نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
تصدير المادة
المشاهدات : 3749
شـــــارك المادة
بينما يدعو الإبراهيمي إلى متابعة وإنجاح مبادرة معاذ الخطيب، قتل الأسد 120 شخصا في سوريا فيهم عدد من النساء والأطفال، ضمن سلسلة من الغارات والهجمات الوحشية بالقصف الصاروخي والجوي والمدفعي واستخدام القنابل الفراغية والعنقودية الذي شمل 317 منطقة في عموم البلاد، بينما استطاع المجاهدون تحرير عدد من الحواجز التابعة لنظام الأسد، وسط اشتباكات باسلة كانت في 160 منطقة من مختلف أنحاء سوريا.
120 قتيلا فيهم أطفال ونساء: سقط 120 قتيلا فيهم 5 نساء و8 أطفال و3 تحت التعذيب، وكان في دمشق وريفها 46، وفي حلب 29، و18 في حماه، و11 في دير الزور، و5 في درعا، و5 في حمص، و4 في إدلب، و1 في بانياس، و1 في اللاذقية، مع المزيد من الجرحى والإصابات التي بعضها خطيرة، جراء الاستهداف المباشر للمنازل والأحياء السكنية. (1) مئات المناطق تشهد قصفا عنيفا: وشهدت 317 منطقة في عموم البلاد قصفا واسعا بشعا، منها 9 مناطق تحت غارات جوية بالطيران الحربي، و5 مناطق لقيت قصفا بصواريخ سكود، وقصفت منطقة واحدة بصواريخ أرض أرض، فيما ألقيت القنابل العنقودية على إحدى المناطق، والبراميل المتفجرة على منطقة أخرى، فيما كان القصف المدفعي قد استهدف 131 منطقة، وقذائف الهاون قد ألقيت على 106 مناطق، إضافة إلى القصف الصاروخي الذي شمل 63 منطقة في مختلف أنحاء سوريا. (1) مجزرة واستهداف حافلة نازحين: وارتكبت قوات النظام مجزرة جديدة بحق أهالي مدينة داريا المحاصرة حيث فتحت نيرانها على حافلة كانت تقل عدداً من النازحين مما أدى إلى مقتل أم وولديها، كما سقط عشرات الشهداء والجرحى نتيجة القصف العشوائي على مدن وبلدات النبك ومعضمية الشام ودوما. (2) هذا وقد هدمت قوات الأسد والشبيحة 20 منزلاً في حي مشاع الطيار بحماة. (3)
اشتباكات وتحرير 4 حواجز: سجلت اشتباكات باسلة بين الثوار وقوات الأسد في 160 منطقة، تمكن المجاهدون فيها من السيطرة على حاجز "الكبير" في ريف دير الزور الغربي، وحاجز تل عثمان مع قتل وأسر عدد من جنود قوات النظام، وأيضا إحكام السيطرة على حاجز شاليش غربي بلدة كفرنبودة مع تدمير عدد من الآليات، وأسر عدد من الجنود، وتمكنوا في دمشق من تحرير حاجز "كراجات البولمان" وأيضا تحرير كراجات العباسين في القابون والسيطرة عليها بالكامل، وفي حرستا بريف دمشق قام الثوار باستهداف حاجز نور الشام قرب المشفى العسكري ودمروا عددا من السواتر العسكرية والآليات التابعة لجيش النظام.(1) وفي جنوب البلاد، اقتحم الثوار حاجز الأرصاد الجوية أو ما يعرف بحاجز القبة في حي طريق السد والذي يعتبر ثاني أكبر حاجز في مدينة درعا، وقاموا بقتل وجرح العشرات ممن كانوا فيه، وقامت قوات النظام بالانسحاب من حاجز المشفى في بلدة صيدا وحرقه بالكامل بعد انشقاق عدد كبير من الجنود وهروب عدد آخر.(2) انشقاق مئات الجنود وعشرات الضباط: أعلن أكثر من 700 عسكري، بينهم 50 ضابطاً انشقاقهم عن جيش النظام في ريف دمشق، وأعلن مجموعة من الضباط الطيارين المنشقين عن تشكيل الفرقة الجوية الأولى التابعة للجيش السوري الحر والتي تضم عشر طيارات حربية بكامل الجاهزية. (2) وصول ضباط علويين إلى الأردن: وأكدت معلومات كشفتها المعارضة السورية، وصول 7 من كبار الضباط العلويين إلى الأردن، في أول عملية انشقاق جماعي لعسكريين من الطائفة التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد، منذ بدء الاحتجاجات في مارس (آذار) 2011. وتحدث مصدر في الجيش السوري الحر عن «وجود تواصل بين قيادة الجيش الحر وضباط كبار ما زالوا يعملون في الجيش السوري ويخدمون الثورة من موقعهم الحالي، منتظرين اللحظة المناسبة لإعلان الانشقاق». وأشار إلى أن «تزايد وتيرة الانشقاقات في القوات النظامية سيؤثر على سير المعركة وقلب نتائجها لصالح الكتائب المقاتلة، كما سيؤثر على معنويات القوات الموالية للأسد، لا سيما حين تكون العناصر المنشقة تنتمي إلى الطائفة العلوية». (5) تدمير رتل عسكري: ودمّر الثوار الرتل العسكري الذي كان قادما لدعم مطاري حلب الدولي و النيرب العسكري المحاصرين، ويحتوي على سيارات ذخيرة و مدافع 130 مم وعدد من الآليات العسكريّة، وتم قتل أكثر من 40 جنديا نظاميا. (3) سيطرة على مركز طبي: وفي ريف دمشق، تمكن الثوار من السيطرة على المركز الطبي التابع لمساكن الضباط في مدينة عدرا والذي كانت تتمركز فيه قوات النظام، ودمروا دبابتين وعربة بي إم بي لقوات النظام عند أطراف مدينتي الزبداني وحرستا وعند بلدة عقربا على مطار دمشق الدولي. (2)
حذرت الأمم المتحدة من ارتفاع عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار إلى 1.1 مليون بحلول يونيو/حزيران المقبل، وحسب إحصاءات الأمم المتحدة، فإن دول الجوار السوري تستضيف نحو 650 ألف لاجئ حاليا. وقد ارتفع عدد اللاجئين في الأردن إلى 379 ألفا، بينما تتوقع السلطات في عمان ارتفاع العدد إلى نحو 700 ألف بنهاية العام الجاري. (4)
شدد نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، والأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا، على أهمية الجهود المبذولة من أجل التوصل لحل سلمي للأزمة السورية يرتكز على الحوار، ودعا الإبراهيمي إلى إجراء محادثات بين المعارضة السورية «ووفد مقبول» من الحكومة السورية للتوصل إلى حل سياسي للصراع المندلع منذ 23 شهرا. (5) دعوة إلى الحوار والتعامل وإنجاح مبادرة الخطيب: وقال المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي: إن مبادرة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية معاذ الخطيب بشأن فتح حوار مع النظام السوري، ما زالت مطروحة، واعتبرها تحديا لصدق النظام السوري في دعوته للحوار والمطالبة بحل سياسي للأزمة. ودعا الإبراهيمي -في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالقاهرة - الأطراف المختلفة في سوريا والمنطقة ودول العالم إلى التعامل مع المبادرة لإنجاحها. (4) دعوة إلى التحقيق مع الأسد: من جانبها دعت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي إلى التحقيق مع الرئيس السوري بشار الأسد فيما يتعلق بارتكاب جرائم حرب، وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ إجراء فوري بما في ذلك إمكانية التدخل العسكري. وكررت بيلاي دعوتها لإحالة الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية. (4) حزب الله يعلن مقتل بعض عناصره: أعلن حزب الله عن مقتل ثلاثة لبنانيين بينهم على الأقل أحد عناصر حزب الله اللبناني و5 من مقاتلي المعارضة السورية في اشتباكات جرت في لبدة القصير السورية الحدودية التي يقول الحزب إن لبنانيين يقطنون في أجزاء منها ويتعرضون لهجمات من المعارضين، بينما اعتبر المجلس الوطني السوري في بيان، التدخل العسكري لحزب الله في سوريا «تهديدا خطيرا للعلاقات السورية اللبنانية وللسلم والأمن في المنطقة». (5) حذر إسرائيلي: أعلنت إسرائيل، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ما زال يسيطر على الأسلحة الكيميائية في سوريا، لكنها عبرت عن حذرها من وصول هذه الأسلحة إلى أيدي تنظيم القاعدة أو حزب الله اللبناني، كما حاولت التخفيف من أهمية استقبال 7 مواطنين سوريين وصلوا إلى الحدود جرحى ونقلوا للعلاج في مستشفى إسرائيلي، مؤكدة أن «هذه حالة استثنائية». (5)
تحت عنوان: ما الحل؟ وما البديل عن الحوار؟ كتب مجاهد ديرانية :
ليس عنوان هذه المقالة من إنشائي، بل هو السؤال الذي دار على ألسنة الناس رداً على كل مَن حذّر من الحوار ومن أخطار الحل السياسي، فإنهم قالوا: إذا لم يكن الحوار حلاً فما الحل الذي تملكون؟ ما البديل؟
إنهم يظنون أن الثورة وصلت إلى طريق مسدود فيتعلقون بأوهام الحوار كما يتعلق بالقشة الغريقُ، ولكن هل رأيتم قط غريقاً أنقذته من الغرق قشة؟ لو كان القش يُنجي الغَرقى لأنجَتْنا محاورةُ نظام القتل والإجرام.
يقولون: لا بديل. وأقول: بلى، يوجد بديل -غير الحل السياسي- يبلّغنا الغاية بإذنه تعالى. سأقترح في هذه المقالة حلاً أراه، وأرجو أن يقترح غيري ما يرى من حلول، على أن تتوفر في أي حل مقترَح ثلاثة شروط: أن يكون حلاً قابلاً للتطبيق وليس من باب الخيالات والأحلام، وأن يحقق أهداف الثورة الحقيقية فيحرر البلاد ويسقط النظام، وأن يعتمد على القدرات الذاتية التي يملكها السوريون لأن الدعم الخارجي خرافات وأوهام.
الشرطان الأول والثاني مفهومان بَداهةً، وإنما ذكرتهما من باب التأكيد، أما لب الأمر وجوهره فهو في الشرط الثالث، فهل يمكن أن يتحقق في أي مشروع؟ سوف يختلف الناس فيقول بعضهم: ليس في وسعنا أن نغالب العالم الذي تواطأ على ثورتنا ولا طاقة لنا بغَلَبة نظام الاحتلال الأسدي المجرم وحدنا. وآخرون سيقولون: بلى، سنغلبه وحدنا بعون الله.
بعض الناس اشتغلوا بلوم المجلس الوطني أولاً ثم الائتلاف آخِراً لأنهما فشلا في تأليب العالم الغربي والمجتمع الدولي على النظام فحرما الثورة من خير نصير. أولئك الناس ما يزالون يرجون العون من الغرب، وليس في هذا الرجاء ذرّة من صواب، فإن العاقل لا يطلب النصرة من عدوه ولا يمد يده في جحر الأفعوان. أما آن لنا أن ندرك أن عداوة الغرب لنا ليست أقل من عداوة الشرق، إن لم تكن أشد وأنكى، وأن ما لا نصنعه بأنفسنا دون عون من غيرنا لن يصنعه لنا غيرُنا ولو طالت المحنة واستمرت الثورة ألفَ عام؟
إن الشرط الأكبر لأي حل حقيقي لمشكلتنا هو أن يكون حلاً مستقلاً عن الغرب والشرق، مستغنياً عنهما كليهما، غيرَ معتمد على أحد إلا على قُوانا الذاتية وقدراتنا الخاصة بعد الاعتماد على الله. ولو أن السوريين احتاجوا إلى أحدٍ غيرِهم فلن تكون حاجتهم إلاّ إلى إخوانهم المسلمين، وهؤلاء ليسوا غرباء عنا، بل هم منا ونحن منهم وبعضنا أولياء بعض في قانون الله وكتابه الكريم.
* * *
الحل الذي يساعد على الصبر ويوصل إلى النصر يعتمد على سد ثغرتين كبيرتين عظيمتين وتحقيق الكفاية فيهما: ثغرة الحاضنة الشعبية، وثغرة الكتائب المقاتلة.
الثغرة الأولى هي الحاجات الإغاثية الضرورية للشعب السوري في الداخل التي لا يستطيع البقاء إلا بها، وتشمل -في حدها الأدنى- الغذاء للجائعين والمأوى للمشردين والعلاج للمرضى والمصابين. هذا الحِمْل كبير ثقيل، ولكنه ليس أكبر من قدرة أثرياء السوريين الذين يعيشون خارج الوطن، وهم كثيرون ولهم أموال كثيرة لم يستنفدوها بعدُ رغم الإنفاق الكثير الذي أنفقوه إلى اليوم، ولا هو أكبر من قدرة أمة الإسلام، فليس ينوء هذا الحِمل بجماعة المسلمين على اتساعها وثرائها إن شاء الله.
إننا نخطئ عندما نعلق مصيرنا بما يقدمه لنا المجتمع الدولي من مِنَح وأعطيات، فقد أثبت هذا المجتمع أنه جزء من مشكلتنا وأنه لا يمكن أن يكون جزءاً من حلها، فهو الذي رعى العدو الغاصب على مر السنين وأمده بأسباب القوة والبقاء، وهو الذي يحاصر ثورتنا ويضع في طريقها العراقيل. أقترح أن نفكّ هذا الارتباط المُرّ منذ اليوم وأن نبني خطة عملية يمكننا تنفيذها بأنفسنا وبلا اعتماد على أي طرف غريب.
قبل عدة أسابيع كتب إليّ أحد الأصدقاء الأعزاء من حمص يقترح تصميم مشروعات إغاثية وإلزام أطراف خارجية -عربية ودولية- بتبنّيها والإنفاق عليها. سأطور اقتراحه وأعيد تصميمه بحيث نستطيع تنفيذه بأنفسنا والمضيّ به إلى آخر الطريق بعون الله.
ستبدأ الخطة بحصر الحاجات الحقيقية التي يحتاج أهل سوريا إليها، وبعد ذلك نقوم بتفتيتها إلى مشروعات صغيرة قابلة للحمل، فيصبح تزويد كل قرية من القرى الصغيرة أو حي من أحياء المدن الكبيرة بالدقيق مشروعاً مستقلاً، ورعاية وتمويل كل مستشفى ميداني أو مجموعة من النقاط الإسعافية مشروعاً مستقلاً، وإيواء المشردين في كل مدينة كبيرة أو منطقة من المناطق مشروعاً مستقلاً، ونكرر ذلك التقسيم مع كل الحاجات الأخرى (كالملابس والأغطية والوقود)، ثم نوزع تلك المشروعات على المتبرعين من أفراد سوريين وغير سوريين، ومنظمات خيرية وإغاثية سورية وإسلامية، بشرط أن تكون منظمات غير حكومية، حتى لا تبقى سوريا وثورتها وشعبها رهائنَ في أيدي الأنظمة والحكومات، تفرض عليها الشروط والتنازلات وتتخذها سلعاً في أسواق الألاعيب والمؤامرات.
هذا المشروع قابل للتحقيق إذا وُجدت النية الصالحة والإخلاص في العمل، ويجب أن تقوم على إدارته وتنفيذه هيئة إغاثية عليا تتوفر بين يديها المعلومات الكاملة مبوَّبةً ومنظَّمة في قاعدة بيانات دقيقة، فتضمن وصول الدعم إلى جميع المشروعات وتوزيعه توزيعاً عادلاً بلا زيادة ولا حرمان. ومن المفهوم بداهة أن تلك الهيئة العليا ينبغي أن تكون مستقلة تماماً عن القرار السياسي الذي يمكن أن يتعرض للضغط الدولي والتوجيه الخارجي، ومن ثم فإنها لا علاقة لها لا بالمجلس الوطني ولا بالائتلاف ولا بأي كيان سياسي حالي أو مستقبلي في سوريا، بل هي هيئة تتفق على تكوينها وإدارتها المنظماتُ الإغاثية التي يشهد لها تاريخها وسجلها العملي -من أيام الثورة المبكرة إلى اليوم- بالكفاءة والنزاهة، كهيئة الشام الإسلامية واتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية.
الثغرة الكبيرة الثانية هي حاجة العمل العسكري إلى السلاح والذخيرة. في هذه النقطة بالذات أجدني مضطراً إلى فتح ملف أجّلت فتحه كثيراً، ولئن مَسَسْتُه اليوم مَسّاً رفيقاً رقيقاً فإن لي إليه عودةً مطوّلة إذا لزم الأمر ولم يستقم الحال. إنه ملف الكتائب المقاتلة، ليس جميعها بالتأكيد وإنما البعض منها، وقد يكون هو البعضَ الأقل لا الأكثر، ولكن المشكلة تحتاج إلى علاج ولو كان مصدرها قليلاً ضئيلاً لأن النيران العظيمة إنما تنشأ من أهون الشرارات، ولأن الخطأ الذي لا يؤثر في مصير الثورة يمكن تأجيل إصلاحه، أما الأخطاء التي تترتب عليها المصائر فإن التهيّب من علاجها وتأجيل بحثها يكاد يكون من كبائر الآثام.
في قلبي الكثير ولكني لن أفرغه اليوم جميعاً، بل سأقتصر على موضوعنا الخطير: هل يمكن أن نكمل المعركة ولو حاصرتنا قوى العالم ومنعت عنا السلاح؟ الجواب: نعم، إذا أخلص قادة الكتائب نيّاتهم وجمعوا قواهم لمقاتلة عدوهم المشترَك ولم تفرّقهم الخلافات على المغانم والرئاسات.
نحن نعلم أن أميركا وحلفاءها فرضوا على الثورة حصاراً صارماً حتى لا يصل إليها أي سلاح نوعي فعّال، ولكن هذا الإجراء العدواني الآثم لم يجعل الانتصار مستحيلاً، لقد جعله أكثرَ صعوبةً فحسب، فإن ما امتلكه الثوار من سلاح قد مكّنهم من صنع كرة ثلج ما زالت تتدحرج فتزداد حجماً يوماً بعد يوم. إنهم يقتحمون المعسكرات والمطارات ومستودعات الأسلحة ومصانعها فيغنمون الكثير بعد الكثير، وكلما انتصروا في معركة فغنموا غنيمة استعملوها في معركة أخرى بعدها، فصار تسليح الثورة داخلياً بعدما أبى العالم أن يسلحها من خارج الحدود، ولم نعد بحاجة إلاّ إلى التعاون والتنسيق بين الكتائب المقاتلة في الميدان.
يعلم كل واحد أن الأحوال العصيبة التي نشأت الجماعاتُ المقاتلة فيها حتّمَت عليها التفرق والاستقلال، ولكن تلك الأحوال لا تمنع وَحدة الجماعات اليوم بعدما قوي بأسها وانحسرت قوة عدوها، وإذا تعذر اتحادها في كيان واحد جامع لم يتعذر اجتماعها في مجالس عسكرية ميدانية تنسق من خلالها عملياتها وتوزع مواردها، على الأقل في المناطق الجغرافية المتقاربة إن لم يكن على الأرض السورية كلها. فلماذا لا يفعلون؟
إن عدونا لم ينجح في الصمود إلى اليوم لأن الإيرانيين والروس دعموه بكل أنواع السلاح؛ لقد صمد لأنه قاتل خصماً متفرقاً اشتغل بعضُه بالبحث عن الغنائم وسعى بعضه وراء المكاسب والزعامات. إن من الحقائق التي ما عاد يجوز كتمانها أن بعض الكتائب استأثرت بالمال والسلاح فيما يتعرض غيرها للفناء لقلّة المال والسلاح، وأن بعض الكتائب خزّنت الكثير من السلاح لتستعمله بعد سقوط النظام وغيرها يخسر المعارك اليوم لحاجته إلى القليل من السلاح. إن من الحقائق التي ما عاد يجوز كتمانها أن بعض المقاتلين حوصروا في بعض المناطق لشهور طويلة وفي يد إخوة لهم قريبين منهم من السلاح والذخائر ما يكفي لفك الحصار عشر مرات، لكنهم تخاذلوا عن نصرتهم لأن هذا القائد لا يحب ذاك أو لأن تلك الجماعة تنافس هاتيك على النفوذ والسلطان. إن من الحقائق التي ما عاد يجوز كتمانها أننا خسرنا معارك كثيرة وخسرنا مواقع مهمة لأن بعض الجماعات رفضت التنسيق والعمل مع غيرها، لخلافات بين القادة أو تنازع على المساحات والمكتسبات.
سوف نمضي إلى آخر الشوط اعتماداً على أنفسنا إذا تعاون أهل السلاح بعضهم مع بعض واقتسموا ما يملكون من أسلحة وذخائر، أما الخلاف والأثَرَة فلن يصنعا سوى الهزائم والخيبات. وإني أقولها اليوم وربما عدت إليها غداً: إن المجرمين الحقيقيين الذين يجرمون في حق الثورة والشعب هم قادة الكتائب الذين يستأثرون بالسلاح ولو فاض في أياديهم، الذين يرفضون التعاون مع الكتائب الأخرى في معركة التحرير، الذين يستطيعون إنقاذ المناطق المهدَّدة والمحاصَرة ثم لا يفعلون، الذين يسعَون إلى ثروات وأمجاد شخصية على حساب الثورة وعلى حساب سوريا وشعبها الجريح. أولئك لن يسامحهم الله ولن يعفو عنهم الشعب ولن ينسى إجرامَهم التاريخ.
ليسعَ المغيثون في حاجات الشعب السوري المكلوم، وليستقم على الطريق من حاد عن الطريق من أهل السلاح حتى يصبحوا جميعاً كالجسد الواحد والبنيان المرصوص، ولنستعن جميعاً بالله ونتوكل عليه حق التوكل، ولنقطع الرجاء إلا منه ولا نضع الأمل إلا فيه، وما النصر عنا ببعيد بإذن المولى الكريم.
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء) (7) أحمد عياض الحبيو - حماه - كفرزيتا عمر علي الهواري - ريف دمشق - مديرا أحمد أنوار الأكراد - درعا - درعا البلد علي الفستقي - ريف دمشق - دوما ياسر صعب - ريف دمشق - دوما سمية نايف البشير - ادلب - جسر الشغور: مشمشان علاء أحمد دعاس المسالمة - درعا - درعا المحطة عمر عزيز - دمشق - العمارة محمد عبد الجواد الدلي - حماه - قلعة المضيق ماهر درزي المرعي - حماه - علي عربي السعيد حرفوش - درعا - حي مخيم النازحين أحمد عبد الواحد نصر الله - حماه - قلعة المضيق مصطفى عبد الكريم طه - ريف دمشق - القلمون: يبرود عبد الكافي حسن السلوم - حماه - قلعة المضيق عبد الله حميد - دمشق - مخيم اليرموك خالد إبراهيم العبد الله - دير الزور - الخريطة محمد سعيد الحموي - دمشق - القابون يوسف نواف اليوسف - حلب - مساكن هنانو خالد صالح الفاقي - حلب - الباب إبراهيم موسى الفاقي - حلب - الباب محمد خالد الجاسم - حلب - دير حافر عليوي أحمد الخلف - حلب - قرية تل حديا محمد أحمد الأسعد - درعا - حي طريق السد عبد الستار الفريم - دير الزور - خالد العيسى المحمد - دير الزور - صالح الحسن الوحيد - دير الزور - محمد المعيوف الحسن - دير الزور - أبو خالد الحموي - دير الزور - عبد الرزاق خالد الغبشة - حماه - كازو عمران إبراهيم السوادي - دير الزور - حي خسارات سهام صبحي عرابي - دمشق - العمارة قاسم حسن العايد - دير الزور - قرية العنبة بكر عبد الوهاب بروك - حمص - الرستن مؤيد خالد الحسين - حمص - القصير : البرهانية صفاء عبد الرزاق الضحيك - حمص - تلبيسة إبراهيم حسن قسوم - حماه - قلعة المضيق محمد ياسر زياحي - حماه - قلعة المضيق سامي علي السفان - حماه - لطمين محمد عبد الحليم العلي - حماه - أنس حمزة الحمزة - حماه - قلعة المضيق جميل رضوان جباني - ادلب - كفرومة محمد حسن إبراهيم قسوم - حماه - قلعة المضيق أحمد خالد عبد العزيز السعيد - حماه - مؤيد محمد مسلماني - دمشق - جوبر عبد المهيمن - حلب - محمد خير عصام عرمان - دمشق - الشاغور لؤي غالب يوسف - دمشق - جوبر توفيق نعناعي - حلب - بستان القصر محمود محمد عوسي - حلب - الصالحين زائدة سعيد - ريف دمشق - داريا هناء عبد الله - ريف دمشق - داريا محمد نزار - ريف دمشق - داريا هدى نزار - ريف دمشق - داريا حسين مشو عرب - حلب - مارع : قرية تويس عبد الكافي السويد - حمص - باب تدمر أسامة بصمة حي - حلب - مساكن هنانو نذير أبو براء - ريف دمشق - داريا أيمن عبد الهادي المحمد - دمشق - القدم عمر دلوان - ريف دمشق - دوما حسان العيفان - دير الزور - عدنان فيصل المحمود - دير الزور - قرية البويطية تحسن محمد عبد الوهاب - ريف دمشق - عدرا نعيم بكار - ريف دمشق - النبك نضال خطاب - حمص - باب سباع عمار قواص - حلب - عبد الجبار حمادين - حلب - السفيرة : قرية أبو تبه محمد ياسين العمر - ادلب - الهبيط فؤاد يحيى طه - ريف دمشق - داريا خالد محمد الحسيان - حماه - قلعة المضيق قيصل الحسيان - حماه - قلعة المضيق منجد غازي الدبيس - حماه - كفرنبودة منى حمادين - حلب - السفيرة : تركان زوج منى حمادين - حلب - السفيرة : تركان ابنة منى حمادين - حلب - السفيرة : تركان ابن سامي الحمادين - حلب - السفيرة : تركان حسن الدبلان - دير الزور - حي الحويقة آل قصاص - حلب - بستان القصر جلال أبو الخير - ريف دمشق - الغوطة الشرقية رفيق مروش - الحسكة - رأس العين"سري كانيه"
المصادر: 1- لجان التنسيق المحلية. 2- مركز التواصل والأبحاث الاستراتيجية. 3- المركز الإعلامي السوري. 4- الجزيرة نت. 5- الشرق الأوسط. 6- الحياة. 7- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.
شبكة CNN
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة