حزب الله، حزب المقاومة اللبنانية والعربية، في الحرب الدائرة في سوريا لمساندة نظام يقتل شعبه. إن حزب الله يسيطر اليوم بعسكره على مدينة القصير، ويعد العدة لكي يتدخل في مواقع أخرى في سوريا، بما يكشف عن هول هذا التدخل وهذا التورط من قبل تنظيم لبناني مسلح أصبح جزءاً من المنظومة العسكرية الإيرانية في المنطقة، وأداة في يد نظام يقتل شعبه ويدمر بلده". (5) حزب الله نخر الأمة الإسلامية: أكد الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني، الشيخ صبحي الطفيلي، أن حزب الله بتدخله في سوريا، استفز العالم بأسره، ونخر الأمة الإسلامية، وفتح باب الفتن، جاء ذلك في حوار مع برنامج "ستوديو بيروت" الذي تقدمه جيزيل خوري على شاشة "العربية". وقال الطفيلي إن "لبنان ذاهب إلى حرب ستكون أعظم من كل الحروب التي مرت عليه، هي حرب بين السنة والشيعة من داخل وخارج لبنان". وتابع: "تصرفنا في سوريا بطريقة استفزت كل الدنيا، طلبنا ممن يخالفنا بأن يقاتلنا في سوريا، وكأننا نستعدي 1.3 مليار مسلم". وأضاف: "ما كنت أتصور أن يتحدث حسن نصر الله بهذه الطريقة". وأكد قيادي حزب الله سابقاً أن "حزب الله تعرض لهزيمة عسكرية في القصير، فقد تكبد خسائر رهيبة في المقاتلين، ولم يدخل المدينة إلا بعد انسحاب العناصر المقاومة منها لنفاد الذخيرة، فلم يكن هناك أمامه فعلياً قوة ليهزمها وينتصر عليها". (5) روسيا تتهم منتقدي ما جرى في القصير بالنفاق: رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس اعتبار ما جرى في مدينة القصير (وسط سوريا) عملية عسكرية قادها نظام الرئيس بشار الأسد ضد سكان مدنيين، واصفا دعوات التقييم هذه بأنها «نفاق». وأضاف أن مواصلة الدعم العسكري لقوات المعارضة السورية طريق مسدود، وأن «اللعب على القانون الدولي الإنساني بغية تشكيل صورة مشوهة توهم بأن القوات النظامية تهاجم الأحياء المدنية، أمر غير جائز، وينبغي على الجميع التفكير بمصير الشعب السوري أولا، وإجبار طرفي النزاع على الجلوس إلى طاولة الحوار». (4) وقال لافروف، في ختام مباحثاته مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، إن «الدعوات التي أطلقت في الآونة الأخيرة لإدانة ما يجري في القصير على أنه عملية ضد السكان المدنيين هي نفاق كبير»، وفقا لوكالة الأنباء «نوفوستي» الروسية. (4) اتفاق على ضرورة الحل السياسي: اتفق أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة السورية، التي احتلت الحيز الأكبر من المباحثات بين الطرفين، في موسكو، الجمعة، 7 يونيو/حزيران. وأكد الأمين العام للمنظمة، من جانبه، أهمية الحل السياسي للأزمة، مشدداً على موقفه الثابت، والذي يقضي بضرورة اللجوء إلى الحوار، وإنهاء الأزمة بالطرق السلمية. كما شدد على أهمية مشاركة المنظمة في مؤتمر "جنيف 2"، وذلك لدورها الهام، وعلاقاتها مع الدول الفاعلة في الأزمة، والتي تعتبر غالبيتها أعضاء بالمنظمة. (5)
استغاثة أممية: أطلقت الأمم المتحدة نداء استغاثة لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين ضمن خطة تمويل تتطلب خمسة مليارات دولار، ولا سيما أنها توقعت أن يصبح نصف سكان سوريا بحاجة لمساعدة قبل نهاية العام الحالي. وعقب ذلك دعا مجلس الأمن للسماح بدخول منظمات الإغاثة للأراضي السورية. وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن المساعدات الإنسانية المطلوبة الآن لغوث لاجئي سوريا يصل مجموعها إلى خمسة مليارات دولار، مشيرة إلى أنها تتوقع أن يصبح نصف سكان سوريا في حاجة إلى مساعدات عاجلة قبل نهاية العام الحالي. (2)
كتب زين العابدين الركابي سوريا.. من خدع من؟ تعجل أناس فرتبوا على حسم معركة القصير رؤية تقول إن الصراع الدامي انتهى لصالح النظام، ويرد طرف مقابل فيقول: بل إن ما حدث ليس إلا خسارة جولة. أما الحرب فهي سجال، وستكون الجولة الأخيرة لنا. ومهما تكن التحليلات والاستنتاجات، فإن الحقيقة الإجمالية المرة والمرعبة هي أن الصراع الدموي في سوريا قد أسفر عن مائة ألف قتيل (في بعض التقديرات)، وأن 54 في المائة من البنية التحتية قد دمر، وأن سبعة ملايين سوري قد شردوا من بيوتهم، إما خارج سوريا، وإما داخلها، وأن هؤلاء المشردين يعانون أوضاعا عصيبة ومهينة في المسكن والمطعم والعلاج والكرامة الإنسانية. فمن المسؤول عن ذلك كله؟! والسؤال الأهم هو: مَن خَدَع مَن في هذه القضية الكبرى؟ إن حسابات أساسية قد بنيت على أن الولايات المتحدة الأميركية ستتدخل وتحسم الموقف لصالح المعارضة السورية. وصحيح أن الموقف الأميركي قد تبدى - في مرات عديدة - وكأنه يتبنى هذا الخيار، أو هذه القاعدة في حسابات الصراع، لكن معظم المعطيات الموضوعية الأميركية لم تكن تشير إلى ذلك. ما هي هذه المعطيات الموضوعية؟ 1) إن الديمقراطيين - بقيادة أوباما - قد قرروا ألا يكرروا مغامرات المحافظين الجدد في أفغانستان والعراق مثلا. 2) في الولايات المتحدة تدهور اقتصادي ومالي.. ويقول خبراء أميركيون إن لهذا التدهور أسبابا كثيرة، في مقدمها أو من أهمها: سبعة مليارات دولار أهدرت في حربي أفغانستان والعراق، وهو مبلغ هبط بحركة النمو درجات عديدة إلى أسفل، وتسبب في عجز الميزان التجاري كما تسبب في ازدياد أرقام البطالة.. و.. و.. و.. 3) أدركت القيادة الأميركية الحالية أن حروب المحافظين الجدد في العراق وأفغانستان لم تتسبب في الخسارة المادية الجسيمة وحسب، بل تسببت في «خسارة معنوية هائلة» للولايات المتحدة في العالم الإسلامي، بمعنى أن تلك الحروب زادت صورة أميركا تشوها وقتامة لدى الرأي العام الإسلامي. ولما كان أوباما – بالذات - قد وعد بتحسين صورة بلاده في أعين مسلمي العالم فهو يحاذر من أن يهزم هدفه بخوض حروب جديدة في العالم الإسلامي. ولا جدال في حق الولايات المتحدة في أن تبني موقفها على معطيات موضوعية تتعلق بأمنها القومي ووضعها الاقتصادي، وبصورتها في العالم، بيد أن الجمهورية الأميركية لم تكن واضحة بالقدر الكافي مع حلفائها. بل لوحظ أنها كلما امتعض حلفاؤها من تذبذب موقفها، سارعت إلى إطلاق تصريحات مثل: على الأسد أن يرحل.. الأسد فقد شرعيته.. إلا أن موقفها العملي لم يتسم بالجدية في التدخل العسكري (نحن نصور الحالة ولا نقترح).. وهذا نوع من «الخداع السياسي»، وهو خداع ضخم - في حقيقة الأمر - لكن حجبته عن العيون الرغبات والأماني في التدخل الأميركي المباشر والحاسم: الآن الآن.. وليس غدا!! من زاوية أخرى، وفي سياق الحسابات الخاطئة أيضا، فإن بعض هذه الحسابات اعتمد على «القياس الخاطئ»، فقد قيس حال سوريا على ما جرى في تونس ومصر على سبيل المثال. وأخطر ما يقع فيه التفكير - السياسي وغير السياسي - هو تورطه في القياس الخاطئ، أو القياس بلا حسبان الفروق كما يقول المناطقة والفلاسفة. ونقول بصراحة كاملة: ما كان الحراك الشعبي في كل من تونس ومصر بمستطيع الإطاحة بمبارك وبن علي لولا تخلي الجيش في البلدين عن الرئيسين السابقين، ولولا انحياز الجيشين في البلدين إلى الحراك الشعبي، على حين أن الجيش السوري ظل مواليا لبشار الأسد على مدى الصراع الذي ظل محتدما على مدى أكثر من عامين.. وها هنا تتبدى أسئلة جوهرية، كان ينبغي أن تطرح ويجاب عنها منذ البدء: أ) ما هي العقيدة التي تربى عليها الجيش السوري؟ ب) ما مدى ولاء الجيش السوري لقيادته السياسية؟ ج) في صراع طويل: إلى أي مدى زمني يمكن أن يظل الجيش السوري متماسكا: كله أو معظمه؟ ثم تصعيدا - وتنويعا - لمنظومة الأسئلة الواجبة كان يتعين طرح أسئلة أخرى: كمفاتح سليمة للحسابات الصحيحة.. من أسباب سقوط صدام ومبارك وبن علي والقذافي أنهم لم يكن لهم حلفاء دوليون أقوياء يدافعون عنهم، أو كان لهم حلفاء تخلوا عنهم بطريقة مفاجئة: لهذا السبب أو ذاك.. وهل يقاس على ذلك وضع بشار الأسد الذي برز الروس والصينيون كحلفاء أقوياء له يدعمونه، وكأنه جزء من ركائزهم الاستراتيجية العالمية؟ في ظل ذلك: ما هو المستقبل والمصير؟ من دون لف ولا دوران، ولا لت ولا عجن نقول: هناك مآلان اثنان للأزمة السورية: 1) أن يستمر الصراع الدامي ويشتد ويحتد حتى تهلك سوريا، ومن فيها، وما فيها. 2) أن يتعزز خيار الحل السياسي الذي تبنته أميركا بالتوافق مع روسيا حول عقد مؤتمر دولي سمي «جنيف 2». وفي حال تعزز هذا الخيار ليس أمام المعارضة السورية إلا أن تركض بهمة وحرص ودأب في مضمار مباشرة التحضير للانتخابات منذ الآن (بناء على مقولتهم إنها تكافح من أجل سوريا ديمقراطية ذات انتخابات حرة).. ومن صميم التحضير للانتخابات: 1) تحميل حزب البعث (المنافس الرئيس في أي انتخابات قادمة) مسؤولية ما جرى ويجري في سوريا من فقر وتخلف وكبت وسجن وتشريد إلخ.. وبين يدي المعارضة في هذا الشأن «ملف ضخم» لا يتطلب تزيدا ولا افتعالا ولا كذبا.. وإنما يتطلب - فحسب - مهارة في التوظيف والإخراج وجاذبية المداخل إلى نفوس الناخبين السوريين. 2) اعتبار النازحين السوريين في الخارج - وهم بالملايين - «قوى انتخابية هائلة» ستؤثر - بعمق - في نتائج الانتخابات: التشريعية والرئاسية.. واعتبار هؤلاء النازحين قوى انتخابية يستوجب التعامل معهم بهذه الذهنية من الاحترام والمساعدة والتفقد المستمر والراقي لأحوالهم وأحوال عائلاتهم من دون من ولا أذى ولا استغلال سياسي مبتذل يفسد الهدف من كونهم قوى انتخابية كبيرة. (4) وقال عبد الرحمن الراشد في مقاله سندفع ثمن خذلان الشعب السوري: لم ينبس الأمين العام للجامعة العربية بكلمة واحدة، ولا منظمته العتيدة، طوال خمسة وأربعين يوما دام فيها حصار بلدة القصير السورية، ثم سكت طوال عشرين يوما من عمليات القصف والتدمير والقتل للبلدة التي يسكنها أربعون ألفا! ومعظم الحكومات العربية هي الأخرى لم تفعل شيئا منذ عامين من الذبح والقتل، حيث اكتفت بالفرجة عن بعد. وبعد هذا كله يلوم البعض الغرب والشرق لماذا لا يتدخلون لنجدة السوريين؟! لو كانت هناك عزيمة حقيقية لما كانت هناك مأساة من الأساس، ولو كان هناك إحساس بقيمة الإنسان، وحرص على لجم المجرمين لما استمر النظام في سوريا يبطش بالناس ويدمر المدن ويهجر الملايين من المدنيين الأبرياء، والآن يقطع البلاد كما يشتهي من أجل إعادة رسم الخريطة من جديد. ونظام بشار الأسد يعتقد أنه قادر خلال عام أو عامين على تصدير مشكلته عبر الحدود باللاجئين والسلاح والميليشيات، يريد تغيير خريطة لبنان السياسية، وإسقاط النظام الأردني، وتخريب تركيا بالفتن، ونقل المشكلة للسعودية والعراق والبقية. ما الخطأ الذي يحدث؟ بدأ بعدم الإحساس بحجم الظلم الذي يقع على الشعب السوري، وعدم الإحساس بالمسؤولية، واللامبالاة حيال حماية الأمن الإقليمي، وعدم الشعور بالخطر الهائل الذي ستجلبه لنا تدخلات إيران وحلفائها، وعدم قراءة أو فهم مخاطر الواقع الجديد الذي يبنى أمام أعيننا. بداية، لا توجد معايير تحاسب عليها المنظومات الإقليمية عندما تتقاعس، مثلا هل قتل خمسة آلاف شخص يستوجب الشجب أم التدخل؟ هل تشريد مليون إنسان يجيز لدول المنطقة حق التدخل لمنع الكارثة؟ هل استعانة النظام بقوات وميليشيات خارجية ضد شعبه تستوجب منح هذا الشعب المضطهد حق الدفاع عن نفسه ومناصرته بقوات نظامية إقليمية؟ أعرف أن ليس كل الدول العربية تملك المعايير الأخلاقية أو السياسية التي تدفعها للتدخل، بل العكس تماما. نعرف أن الجزائر والعراق يساندان النظام السوري بلا حياء. وندري أن مصر والسودان يناصران نظام الأسد كذلك لكن بدرجة أقل. ومعظم البقية تعتقد أن سوريا تقع في إقليم بعيد في العالم، وليست من مسؤوليتهم. الجامعة العربية، فقط بعد أن دمرت القصير، أصدرت بيانا تشجب الجريمة! وها هي جحافل النظام، وميليشيات حزب الله، وفيلق القدس الإيراني، وعصابات عصائب الحق العراقية، مع مستشارين روس وكوريين شماليين تبدأ الآن الزحف على درعا وحمص والغوطة تريد استعادتها بعد أن حررها أهلها من قوات النظام خلال العام الماضي. ألا يبرر هذا الكم الهائل من القوى الخارجية مع قوات النظام التي تستخدم كل الأسلحة الثقيلة التدخل المضاد بدلا من إصدار بيانات العزاء؟ ألا تشعر دول المنطقة أن سوريا بوضعها الحالي تشكل خطرا عليهم، لأن تشريد خمسة ملايين سوري لن يهدد فقط بإسقاط نظامي الأردن ولبنان، بل كل الدول الواقعة في دائرة العنف الإقليمي؟ من كان يتصور أن تتعرض تركيا، البلد الكبير والأقوى عسكريا، والمحمي من الناتو، والمزدهر اقتصاديا، والمستقر سياسيا لهذه الهزات المفاجئة؟ ما يحدث في تركيا، سواء في ميدان تقسيم أو الاشتباكات الحدودية، ليس إلا نتاجا للأزمة السورية. خطر الحدث السوري يهدد الجميع وليس أهل سوريا فقط، الخطر أيضا على دول الخليج والعراق ومصر وكذلك إسرائيل. (4)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6) عبد الرحمن الشمالي - حمص - كفرعايا هناء يوسف عيوش - حمص - القصير مهند جمرك - حمص - القصير فرج ايبو - حمص - حولايا إبراهيم ميسر العمر - حمص - القصير: الضبعة علي السعدي - درعا - بلدة برقة عبدو أيوب الريابي - درعا - انخل مازن محمود البربري - ريف دمشق - دوما بلال المنسي - ريف دمشق - دوما خالد علي موفق نور - دمشق - جوبر فائز يوسف - حماه - عمر سريجي - دمشق - الميدان بشار محمود الطرزي - ريف دمشق - دوما محمد خير الطرزي - ريف دمشق - دوما عمر راتب عبد الستار - ريف دمشق - دوما حمده صالح غازية - درعا - انخل زايد نايف العجاج - درعا - انخل محمد ماهر الرحال - درعا - انخل ناهد إبراهيم الرحال - درعا - انخل علوان محمد قداح - درعا - نوى محمد أحمد القادري - درعا - نامر عدنان محمد خير الشكر - درعا - غباغب خالد عبد الله كرمان - درعا - غباغب عمر محمد الزعبي - درعا - غباغب قاسم محمد ادريس - حماه - صوران إبراهيم حامد المصطفى - درعا - معربة محمد خلف القاعد - درعا - غباغب محمد خالد الخطيب - درعا - موثبين مجدي حيمود - القنيطرة - خان أرنبة زكريا محمد العمر - درعا - دير العدس رضوان الشبعاني - القنيطرة - خان أرنبة أسامة شفيق نوح - ريف دمشق - داريا زياد عمر الزين - حمص - القصير مؤمن عبد الجواد حمشو - حمص - القصير: الدمينة الغربية إبراهيم عبد لجواد حمشو - حمص - القصير: الدمينة الغربية فكرت عبد الفتاح سوتل - حمص - تلبيسة عبد الرزاق أكرم الكنج - حمص - القصير محمد أحمد فرزات - حمص - الرستن حمد الحناوي - درعا - زمرين ابنة علي المطر - الرقة - تل البيعة عبودي أحمد النموس - ريف دمشق - مضايا فاطمة محمد الربيع - حماه - كفرنبودة نور الدين أحمد الهواس - دير الزور - القورية أحمد حمود البكدش - دير الزور - الجبيلة محمد خالد محمود حنن - ريف دمشق - دوما راتب فايز القطيفاني - ريف دمشق - دوما محمد نبيل محي الدين - ريف دمشق - دوما اياد فضو - دمشق - القدم شفيق أحمد التكلة - ريف دمشق - مسرابا حميدة دكاك - دمشق - القدم ياسر عادل ملدعون - حلب - تل رفعت حميد عثمان - حلب - تل رفعت فيصل عادل ملدعون - حلب - تل رفعت رياض أبو عبدو - ريف دمشق - المعضمية سلطان الشهراني - الرقة - إبراهيم الحمصي - درعا - معربة عبد اللطيف فتوحي - حماه - حي طريق حلب سهيل اليوسف - حماه - كفرنبودة فاطمة سهيل اليوسف - حماه - كفرنبودة رضية سهيل اليوسف - حماه - كفرنبودة زينب سهيل اليوسف - حماه - كفرنبودة عفاف عمر ستوت - حلب - باب الحديد إخلاص دبيس - حماه - كفرنبودة صبحي الكردي - حلب - صلاح الدين محمد مصطفى حاج عباس - حلب - الباب عبد الجواد مصطفى الشهابي - حلب - الباب محمد رضوان راجح - حلب - الباب محمد طاهر المازرلي - حلب - الباب عبد الحميد محمد الحميد حج كريم - حلب - الباب محمد زعير - حلب - بزاعة محمد فياض - حلب - ماهر محمد دغمش - ريف دمشق - المليحة محمد محمود عرفة - ريف دمشق - المليحة
المصادر: 1- الهيئة العامة للثورة السورية. 2- الجزيرة نت. 3- المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات. 4- الشرق الأوسط. 5- العربية نت. 6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة