بينما يفكر الائتلاف السوري في تقديم طلب بمقعد في الأمم المتحدة رغم النصح الأميركي بالتأني قام النظام الأسدي بقصف 165 نقطة في مختلف أنحاء سوريا وقتل أكثر من 79 شخصا، بينما اشتبك الثوار مع قوات النظام في 120 منطقة محرزين فيها تقدمات واسعة وسيطرة على العديد من المراكز العسكرية إضافة إلى قتل العشرات من أعوان النظام وشبيحته.

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

أعداد من القتلى:
قتل النظام الأسدي أكثر من 79 شخصا في سوريا بينهم 6 نساء و4 أطفال و1 تحت التعذيب، فيما كان 34 شخصا في دمشق وريفها، و9 في دير الزور، و9 في حلب، و7 في درعا، و7 في حمص، و7 في إدلب، و5 في حماه، و1 في الرقة، وذلك نتيجة القصف المنهال على الأحياء والمناطق السكنية، وسقط جراء ذلك العديد من الجرحى والمصابين. (1)
قصف عنيف طال العديد من المناطق:
قصفت قوات الأسد أكثر من 165 نقطة في مختلف المدن والبلدات السورية، شمل قصف الطيران 17 نقطة والقصف بصواريخ سكود 5 نقاط ومخيم اليرموك بدمشق، والقصف بصواريخ أرض – أرض 5 نقاط أيضا، فيما سجل القصف بالقنابل العنقودية في البحارية في ريف دمشق، والقنابل الفراغية في القصير بحمص، بينما سجل القصف الهاون في 94 نقطة، والقصف بقذائف المدفعية في 85 نقطة، والقصف الصاروخي في 61 نقطة، مخلفا دمارا واسعا وأضرارا كبيرة وأعدادا من القتلى والجرحى.(1)
انفجار، ومداهمات:
هذا وقتل 15 شخصا على الأقل وسقط عشرات الجرحى نتيجة انفجار سيارة مفخخة في منطقة السبع بحرات في وسط العاصمة دمشق، كما سقط العديد من الجرحى نتيجة الغارات الجوية بالطيران الحربي والقصف بالدبابات من قبل قوات النظام على بلدة البحارية بريف دمشق بالتزامن مع حركة نزوح للأهالي من البلدة نتيجة القصف، وشنت القوات الأسدية حملات دهم واعتقال عشوائية في عدد من المناطق منها الزاهرة بدمشق والكاشف بدرعا وغيرها. (2)
إصرار على السحق:
في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء السوري، وائل الحلقي، تصميم بلاده على «سحق الإرهابيين»، معتبرا أن الانفجار جاء ردا على «إنجازات» الجيش السوري. وقال: «نحن نقول لكل من يقف وراء تلك التفجيرات، إن الشعب السوري متماسك، والحكومة السورية تؤدي واجباتها تجاه أبناء شعبها، والشعب السوري حزم أمره لأنه سيمضي إلى الأمام ليسحق كل تلك المجموعات الإرهابية المسلحة». (4)
نهج تفجير السيارات:
من جهتها أعلنت المعارضة، على لسان علاء الباشا، الناطق باسم «لواء سيف الشام» أن النظام في دمشق بدأ يعتمد على سياسة تفجير السيارات المفخخة، والسبب أنه يريد حشد أكبر عدد ممكن من الناس ليقفوا ضد المعارضة، وأشار الباشا إلى وجود أكثر من أربعة حواجز أمنية تحيط بمكان التفجير، متسائلا: كيف استطاعت السيارة المفخخة أن تعبر إلى هناك. وأوضح أن (الجيش الحر) لو أراد استهداف المنطقة لوضع سيارة مفخخة عند وزارة الداخلية التي تبعد عن مكان التفجير نحو 22 مترا وليس قرب مدرسة. (4)
سيطرة للمجاهدين:
قالت مصادر من المعارضة إن الجيش السوري الحر سيطر على أبنية مهمة حول مطار حلب الدولي ودمر عدداً من الحواجز العسكرية، كما اندلعت اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام هناك. ويأتي ذلك بعد سقوط العشرات بين قتيل وجريح بتفجير وسط العاصمة دمشق. في حين ينوي الجيش الحر إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية.(5)

المقاومة الحرة:

اشتباكات عنيفة:
اشتبك الثوار مع قوات الأسد في 120 نقطة في عموم سوريا، استطاع المجاهدون فيها السيطرة على الأبنية الاستراتيجية المطلة على مطار حلب المحاصر، التي كانت تعد مقرا لشبيحة النظام، هذا وقد قام الثوار أيضا في السفيرة بتدمير سيارة كانت تحمل رشاشا للدوشكا وقتل عدد من العناصر التابعين لقوات النظام عند مفرق صماد، وفي دير الزور قام المجاهدون بقصف المطار العسكري بقذائف الهاون، وفي حماه استهدفوا كلا من حاجز التاعونة، وجب، والسعن وقتلوا العديد من عناصر قوات النظام وتم تحرير حاجز سوحا وقتل أكثر من 80 شبيحا، وفي شقحب بريف دمشق سيطر الثوار على حقل الرمي التابع للفرقة السابعة بعد اشتباكات دامت عدة أيام، أما في القنيطرة فقد قام لواء السيد المسيح التابع للجيش الحر باستهداف السرية الثالثة للمشاة التابعة للواء 90 في مشتى القرية وقتل ضابط وأسر عدد من العناصر والسيطرة على 7 رشاشات وعدد من البنادق ومستودعات الذخيرة. (1)

المعارضة السورية:

طلب الحصول على مقعد في الأمم المتحدة:
صرح نجيب الغضبان، ممثل الائتلاف الوطني السوري في الولايات المتحدة الأميركية، بأنه في سبتمبر القادم سنقدم طلبنا إلى الأمين العام للحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة، عاقداً الأمل على تكرار نجاح الائتلاف الوطني السوري مع الجامعة العربية، هنا في الجمعية العامة. (3)
اغتيال البوطي بعد نجاته من انفجار صغير:
نشر مجلس قيادة الثورة في دمشق مقطع فيديو جديداً على الإنترنت أفاد أنه ظهر الشيخ البوطي وهو يعدل عمامته بعد انفجار صغير وقع قرب منبره، ثم سارع شخص إليه، حاجباً الصورة عن الكاميرا التي كانت تصور الحلقة، وانصرف بسرعة مخلفاً الشيخ البوطي والدماء تسيل من رأسه، وهو ما يرى ناشطون أنه يرجح فرضية اغتيال البوطي بالرصاص وليس بالانفجار.
وتعليقاً على الفيديو، أكد بسام إسحاق، عضو التحالف الوطني الديمقراطي السوري، من عمان أن الفيديو يظهر بوضوح أن ادعاءات النظام السوري بأن البوطي قتل بهجوم انتحاري غير صحيح، وأضاف أنه من الواضح أنه قد وضعت عبوة ناسفة للشيخ البوطي لكنها لم تودي بحياته، ولذلك تم اغتياله بالرصاص.(3)
مشاوارات حول تشكيل الحكومة الانتقالية:
واصل الدكتور غسان هيتو المكلف بتأليف الحكومة السورية المؤقتة مشاوراته لتشكيل الحكومة التي ستضم 11 وزارة، جلها خدماتية، إضافة إلى الرئيس، في ظل صراع بين قادة الجيش السوري الحر على منصب وزير الدفاع، وفق ما أكدته مصادر في المعارضة السورية. (4)
منطقة عازلة:
وعلى جبهة أخرى، كشف قائد عمليات المنطقة الجنوبية في الجيش الحر ياسر العبود عن عزم الجيش الحر إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية. وقال العبود: إن الغرض من هذه الخطوة هو وقف تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن وتوفير الأمن لهم. (5)

النظام الأسدي:

رفض لنشر محققين:
رفضت دمشق مهمة التحقيق التي قررتها الأمم المتحدة حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا كما حددها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لجهة انتشار المحققين على كل الأراضي السورية، بحسب ما أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية.(4)
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية -في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)- إن الأمين العام للمنظمة الدولية طلب مهمات إضافية بما يسمح للبعثة بالانتشار على كامل الأراضي السورية، وهو ما يخالف الطلب السوري من المنظمة الدولية، ويشير إلى وجود نوايا مبيتة لدى الدول التي سعت لإضافة هذه المهمات والتي تشكل انتهاكا للسيادة السورية.(5)

المواقف والتحركات الدولية:

محققون حول استخدام الأسلحة الكيماوية:
أعلن الأمين العام للمنظمة الدولية أن المحققين الأمميين الذين سيكون عليهم تحديد ما إذا كان تم استخدام أسلحة كيميائية في سوريا موجودون بقبرص وجاهزون للانتشار في سوريا.
وقال بان كي مون -على هامش افتتاح مؤتمر حول اتفاقية الأسلحة الكيميائية في لاهاي-: إن موقفه واضح، وهو أن جميع المعلومات ستخضع لتحقيقات من دون تأخير ولا شروط مسبقة ولا استثناءات، مشيرا إلى أن الفريق الأممي  ينتظر الضوء الأخضر من السلطات السورية لبدء المهمة. (5)
نصيحة بالتأني:
ذكرت مصادر دبلوماسية موثوقة أن الولايات المتحدة لا تحبذ تقديم الائتلاف الوطني السوري طلباً إلى لجنة الاعتماد في الجمعية العامة في سبتمبر القادم كما ينوي الائتلاف، وذلك للحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة.
ووفقاً للمصادر: فإن وزارة الخارجية الأميركية، تنصح الائتلاف حالياً بالتأني والتركيز أولاً عل إيجاد إثبات وجود حكومة سورية انتقالية ذات مصداقية وفعالة على الأرض. (3)

آراء المفكرين والصحف:

كتب طارق الحميد تحت عنوان: "أوباما والثورة السورية.. مرة أخرى":
كتبنا، وكتب غيرنا، كثيرا عن موقف الإدارة الأميركية من الثورة السورية، وتحديدا الموقف المتردد والضعيف للرئيس أوباما، واليوم يعود النقاش في الإعلام الأميركي حول نفس الموضوع، وجل هذا النقاش يتركز حول سؤال محدد: ما الذي ينتظره أوباما للتدخل؟
هناك انتقادات جادة للإدارة الأميركية، وليس من أعضاء الكونغرس، أو المنظمات الحقوقية، بل من وسائل إعلام عرفت بتعاملها «الناعم» مع الرئيس أوباما، حيث نجد مقالات لكتاب عرفوا بأنهم يعكسون وجهة نظر أوباما يتساءلون: «ما الذي تنتظره الإدارة الأميركية» لتتدخل في سوريا؟ وكان من أبرز المقالات مقال للصحافي الأميركي ديفيد إغناتيوس لخص فيه طبيعة الجماعات المقاتلة في سوريا، وطالب الإدارة الأميركية بضرورة التحرك الآن، والتنسيق مع السعودية، ليس لحسم سقوط الأسد وحسب، بل ومن أجل الحد من مخاطر ما بعد مرحلة الأسد.
وبالطبع، وعلى ضوء الانتقادات الموجهة إلى إدارة أوباما، فهناك مقالات أخرى تحاول قراءة موقف إدارته بطريقة ميكيافيلية تقول إن عدم تدخل أميركا، واستمرار القتال في سوريا هو في الحقيقة يخدم المصالح الأميركية حيث إشغال إيران، وإضعاف حزب الله. والحقيقة أن هذه قراءة قاصرة، وتنظير ساذج، الهدف منه تلميع موقف الإدارة الأميركية. فالقول بأن ما يحدث في سوريا لا يشكل خطورة على الأمن الأميركي هراء.. فالأزمة بسوريا تؤثر على أمن لبنان، والأردن، والعراق، وإسرائيل، وكل المتوسط، وفشل سوريا يعني أننا أمام أفغانستان عربي، وعلى المتوسط، مما يعني حربا طائفية ستحرق الأخضر واليابس في المنطقة، مما يشكل مصدر تغذية للإرهاب، وزعزعة أمن لمنطقة كاملة، وهي الشرق الأوسط، مما يعني زعزعة للأمن الاقتصادي العالمي ككل، ويكفي تأمل ما حدث في الصومال، وتحديدا قصة القراصنة وضررها على الملاحة البحرية، هذا عدا عن وضع «القاعدة» في اليمن، وهو الأمر الذي أوجب على واشنطن التدخل هناك بشكل مستمر.
لذا، فإن مواقف إدارة أوباما، الآن وليس بالأمس فقط، تدل على عجز في الرؤيا، وضعف في القيادة السياسية، خصوصا والثوار يتقدمون، والأسد محاصر في دمشق، وها هو الرئيس الروسي يصرخ مطالبا بوقف التسليح، وقبول الروس للحوار حول سوريا، علما بأن الروس كانوا يتحدثون عن سوريا بغرور متناهٍ. لكن، ورغم كل ذلك، فإن الإدارة الأميركية عاجزة حتى عن قطف ثمار الآخرين، وأبرزهم الثوار. فبمقدور أوباما التحرك الآن، وتسليح الجيش الحر أكثر، ومن خلال الجماعات الواضحة المرجعية، وعبر تشكيل غرفة عمليات مكونة من تحالف الراغبين، وعلى رأسهم السعوديون والأردنيون، والأتراك، والإماراتيون، والقطريون، ومعهم الفرنسيون والبريطانيون، ومن شأن ذلك ليس التعجيل بسقوط الأسد وحسب، بل وضمان ملء الفراغ الذي سيحدث بعد سقوطه.
بوسع أوباما فعل كل ذلك الآن، لكن الإشكالية أننا أمام إدارة عاجزة في الرؤية، ومترددة، ولا ترى خطر قادم الأيام. وعليه، وكما قلناها مرارا، لا بد من تحرك عربي أوروبي لإيضاح الصورة لأوباما، وشرح حجم خسائره في سوريا وخسائر المنطقة، فالأسد شبه ساقط والخطورة هي من قادم الأيام، فمن يفعل ذلك؟ هنا السؤال!

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6)
أحمد عبد الباقي سماق - ادلب - بنش
زوجة عبد الرحيم أبو خشرف - درعا - تسيل
عبد الله كوان هنداوي - دير الزور - البوليل
غياث محمد سلامة - دمشق - مخيم اليرموك
محمد وليد الخالد - حمص - القصير: قرية التل
أم سعدو الساطي - حماه - عقرب
خضر عيسى العلوش الزعبي - درعا - الطيبة
علي أحمد بطة - دير الزور - حي الصناعة
أحمد غازي - ريف دمشق - عين ترما
نذير سليمان العباس - حماه - 
نجلاء حريري - ريف دمشق - المليحة
نسرين نديم الخالد - حمص - القصير: تل النبي مندو
محمد عبد الباري العمر - حمص - الحولة
عمر مبارك المنصور - حمص - قرية الحاموز
محمود خليل التلجي - دير الزور - المريعية
نزار محمود الجاسم المحي - دير الزور - الموحسن
طه مصطفى - القنيطرة - 
محمد معاذ فرزات - حمص - الرستن
محمود حمزة فياض - حلب - الشعار
عبد الله حسين ملاحفجي - حلب - الشعار
مهند عمر الحسن - حلب - قرية الراعي
أبو بكر - غير ذلك - العراق
عبد الغني الضماد - درعا - ابطع
فادي الضماد - درعا - ابطع
أحمد محمد مجلاوي - ادلب - سرجة
بشار محمد طكو - ادلب - مصيبين
بلال غسان طكو - ادلب - مصيبين
شادي عبد السلام طكو - ادلب - مصيبين
إسماعيل الصوفي - دمشق - العمارة
وليد بلله / بلة - ريف دمشق - دوما
عمر بيدق - حلب - 
مندو العلي - ريف دمشق - دوما
زياد سرحان - ادلب - احسم
محمد مصطفى الجرك - ادلب - جبل الزاوية: بينين
ابنة زياد سرحان - ادلب - احسم
عزيزة الإبراهيم - دير الزور - 
حيدر حسن طوقاج - حماه - عقرب
رولا انس قنبر - حلب - 
محمد سمير كاكاخان - دير الزور - الشيخ ياسين
خالد عمر قنصو - ريف دمشق - القلمون: عسال الورد
إبراهيم محمود الحمصي - دمشق - 
محمد عمر مالك غادري - ادلب - أريحا
محمد خالد المس - ريف دمشق - عربين
أحمد ارجب المسماري - غير ذلك - ليبيا: طرابلس
أحمد فؤاد عبد المنعم - دمشق - برزة
أحمد أبو يزن - دمشق - الصالحية
علاء خليفة - ريف دمشق - دوما
أحمد محمد خير نور الدين - ريف دمشق - زاكية
عباس محمد صالح - ريف دمشق - جبعدين
محمد أبو نذير - ريف دمشق - داريا
سعيد حسن أحمد الجدعان - دير الزور - الموحسن
أبو بكر العراقي - غير ذلك - العراق
زهرة السلام - درعا - نوى
ياسين نايف الفلاح - درعا - مخيم درعا
فاتن بلبوش - درعا - مخيم درعا
خالدية محمد علي هلال - حماه - عقرب
محمد موفق زكريا - دمشق - القدم

المصادر:
1- لجان التنسيق المحلية.
2- الهيئة العامة للثورة السورية.
3- العربية نت.
4- الشرق الأوسط.
5- الجزيرة نت.
6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.