الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 3023
شـــــارك المادة
أكد حلف شمال الأطلسي (ناتو) دعمه لتركيا وندد بـ" أشد العبارات" بإسقاط الجيش السوري طائرة عسكرية تركية، لكنه أكتفى بالدعم وتوعد بمراقبة التطورات مستقبلا، وذلك فيما أبلغت أنقرة مجلس الأمن أن الهجوم السوري على طائرتها عمل عدائي ويهدد الأمن في المنطقة، وهو ما أكده رئيس الوزراء التركي في خطاب اليوم هاجم فيه نظام دمشق بقوة بسبب الحادث وتوعد بالرد في حال أي انتهاك لحدود بلاده. في بروكسل قال الأمين العام لحلف الناتو أندريس فوغ راسموسن إن الحلف الذي أنهى اجتماعا عقده اليوم بطلب من تركيا، يدين بـ" أشد العبارت إسقاط الدفاعات السورية طائرة استطلاع تركية"، مشيرا إلى مندوبي الدول الأعضاء ناقشوا الطلب التركي استنادا للمادة الرابعة من المعاهدة المؤسسة للحلف التي تخول أي دولة عضو طلب مشاورات عاجلة، إذا "تعرضت وحدة أراضيها أو استقلالها السياسي أو أمنها للتهديد". وأضاف ردا على أسئلة الصحفيين أن المادة الخامسة من المعاهدة لم تناقش في الاجتماع، وهو ما يعني أن الحلف لن يمضي باتخاذ أية إجراءات ذات طابع عسكري ضد سوريا، لكنه أردف بالقول "سنراقب الأحداث عن كثب ونتشاور ونناقش ما يمكن عمله". وتنص المادة الخامسة من معاهدة الناتو على أن كل دولة عضو فيه يجب أن تعتبر تعرض أي بلد منه لهجوم كعمل موجه ضد الأعضاء كافة, وتتخذ التدابير اللازمة لمساعدة الدولة التي تعرضت لهذا الهجوم. وقال راسموسن إن الوضع لن يستمر بالتصاعد، وإن ما حصل غير مقبول مشيرا إلى أنه يتوقع من سوريا اتخاذ إجراءات لتجنب تكرار الحادث. وجاء موقف الناتو في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده سترد بحزم على إسقاط طائرتها، واصفا الحادث بانه "عمل عدواني" و"اعتداء جبان"، متوعدا بالرد في حال أي انتهاك لحدود تركيا. رسالة وكانت سوريا رفعت رسالة لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة اعتبرت فيها أن "الهجوم (السوري على طائرتها) في الأجواء الدولية الذي قد يكون أدى إلى مقتل طيارين تركيين، يشكل عملا عدائيا من جانب السلطات السورية ضد الأمن الوطني لتركيا". وأضافت أن "تركيا تحتفظ بإمكان الدفاع عن حقوقها استنادا إلى القوانين الدولية"، معتبرة أن الحادث "يشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن في المنطقة".
وأكدت الرسالة أن تسجيلات الرادارات والتسجيلات الصوتية التركية "تؤكد أن طائرتنا أسقطت في المجال الجوي الدولي" وأوضحت أن الطائرة لم تقم بأي مناورة عدائية وأن "إطلاق النار لم يسبقه أي تحذير".
كما أعلن بولنت أرينج -نائب رئيس الوزراء التركي، في مؤتمر صحفي- أن طائرة ثانية تعرضت لإطلاق نار من قبل الجيش السوري، وكانت الطائرة في مهمة بحث عن الطيارين الاثنين اللذين أسقطت طائرتهما.
وأضاف أن الطائرة عادت إلى المجال الجوي التركي على الفور بعد إطلاق النار عليها، وأن عملية البحث والإنقاذ استؤنفت في أعقاب اتصالات "عن طريق قنوات عسكرية ودبلوماسية" موضحا أن أحدا لم يصب بسوء ممن كان على متن الطائرة.
وأكد أرينج أن تركيا ستحمي نفسها في إطار القانون الدولي مما سماه "العمل العدائي" من قبل سوريا، مؤكدا أن "على الجميع أن يعرفوا أن هذا النوع من العمل لن يظل دون عقاب". الموقف الدولي وفي سياق التعاطي الدولي مع الموضوع قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن بلاده ستعمل مع تركيا وشركائها الآخرين على "محاسبة نظام الأسد".
وأضاف -من على متن طائرة الرئيس باراك أوباما في طريقه إلى نيوهامبشير- أن الولايات المتحدة تتضامن مع تركيا وهي تحقق في حادث إسقاط الطائرة الذي وقع يوم الجمعة وتحدد ردها.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على لسان المتحدث باسمها النقيب جون كيربي أنها تعتقد أن إسقاط الطائرة كان عملا متعمدا وأكدت على ضرورة أن "يحاسب النظام السوري" معتبرة أن هذا العمل "يبين من جديد عدم شرعية نظام الأسد وما يفعله".
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد وصفت الحادث بأنه عمل "وقح وغير مقبول" في حين تحدث نظيرها البريطاني وليام هيغ عن فعل "شائن"، وأبدى استعداد بلاده لدعم عمل قوي ضد سوريا في الأمم المتحدة.
ووصفت إيطاليا ما حدث بإنه "غير مقبول" كما دعا وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع لهم إلى رد هادئ من جانب تركيا وقالوا إن دولهم ستزيد الضغط على الأسد لكن لم يظهر أي إقبال كبير على توجيه أي رد عسكري ضد سوريا. الرواية السورية في المقابل حذرت سوريا من أي عمل قد يستهدف سوريا يخرج به اجتماع الناتو، وقال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي "إذا كان اجتماعهم لأهداف عدائية فإن الأراضي والمياه السورية مقدسة".
وأكدت دمشق مجددا أن إسقاطها طائرة الاستطلاع التركية "عمل سيادي"، وحذرت من أي هجوم يستهدفها.
وتحدث مقدسي عن "انتهاك صريح" للسيادة السورية قامت به الطائرة التي كانت تحلق -كما قال- على علو مائة متر فقط، وعلى بعد كيلومتر إلى كيلومترين عن الساحل السوري.
وأضاف أن سوريا عثرت على بعض حطام الطائرة وأعادته إلى تركيا، منتقدا الرواية التركية لما حدث لأنها "تخالف الوقائع". واتهم مقدسي أنقرة بتعقيد الأمور.
يشار إلى أن تركيا من أشد منتقدي النظام السوري بعد أن كانت من أشد حلفائه، وهي تحتضن عشرات آلاف اللاجئين السوريين، إضافة إلى معسكرات الجيش السوري الحر، لكنها تنفي تسليح المعارضة السورية.
علي الحسيني
الشرق الأوسط
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة