سي إن إن
تصدير المادة
المشاهدات : 3226
شـــــارك المادة
مع تزايد التوتر العسكري بين سوريا وتركيا، وحصول الحكومة في أنقرة على تفويض برلماني لتنفيذ عمليات عسكرية خارج الحدود، تبرز الحاجة للإطلاع على الميزان العسكري بين البلدين، إلى جانب قدرات قوات "الجيش الحر."
يعتبر الجيش التركي من حيث العدد أحد أكبر الجيوش في حلف الناتو، كما تعتبر أنقرة القوة العسكرية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، ويستخدم الجيش التركي معدات غربية، بينها مقاتلات حديثة، أما معداته القديمة فقد خضعت لعمليات تحديث عديدة، إلى جانب توفير أجهزة رادار متقدمة وطائرات تعمل دون طيار.
كما تمتلك تركيا قوة برية هائلة بنتها طوال عقود، وقد تمرست وحدات كبيرة من ذلك الجيش في عمليات قتالية خاضتها ضد مجموعات حزب العمال الكردستاني خلال العقود القليلة الماضية.
ولكن رغم التفوق العسكري التركي وحالة الإنهاك التي يعانيها بالمقابل الجيش السوري بعد أكثر من عام ونصف من العمليات الممتدة على رقعة جغرافية واسعة، إلا أن جيرمي بيني، مدير تحرير أسبوعية "الشرق الأوسط وأفريقيا" يرى بأن أنقرة ليست راغبة بمواجهة واسعة النطاق مع دمشق.
ويقول بيني بـCNN إن لدى سوريا قدرات صاروخية كبيرة تضمن لها بألا تصبح خصماً سهلاً، ويضيف: "تركيا لا ترغب بمقاتلة سوريا التي ما زالت تمتلك كميات كبيرة من الأسلحة الكيماوية التي يمكن إطلاقها بصواريخ بعيدة المدى."
وبمقابل قوة سوريا الصاروخية يبرز ضعف قواتها البرية والمزودة بأسلحة قديمة ولا تصلح لحروب المدن، وقد سعت دمشق منذ بداية الأزمة إلى الحصول على صفقات أسلحة جديدة من روسيا، وطلبت تحديث مروحيات من طراز Mi-24.
كما تنتظر سوريا الحصول على طائرات جديدة من روسيا، بينها ميغ 29، وعدد من طائرات "ياك 130" المخصصة للتدريب، والقادرة على المشاركة في عمليات عسكرية أيضاً، علماً أن موسكو كانت قد أعلنت نيتها عدم تسليم أسلحة جديدة إلى سوريا حاليا.
ويبرز على الأرض أيضاً عامل "الجيش الحر" المعارض للنظام، والذي يتسلح عناصره بشكل رئيسي بأسلحة فردية، بينها رشاشات كلاشنكوف وقاذفات RPG المضادة للدبابات، كما غنم الثوار بعض دبابات الجيش السوري، ولكنهم فضلوا عدم استخدامها لصعوبة توفير قطع الغيار والوقود لها، فاكتفوا بوضع مدافعها الرشاشة على آليات مدنية.
وبالنسبة لمنظومة القيادة والسيطرة، فيبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يفقد بعد قدرته على إدارة آلته العسكرية، رغم الانشقاقات الكبيرة في الجيش، وفي مختلف الرتب.
ويرى بيني أن الجيش النظام السوري يفضل استمرار استخدام النواة الصلبة المتماسكة من جيشه عوض تحريك وحدات قد يشك في ولائها ودفعها لمهاجمة مناطق نفوذ المعارضة، وخاصة وأن الجيش السوري مكون من غالبية سنية.
ويعتبر بيني أن النظام يستخدم قوات الجيش التي يغلب عليها الطابع السني من أجل تنفيذ عمليات القصف من بعيد على المدن والبلدات، تمهيداً لتقدم وحدات أكثر ولاء على الصعيد الطائفي لتنفيذ عمليات المواجهة المباشرة مع الثوار على الأرض.
أسرة التحرير
المرصد السوري لحقوق الإنسان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة