..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

تياران في "حزب الله": براغماتي يبحث عما بعد الأسد وعقائدي يقاتل حتى الموت

السياسة الكويتية

٣٠ أكتوبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8300

تياران في
1.jpg

شـــــارك المادة

نشرت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية اول من امس تقريراً عن الانقسام داخل "حزب الله" بسبب الأزمة السورية, وذلك بعد عشرة أيام على نشر "السياسة" تقريراً تناول الأزمة التي تعصف بصفوف الحزب نتيجة جملة من الإخفاقات السياسية والعسكرية والأمنية والمالية, الأمر الذي دفع طهران إلى التدخل لتشكيل خلية أزمة, وضعت جانباً القيادة التقليدية, وتولت هي توجيه الحزب بأجنحته المختلفة.

الانقسام داخل "حزب الله" قديم ويتجلى في وجود تيارين سياسيين رئيسيين, سوري وإيراني, من جهة, ووجود مواقع نفوذ متباينة بين الأجنحة السياسية والعسكرية والأمنية والمالية والاجتماعية من جهة ثانية.
وفجرت الأزمة السورية الخلاف بين مختلف هذه المكونات على النحو الآتي:
أولاً: الموقف من دعم نظام الأسد, حيث كان أول المنقلبين على هذا النظام "التيار السوري" داخل الحزب, لأنه تيار براغماتي وانتهازي أقام علاقته مع حكم "البعث" في أوج قوته, واستفاد من مرحلة الوصاية السورية على لبنان لتحقيق مكاسب خاصة وحزبية. ويعتبر مؤيدوه أن الأسد آيل إلى السقوط وينبغي التخلي عنه في وقت مبكر حتى يصبح بالإمكان البحث في علاقة مستقبلية مع من يخلفه. وأي تأخير في نقل البندقية من كتف إلى كتف, أو أي محاولة للتورط العسكري إلى جانب النظام المتداعي, ستدخل الحزب في نفق مظلم حيث سيواجه النظام الجديد ومعه كل القوى المحلية والإقليمية والدولية.
ثانياً: في المقابل هناك "التيار الإيراني" المتشدد داخل الحزب, وهو تيار عقائدي متعصب وملتزم حتى الموت بخيار الولي الفقيه علي خامنئي, وينفذ بالحرف تعليماته بالتدخل العسكري في سورية, الذي بدأ خجولاً وضعيفاً قبل أكثر من سنة, وتحول في الأشهر الثلاثة الماضية إلى قتال علني بأهداف واضحة. ويرتكز هذا التيار إلى قراءة إيرانية للحدث السوري تعتبر أن الحلف مع الأسد ستراتيجي, وبالتالي فإن خسارته ستكون ستراتيجية, ولا يمكن تعويضها بأي علاقة مع نظام بديل. ويذهب أنصار هذا التيار داخل "حزب الله" إلى حد القول: "إنه لا يمكن تعويض الخسارة المدوية لسقوط الأسد إلا بالذهاب إلى تهدئة تتحول إلى هدنة ومن ثم إلى اتفاق مع إسرائيل, تطبيقاً لمقولة تحالف الأقليات في المشرق العربي".
ثالثاً: أشار التقرير البريطاني إلى أن الخلافات داخل الحزب أدت إلى تأجيل مؤتمره العام, وهذا صحيح. والواقع أنه منذ نحو ستة أشهر حصل اتفاق مبدئي بين التيارين المذكورين على تنظيم الخلاف كسباً للوقت بانتظار المؤتمر, إلا أن التدخل العسكري للحزب في منطقة القصير السورية القريبة من الحدود اللبنانية, بطلب مباشر من دمشق عبر طهران, فجر الخلاف بين الطرفين, وطار المؤتمر إلى غير رجعة, فبادر خامنئي إلى إرسال ممثل شخصي له ليكون عضواً مقرراً في خلية الأزمة المذكورة, والتي يترأسها شكلياً الأمين العام للحزب حسن نصر الله.
رابعاً: إلى الخلاف السياسي, أظهرت الأزمة السورية صراعاً من نوع آخر كان كامناً منذ سنوات وتحديداً منذ اغتيال المسؤول العسكري للحزب عماد مغنية في دمشق. ويدخل في هذا الصراع القائد العسكري الذي خلف مغنية, وأبقى الحزب اسمه سرياً, حتى داخل الحزب, لأسباب أمنية, ورفاق مغنية التاريخيون الذين اعتبروا أن اغتيال قائدهم تم بفعل خيانة من النظام السوري, ومن بعض الأوساط داخل الحزب. فالقيادة العسكرية الجديدة موالية أكثر لدمشق, أما رفاق مغنية فظلوا على ولائهم الأساسي لطهران, وشكلوا حالة مستقلة داخل الحزب, وكانوا يرفضون إرسال المقاتلين إلى سورية, كما تريد القيادة السياسية. ولكن القرار الإيراني ألزمهم القتال إلى جانب الأسد ولو من دون قناعة.
خامساً: وضعت خلية الأزمة حداً للخلافات السياسية إلى حين, وجرى ضبط إيقاع الأجنحة المختلفة على الوتر الإيراني. إلا أن أمرين قلبا المشهد, الأول: معلومات متداولة داخل الحزب, ومصدرها بعض الأوساط الإيرانية من خارج دائرة خامنئي, تفيد أن الأسد سيرحل مطلع العام المقبل بتسوية روسية مع الغرب. ولم تفلح قيادة الحزب في لجم هذه "الشائعات" أو نفيها. والأمر الثاني داخلي: إذ ان خلية الأزمة نسفت كل التراتبية والهرمية في الأطر الحزبية, وأسقطت الكثير من المواقع القيادية, فأثارت حالة من الغضب لدى كثيرين ممن فقدوا امتيازاتهم.
وهكذا عادت الخلافات لتطفو على السطح وبات الحديث عنها في مناطق نفوذ الحزب في الضاحية والجنوبية والبقاع والجنوب أمراً عادياً, يتداوله الناس في البيوت والمقاهي والساحات.
 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع