التغيير نت
تصدير المادة
المشاهدات : 7007
شـــــارك المادة
ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في تقرير لها من الحدود التركية السورية، أن الثوار السوريين بدؤوا بالاستعانة بالإنترنت لتصنيع ما يقدرون عليه من الأسلحة، بعدما ارتفعت أسعار السلاح ارتفاعاً صاروخياً في الفترة الأخيرة.
وقام مراسل الصحيفة بزيارة إحدى ورش صناعة السلاح، حيث عرض أحد العاملين مدفع هاون تم تصنيعه من أنبوب حديدي وبعض قطع المعادن، وقال العامل "نبحث في الإنترنت على ما نريد تصنيعه بواسطة محرك البحث جوجل". ويسرد التقرير الأوضاع الصعبة التي يقاسيها الثوار السوريون، حيث ينقل العامل الأسلحة التي يصنعها إلى منزله المستأجر الذي يسكن فيه مع زوجته وأطفاله الخمسة، إضافة إلى صبيين التحقا بصفوف الثوار مؤخرا. وعلى بعد أميال من المنزل، زار المراسل المواطن عبد الكافي أبو زيد (32 عاما) المسجى مشلولا على فراش من المطاط المنفوخ نتيجة إصابته برصاصة استقرت قرب العمود الفقري. وقال أبو زيد ذو الوجه الشاحب كالشبح وهو مستسلم لقدره "لقد نسيَنا العالم". وأوضح التقرير أن منطقة مقاطعة هاتاي التركية الحدودية أصبحت قاعدة لوجستية للثوار والمعارضين السوريين، حيث يوجد فيها سوق للأسلحة ومركزًا للاستشفاء. لكن التقرير أشار إلى وجود مجموعات إسلامية لا تتفق مع الفصائل المعارضة الأخرى إلا فيما يخص ضرورة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لكنها تختلف مع الجميع في باقي التفاصيل. الثوار السوريون لا يحملون السلاح في المنطقة التركية، إلا أن هناك مخابئ محددة في المنطقة التي تكسوها غابات شجر الصنوبر والزيتون والرمان. وقد أصبحت هذه المنطقة أيضا قبلة لكل من ينشق من العسكريين السوريين. وينقسم تواجد اللاجئين السوريين بوجه عام إلى قسمين: قسم في مخيمات منظمة ولكنها بسيطة التجهيز، وقسم في منازل مستأجرة حيث يرقد الجرحى على مراتب على الأرض، بينما ينكب الآخرون على الإنترنت ومحاورات بواسطة سكايب مع رفاقهم في الداخل السوري. ويتحدث المراسل إلى ثائر سوري كان مقيما في الولايات المتحدة ويعمل في تجارة المعدات الثقيلة وترك عمله ليلتحق بصفوف الثوار. يقول محمود شيخ الزور (52 عاما) إن "الوضع ضبابي للغاية"، وأوضح أنه اتصل بعدة جهات في تركيا والولايات المتحدة ومن بينها النائب الجمهوري جون ماكين الذي يؤيد بشدة، من أجل تسليح الثوار السوريين، لكن لا يوجد هناك أي وعد حقيقي. ووصف التقرير الحرب في سوريا بأنها "حرب أغنياء"، وأن الفقير لن يستطيع خوضها، حيث يبلغ سعر القنابل المستخدمة في الأسلحة الخفيفة أكثر من ألف دولار. ويتذكر شيخ الزور إحدى المواجهات حيث أخفقت 15 قذيفة أر.بي.جي مقاومة للدبابات في تدمير دبابة روسية من طراز تي-72، وقال: في تلك اللحظات فقط، أهدرت 15 ألف دولار. لكن الصحيفة أشارت كذلك إلى نجاح كبير تحققه الأسلحة والذخائر التي يصنعها الناشطون في منازلهم، وشبهتها بالنجاح الكبير الذي كانت المقاومة العراقية تحققه في استهداف الآليات الأمريكية بواسطة قنابل تزرع على جانب الطريق مصنوعة محليا.
العربية نت
المرصد الاستراتيجي
عدنان علي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة