إبراهيم حسن
تصدير المادة
المشاهدات : 6243
شـــــارك المادة
في البداية أنعي لكم العروبة، والرجولة! بل أنعي لكم حتى الإنسانية والحضارة! يا إخوتنا في سوريا.. نحن أصبحنا اليوم في زمن اللا رجال! زمن انهيار كل القيم والمبادئ التي تصدعت رؤوسنا بسماعها ليل نهار عن الأخوة العربية، والتضامن الإسلامي، وحقوق الإنسان وغير ذلك. اكتشفنا اليوم أن كلها كانت كلمات لا يسعى لتطبيقها أحد، بل هي تستعمل فقط كمسكن لضمير الشعوب التي لا تملك من أمرها شيئاً.
لا أستطيع أن أبدأ بغير هذه الكلمات بعد أن شاهدت المهزلة التي حصلت بالأمس، مهزلة "اجتماع أصدقاء سوريا"، وأنا عن نفسي سأطالب رسمياً بسحب هذه التسمية منهم لأنني لم أرى فيهم أي بوادر صداقة لسوريا! مهزلة أمس "كغيرها من المهازل التي سبقتها" مهمتها الأولى هي تخفيف الضغط الإعلامي، ومسح بقع الدماء، كي يبدأ القاتل جولة أخرى من القتل و"نفسه مفتوحة"! أخوتي.. وضعت هنا في هذا المقال بعض النقاط التي استحضرتها بعد جلوس أكثر من 20 ساعة في اليوم على شاشات الكمبيوتر والتلفزيون محللاً للوضع السوري!: أولاً: امسحوا من أذهانكم شيء اسمه "أمل" من كل الاجتماعات السياسية، بل إنني أطالب حتى بأن يتم تسمية بعض أيام الثورة تنديداً بمثل هذه الاجتماعات المشوهة على غرار "جمعة عليكم اللعنة يا أصدقاء سوريا"! دعونا نكون واضحين.. لا يريد أحد في العالم إسقاط النظام.. هذا ما ظهر جلياً بعد كل "العلاك" الذي اضطررنا لسماعه طوال العام المنصرم من أيام الثورة، لا يريد أحد مساعدة الشعب السوري، ويجب علينا أن نساعد أنفسنا بأنفسنا ونسقط النظام بأيدينا نحن. أرجو أن لا يتحدث السوريون إطلاقاً عن أي تدخل خارجي أكثر من هذا لأن أحداً لن يساعدنا ويتدخل، ولا تخافوا لو قرر أحد مساعدة الشعب السوري فسيكون شريفاً ولن ينتظر أن نطلب منه ذلك! أرجوكم لا تتحدثوا أيضاً عن أي حل عربي أو حل إسلامي، أو تركي، أو تونسي، أو أوربي أو … أو … الخ، لأن كل هذا الكلام هرطقات وضحك على اللحى بطريقة سمجة لا تقنع حتى الطفل عمر "أصغر مندس في سوريا"! تعقيب: الشكر جزيل الشكر للموقف الذي أبداه وزير الخارجية السعودي: سعود الفيصل في تونس حينما قال: "يجب إسقاط النظام طوعاً أو كرهاً"، اختصر الموضوع كله بهاتين الكلمتين، وفعلاً حتى الآن لم نلاحظ مواقف سياسية مشرفة من أي دولة في العالم كما لاحظنا ذلك من السعودية ومن قطر، ونحن نقول لهم مواقفكم رائعة ولكنها غير كافية وننتظر منكم المزيد. ثانياً: العنوا ثلاث مرات صباحاً وثلاث مرات مساءً الخونة الذين يريدون حل "سياسي وليس عسكري" ولا يريدون عسكرة الثورة! "على أساس أنها لم تتحول إلى عسكرية من أول يوم استخدم النظام فيه الدبابات لقمع المحتجين"! أمثال هؤلاء معروفين وحتى القوى الثورية سمت جمعة من الجمع بـ "هيئة التنسيق لا تمثلنا" فلا أدري كيف لا يخجل أعضاء التنسيق من أنفسهم ويعلنوا عن حل "هيئة التنسيق" لأن الشعب نفسه لا يريدها! تعقيب: وأنا عبقول لحالي ليش "هيثم مناع" زعلان كل هالقد وطلع عالتفلزيون قال عحاله "أنا ابن كلب!".. طلع المرزوقي رئيس تونس صاحبه الروح بالروح.. وصاحبنا استنى سنة كاملة ولهلق ما صار رئيس جمهورية! ثالثاً: واصلوا على الحل العسكري، ادعموا الجيش الحر بكل ما يمكنكم من قوة، لا تتوانوا في دعمهم بكل ما تملكون، لا تبخلوا لا بأموالكم ولا بأولادكم ولا ببيوتكم، والتاريخ خير دليل في أن الحل لن يكون إلا عسكرياُ، وكل "الدب لوماسيين" الذين يتحدثون عن حل سياسي وليس عسكري هم أناس لم يقرؤوا التاريخ ولا حتى السياسة وهم جهلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى! "مع الاعتذار للشيخ عبد الجليل السعيد لأن كلمة (الدب لوماسيين) من ابتكاره". الحل العسكري هو الطريقة الوحيدة لدحر الأنظمة العسكرية الشمولية المتخلفة "كنظام الأسد"، هذا ما تعلمناه مما حدث مع هتلر في ألمانيا، ومحلياً: كما حدث مع القذافي في ليبيا، صدقوني: أينما تجدون أنظمة استبدادية شمولية انتهت فاعلموا أنها انتهت بقوة السلاح ويمكنكم أن تتأكدوا من ذلك بأنفسكم بقراءتكم للتاريخ. باختصار: من يريد أن يسقط النظام يجب أن يحمل السلاح، أو يساعد من يحمل السلاح، أو يدعم من يحمل السلاح حتى لو معنوياً، وإذا أراد أحدهم أن "يتمنطق" علينا ويتكلم بأن السلاح ليس هو الحل، فأقول له بملء فمي: اخرس! ولا تتكلم في أمور السوريين مرة أخرى! "من يحمل السلاح" هنا إشارة إلى جيشنا الحر البطل الذي سيخلصنا -بإذن الله- من هذه الأزمة ويحافظ على وحدة سوريا وكيانها. أخيراً: لم أجد موقفاً عربياً متخاذلاً من النصرة والإغاثة كما رأيناه في الأيام هذه وما يحدث في سوريا الآن، هل تصدقون أن حبة دواء لم تدخل إلى سوريا حتى الآن، لم تدخل قطعة شاش واحدة، لا من إخواننا المسلمين أو العرب ولا من غيرهم، وهذا يجعلنا نتعجب كثيراً مما حصل في غزة، أو ما حصل في العراق أو ما حصل في ليبيا، ذهبت فيها كلها قوافل إسلامية وعربية للغوث! وحتى الآن لم نسمع عن نية لتحريك قافلة أو جمع تبرعات! نية فقط كي نقول أن الجهة الفلانية أبرأت ذمتها! حتى جمع التبرعات الذي حصل في كثير من الدول العربية والإسلامية كان جمع تبرعات لإغاثة النازحين وليست لإغاثة الشعب السوري في الداخل، والقافلة التي تحركت ووقفت على الحدود التركية السورية كانت قافلة حركها بعض الناشطين السوريين وليس جهة إغاثية أو حكومة معينة. تعقيب: بعد سنة خطر على بال الصليب الأحمر أن يساعد السوريين بعد أن طلب السوريون ذلك، وحتى الآن لم يكلف الصليب الأحمر خاطره حتى ولو الدخول بطريقة غير شرعية إلى "بابا عمرو" علماً أنه ما زال ينتظر موافقة القاتل على ذلك!! في النهاية أذكركم بعد كل هذه السرد الذي صدعت رؤوسكم بما قاله الإمام الشافعي - رحمه الله -:
ما حك جلدك مثل ظفرك *** فتولّ أنت جميع أمرك
وأدعوكم جميعاً أخوتي أن يكون هذا شعاركم حتى إسقاط النظام -بإذن الله تعالى -.
المصدر: المندسة السورية
صالح عبد الله السليمان
أحمد موفق زيدان
سماح هدايا
أبو طلحة الحولي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة