أحمد بن فارس السلوم
تصدير المادة
المشاهدات : 2936
شـــــارك المادة
حين تذكر الثورة السورية فأول ما يذكر من سوريا حمص، وحين تذكر حمص فأول ما يذكر منها باب عمرو، فقد أصبحت حمص قبلة الثوار وعاصمة الثورة. وأصبح باب عمرو رمزاً لحمص ولسوريا من ورائها.
لله در الحمصيين، أو كما نقول في العامية (الحماصنة) يضحكوننا بنكتهم أيام السلم، ويبهروننا ببطولاتهم أيام الحرب!! هم أولى بقول الشاعر: وله طعمان شري وأري... وكلا الطعمين قد ذاق كلّ. قد سمعنا من حمص الفكاهة والطرفة، ورأينا منهم الرجولة والشدة والبأس، وليس من سمع كمن رأى!! والسؤال: ماذا قدمت حمص للثورة حتى استحقت هذه المنزلة، وماذا قدم باب عمرو ليكون قلبها النابض وشريانها الدفاق؟ ثم السؤال الذي يليه: ماذا قدمنا لحمص، وماذا قدم المجلس الوطني لباب عمرو، وهل كنا أمام باب عمرو كما يستحق باب عمرو!! أما ماذا قدمت حمص فإنها قدمت كل شيء، لم تترك شيئاً لم تقدمه. فهذا باب عمرو ينطق عنهم ويفصح عن أحوالهم ما بقيت ذرة من ترابه إلا اختلطت بدم زكي من شهيد وفي، باب عمرو قلعة للصمود في وجه العدوان، ونموذج لتحدي الظلم والطغيان. باب عمرو أصبح علماً لا يوفي به وصف ولا يحيط به تعريف إلا أن تقول باب عمرو وكفى!! قدم لنا باب عمرو أبناءه قرباناً على مذبح الحرية، قدم باب عمرو بيوته وعماراته في سبيل التحرر، نحو عشرين يوماً وهو يتلقى الضرب نيابة عن الأمة العربية والإسلامية؛ {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين}. في كل دقيقة تسقط على باب عمرو 4 قذائف، وفي كل ساعة 240 قذيفة، وفي كل يوم 5760 قذيفة. وقعت على باب عمرو من أول هذه الهجمة الوحشية نحو: 103680 قذيفة، أي بمعدل لكل مواطن قذيفة، وتزود 23680 قذيفة وزعوها على الجيران.. باعتبار أن عدد سكان باب عمرو ثمانون ألف بطل!! بالله إن حمص وباب عمرو وكل أحيائها قد وفت لله ورسوله والمؤمنين. بالله إن في حمص رجال ونساء وأطفال؛ {صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً}. والسؤال المهم: ماذا قدمنا نحن؟ ماذا قدم المجلس الوطني لباب عمرو؟ سمعنا مناشدة خالد أبو صلاح للمجلس الوطني ومطالبته بدور فعال في مساعدتهم، ولكنا لم نسمع من المجلس الوطني رداً على ما قال، فالمجلس الوطني مشغول في توزيع المناصب، والتجديد لرئيسه الهرم!! سمعنا كذلك عن صندوق إغاثة لحمص وسمعنا عن مبالغ طائلة، ولكنا ما سمعنا ولا رأينا شيئاً من هذا الصندوق في قلب باب عمرو. سمعنا عن كلام كثير، وهو ما قدمناه لباب عمرو، كلام لا يغني ولا يسمن من جوع. وهذا هو الفارق بين ما قدم باب عمرو للثورة وما قدمه المجلس الوطني لها. قدم باب عمرو الفعل وقدم المجلس الوطني القول، وأحياناً يعجز عن القول فلا يقدم إلا الصمت! قدم باب عمرو الدم، ولم يستطع المجلس الوطني أن يقدم الماء لباب عمرو.. الماء كي لا يموتوا وهم عطشى!! لا ندري إلى متى سيظل هذا الصمت وهذا العجز من المجلس الوطني المتهافت على المناصب الجوفاء، والمتسكع في ردهات الفنادق الفارهة، في حين تذبح حمص ويباد باب عمرو!! أمام المجلس فرصة أخيرة لفعل شيء ما.. أي شي.. قبل أن نناشد الثوار أن ينزعوا عنه الاعتراف. أخيراً: أناشد الإعلاميين ألا يقولوا عن باب عمرو: مدينة الأشباح... بل قولوا مدينة البطولات.. ارحموا مشاعرنا نرجوكم..
مجد مكي
نور الدين قرة علي
مهند الحاج علي
طه جابر العلواني
جزاكم الله خيراً على المقال الجميل، وفعلاً المجلس الوطني لم يقدم شيئاُ لأنه يقدم توافقات التيارات في تركيبته على احتياحات الثورة. تنبيه: في الآية خطأ أرجو أن تصححوه: (فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا) كتبت في المقال "ولا" بدل "وما" في كلا الموضعين.
جزاك الله خيرا على تنبيهك ، تم تصحيح الآية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة