..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

حكومة بغداد تخشى سقوط «اليعربية» بيد الجيش الحر .. المالكي والأسد: التحالف الطائفي يطغى على السياسي

مجلة البيان

٤ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3805

حكومة بغداد تخشى سقوط «اليعربية» بيد الجيش الحر .. المالكي والأسد: التحالف الطائفي يطغى على السياسي
وبشار10.jpg

شـــــارك المادة

تبدو عقارب الساعة في العراق وكأنها تدور بالمقلوب. فبينما تقول بغداد إن حزب البعث هو العدو رقم واحد بالنسبة إليها، تقوم عمليا بدعم وإسناد «البعث» في سوريا، الأمر الذي يفسره المراقبون بأن السياسة في العراق ذات نزع طائفي لا تمتلك أيديولوجيات معينة، وأن الدعم الإيراني لنظام بشار الأسد لا ممر له غير العراق الذي أصبح ساحة للنزاعات.
ويبدو معبر «اليعربية ربيعة » الحدودي منعطفا استراتيجيا في الحرب السورية، لأن المعابر الحدودية من جهة غرب العراق أصبحت شبه مغلقة، خاصة بعد التحركات الجماهيرية في المحافظات الغربية السنية والمعارك الشرسة التي دارت مؤخرا في صحراء الأنبار وصلاح الدين، والتي تكبد فيها الجيش العراقي خسائر جسيمة، رغم أنه أعلن العكس.
دعم وتعاون:
وبحسب مراقبين سياسيين، فإن الدعم الحربي واللوجستي الذي تقدمه القوات العراقية لكتائب النظام السوري في الاشتباكات الدائرة في المناطق الحدودية شمال العراق في مواجهة الجيش السوري الحر، يعكس مدى التعاون العسكري الوثيق بين حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونظام بشار الأسد، على الرغم من التأكيدات التي قدمتها بغداد بأن موقفها محايد حيال ما يجري في سوريا.
إلا أن مصادر مطلعة كشفت عن تلقي القوات العراقية المرابطة أمام منفذ اليعربية مع سوريا أوامر عسكرية بمنع سيطرة الجيش الحر على المنفذ الاستراتيجي.
أوامر بالإسناد:
وتقول مصادر إعلامية إن «توجيهات صدرت من مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية (المالكي) إلى القيادة العسكرية المشرفة على ضبط الحدود مع سوريا في محافظة نينوى، بمنع سيطرة عناصر الجيش الحر على منفذ اليعربية المحاذي لمنطقة ربيعة العراقية، وان التوجيهات تضمنت تقديم الإسناد العسكري لقوات النظام السوري والمساهمة بإخلاء الجرحى وتأمين دخول حرس الحدود السوريين إلى الأراضي العراقية».

وتشير المصادر إلى أن « أوامر عسكرية صارمة صدرت أيضاً بالرد بكل الإمكانات العسكرية المتاحة على أي محاولة لتوغل عناصر الجيش الحر أو اقترابها من الأراضي العراقية»، مشيرة إلى أن «زعماء عشائر منطقة ربيعة التي تقطنها عشائر شمّر النافذة يجرون وساطة واتصالات حثيثة مع القيادات العسكرية في بغداد لمنع اتساع الاشتباكات التي تدور في المنطقة المقابلة لبلدة ربيعة خشية سقوط ضحايا عراقيين».
نفي وتأكيد:
ويفيد مصدر في قيادة عمليات نينوى أن قوات الجيش العراقي أخلت ضابطاً من الجيش السوري وخمسة من جنوده المصابين في الاشتباكات التي دارت بين قوات الأسد ومقاتلي الجيش الحر عند منفذ اليعربية، متوقعاً أن «يفقد الجيش النظامي سيطرته على منطقة اليعربية».
من جهة أخرى، أفادت شرطة نينوى أن عددا من عناصر الجيش النظامي السوري دخلوا الأراضي العراقية نتيجة الاشتباكات العنيفة، مع سيطرة الجيش الحر على «اليعربية» المقابل لـ«ربيعة»، مؤكدة أن «طائرات الجيش النظامي السوري قصفت منفذ اليعربية الحدودي بعد سيطرة الجيش الحر عليه».
وفيما نفت وزارة الدفاع العراقية تدخلها في ما يحدث منذ الجمعة الماضية من قتال، كشف محافظ نينوى أثيل النجيفي أن مقاتلات سورية اخترقت الأجواء العراقية وقصفت مواقع الجيش الحر في الأراضي السورية المحاذية للحدود العراقية. وقال النجيفي إن الجيش العراقي «قدم الدعم للقوات السورية إضافة إلى الإسناد الناري، ما يعني ومن الناحية العملية دخول الجيش العراقي على خط الأزمة لدعم النظام السوري».
زعيم قبلي عراقي يحذر حكومته من التدخل:
حذر الأمين العام لحركة العدل والإصلاح في نينوى، والزعيم القبلي البارز فيها، عبد الله حميدي عجيل الياور الحكومة العراقية وقوات الجيش من التدخل في الشأن السوري، وأكد أن ما يحدث في سوريا «شأن داخلي»، والتدخل فيه ينعكس سلباً على الواقع العراقي.
وقال الياور في بيان أمس إن «قبائل سورية تقطن بالقرب من الحدود العراقية من جهة منطقة ربيعة أطلقت نداء مناشدة للحركة للتدخل لدى الحكومة العراقية لمنع القصف الذي يقوم به الجيش لمدنهم وقراهم».
وأضاف الياور أنه طالب الحكومة المركزية والجيش العراقي بـ«الكف عن قصف المناطق السورية»، مبدياً استغرابه لقيام بعض الوحدات من الجيش العراقي المتمركزة على الحدود مع سوريا بإطلاق قذائفها باتجاه المدن السورية.
وأوضح أن «النزاع الدائر في سوريا شأن داخلي، والجيش العراقي ليس طرفا فيه»، لافتاً إلى أن «بعض القنّاصين من أفراد الجيش العراقي المتحصنين فوق سطوح المباني، قاموا أيضا بإطلاق النار باتجاه المدن السورية المحاذية للحدود العراقية، ما أدى إلى سقوط قرابة 20 سورياً بين قتيل أو جريح».
وأكد الياور، وفقاً للبيان، أنه «في وقت نرفض تدخل دول الجوار في الشأن العراقي، فإننا نرفض تدخل القوات المسلحة العراقية في الشأن السوري»، مطالباً قطعات الجيش العراقي المتمركزة على الحدود مع سوريا بـ«عدم استفزاز القبائل العربية بمثل هذه الأفعال والعودة إلى ثكناتها داخل الحدود العراقية والابتعاد عن زج أبناء العراق في معركة ستفتح لهم أبوابا للصراع هم في غنى عنها».

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع