الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3073
شـــــارك المادة
نفى النائب في كتلة حزب الله كامل الرفاعي لـ«الشرق الأوسط» أن يكون القتلى الذين شيعهم حزب الله يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين في منطقة بعلبك البقاعية، وقال إنهم قتلوا في «مهام جهادية»، قد قتلوا داخل الأراضي السورية، على خلفية إشارة تقارير إعلامية إلى أن بين القتلى مسؤول عسكري كبير هو علي حسين ناصيف، ويشغل منصب القائد التنظيمي لعمليات حزب الله داخل الأراضي السورية.
وكان حزب الله قد شيع يوم الاثنين الماضي ناصيف في بلدة «بوادي» بمنطقة البقاع اللبنانية بمشاركة عدد من مسؤولي الحزب، وأفاد في بيان على موقعه الإلكتروني بأن «حزب الله وأهالي بلدة بوادي والجوار شيعوا جثمان الشهيد القائد علي حسين ناصيف (أبو عباس) الذي قضى خلال قيامه بواجبه الجهادي»، فيما أذاعت قناة «المنار» الناطقة باسم حزب الله لقطات من تشييع شاب يدعى زين العابدين مصطفى، قالت إنه «استشهد» وهو يقوم «بواجباته الجهادية».
وقال الرفاعي، النائب عن منطقة بعلبك والذي شارك في تشييع أحد القتلى، إن عناصر «حزب الله استشهدوا في موقع من المواقع لا أعلمه إطلاقا، لكن الشباب يتدربون على استخدام أسلحة جديدة وهناك مخيمات تدريب لهم داخل الأراضي اللبنانية»، متوقعا أن «يكون حدث انفجار ما خلال تدربهم داخل المخيم أودى بحياتهم».
وأشار الرفاعي إلى أنه «لو كانت الأنباء عن مقتلهم في سوريا صحيحة لما كان حزب الله أعلن صراحة عن مقتلهم وأقام لهم مراسم تأبين علنية»، مذكرا بأنه «لو أراد حزب الله التدخل في الأزمة السورية لأقدم على منع انتقال السلاح والمسلحين على طريق بيروت - عرسال التي يتحكم بها عسكريا». وشدد على أن «حزب الله ينأى بنفسه عن الدخول العسكري في الأزمة السورية وقد يرسل مسعفين وأطباء لا مقاتلين». واعتبر أن «زج اسم حزب الله في القتال داخل سوريا جزء من مؤامرة أميركية تقوم بها المخابرات الأميركية وأنظمة الاستسلام، وهي تلصق كل موبقة في العالم العربي بحزب الله».
وفي حين نقلت تقارير إعلامية عن مصادر محلية في مدينة بعلبك، إحدى معاقل حزب الله البقاعية، قولها إن ناصيف ومصطفى قتلا مع رجل ثالث من الحزب قرب بلدة حدودية سورية، قال مقاتلون في «الجيش السوري الحر» إن الثلاثة قتلوا نتيجة انفجار لغم أرضي، قرب بلدة القصير السورية القريبة من الحدود اللبنانية، يوم الأحد الماضي.
وفي سياق متصل، قال رئيس أركان «الجيش السوري الحر» العقيد أحمد حجازي لـ«الشرق الأوسط» إن «مقتل العناصر الثلاثة من حزب الله في القصير يؤكد ما كنا قد صرحنا به منذ فترة طويلة لناحية أن حزب الله هو جزء من المشكلة في سوريا ومن القوة الفاعلة على الأرض التي تقاتل مع النظام بالتعاون مع عناصر من الحرس الثوري الإيراني والخبراء الروس».
وأشار إلى أنه «من الطبيعي أن يقتل عناصر من حزب الله داخل سوريا ما داموا يقاتلون على الأراضي السورية ضد الشعب السوري». وأكد في الوقت عينه أن «لدى إيران مقاتلين وقناصة يدعمون النظام السوري في حربه ضد شعبه»، معربا عن اعتقاده بأن «النظام السوري مع حلفائه في إيران ولبنان (حزب الله) يعملون على التجييش طائفيا ويريدون إشعال المنطقة بأكملها على أساس طائفي وعرقي».
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يشيع فيها حزب الله عناصر منه مدعيا مقتلهم خلال قيامهم بواجبهم الجهادي من دون أن يعلن كيف وأين. ويروي أحد شهود العيان، وهو شاب لبناني مقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت، لـ«الشرق الأوسط» أنه منذ فترة «تفاجأنا بصورة شهيد ملصقة على مدخل المبنى الذي أقطن فيه، وهو شقيق لأحد جيراننا من دون أن يتم الإعلان عن كيفية مقتله». ويضيف: «بعد استفسارنا حول سبب وفاته نظرا للعلاقة الحميمة التي تربطنا بعائلة شقيقه قالوا إنه قتل في سوريا وإن حزب الله أبلغهم بوجوب إقامة مراسم تأبين له في قريته بحضور العائلة والأصدقاء، مطالبا إياهم بالتعتيم على الموضوع وعدم الإعلان عن مقتله في سوريا».
بين الفترة والأخرى، ترفع في مناطق شيعية في بيروت وجوارها وتحديدا في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، صور لـ«شهداء» من دون أن تحدد كيفية استشهادهم، مما يعزز فرضية مقتلهم في سوريا.
أسرة التحرير
مركز توثيق الانتهاكات بسوريا، حلب نيوز
سمارت للأنباء
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة