الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3240
شـــــارك المادة
لأول مرة تقتحم مدرعات الجيش النظامي شوارع مدينة حلب، لقمع المظاهرات الحاشدة التي تخرج هناك، الأمر الذي دفع الأوضاع نحو مزيد من التوتر في العاصمة التجارية التي حرص النظام طيلة أشهر على تبريد جبهتها، على الضد من سياسته تجاه المناطق الأخرى التي أخذت بالاتساع لتصل إلى أحياء أطراف العاصمة دمشق بعد التهاب ريفها بالكامل.
وقالت لجان التنسيق المحلية أن أكثر من أربعين شخصا قتلوا في سوريا برصاص قوات الأمن والجيش النظامي يوم أمس في جمعة «إذا كان الحكام متخاذلين فأين الشعوب؟» في وقت اتهمت فيه السلطات السورية «مجموعات إرهابية مسلحة» بارتكاب «مجزرة وحشية» في دار عزة في ريف حلب.
وبينما استمر القصف على بلدات في محافظات درعا وإدلب وحمص وريف دمشق، خرجت مظاهرات في أغلب المدن السورية تطالب برحيل النظام. وتتساءل عن دور الشعوب في مساندة ثورة الشعب السوري، بعدما تخاذل الحكام عن نصرتها، وأخذت مظاهرات يوم أمس جمعة صيغة سؤال ينطوي على كثير من الخيبة «إذا كان الحكام متخاذلين فأين الشعوب» والتي تأتي بعد سلسلة مذابح وتعليق عمل فريق المراقبين وعجز المجتمع الدولي عن وقف القتل في البلاد، حتى إن المتظاهرين في خان شيخون في ريف إدلب - شمال غرب - رفعوا لافتة أعلنوا من خلالها «لم يعد لدينا ما نقوله».
وقتل في حلب عشرة أشخاص على الأقل في إطلاق نار مباشر على مظاهرة حاشدة خرجت في حي صلاح الدين وجرح العشرات بعد دخول 4 مصفحات عسكرية إلى الحي وقيامها بإطلاق الرصاص بشكل جنوني وتعد هذه المرة الأولى التي تدخل فيها الآليات العسكرية شوارع مدينة حلب.
من جانبه أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 26 شخصا من الموالين للنظام السوري قتلوا الجمعة في كمين نصبه مجهولون لسيارات كانت تقلهم في ريف حلب الغربي. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، إن «26 شخصا من الموالين للنظام وغالبيتهم من المدنيين قتلوا بالرصاص في كمين نصب لهم أثناء مرورهم بسياراتهم في منطقة في ريف حلب الغربي». بالمقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، نقلا عن مصادر رسمية في محافظة حلب، أن «المجموعات الإرهابية المسلحة خطفت عددا من المواطنين وارتكبت مجزرة بحقهم في دارة عزة بريف حلب ومثلت بجثثهم ونكلت بها».
ووزع المرصد السوري شريط فيديو حول الحادثة يظهر عددا من الجثث التي تغطيها الدماء على طريق إلى جانب سيارة مدنية بينها جثتان على الأقل مع لباس عسكري. ويقول صوت الشخص الذي قام بالتقاط الصور «هؤلاء هم شبيحة بشار الأسد».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» أعلن المقدم المظلي المنشق خالد الحمود تبني الجيش الحر للعملية التي قال إنّها استهدفت الشبيحة متوعدا بتصعيد العمليات في داخل مدينة حلب. وقال: «هدفنا الأساسي اليوم هم الشبيحة وليس قوات الأمن لأنّهم يشكلون خطرا أكبر علينا».
وبينما تحدثت لجان التنسيق المحلية عن مقتل الطفل عبد الرحمن كنعان (13 عاما) في الزبداني وجرح عشرة آخرون عندما أطلق الأمن النار على مظاهرة خرجت بعد صلاة الجمعة، أفادت اللجان عن خروج مظاهرات في بلدات معرة النعمان وكفرومة بإدلب وبلدتي الدرباسية في الحسكة وكوباني في ريف حلب، أما في حلب نفسها فقد خرجت مظاهرات في حي صلاح الدين تعرضت لرصاص الأمن والشبيحة، وأفاد ناشطون من حلب بأن قوات الجيش فتحت نيران المدافع الثقيلة على حشد من المتظاهرين في مدينة حلب، مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل. وذكر النشطاء أن آلاف المتظاهرين المناوئين لحكم الرئيس بشار الأسد كانوا في مسيرة باتجاه ساحة سعد الله الجابري بوسط حلب، عندما فتحت أربع عربات مدرعة النار عليهم.
وفي ريف دمشق قتل عشرة في مدينة دوما التي تتعرض للقصف منذ عدة أيام في ظل حصار خانق، حتى باتت مدينة منكوبة، وقال ناشطون إن قوات الجيش النظامي تابعت «حملتها الهمجية على مدينة دوما وقد سجل يوم أمس سقوط ثلاث قذائف منذ ساعات الصباح في أنحاء متفرقة من المدينة كما سمع إطلاق نار متقطع في محيط بلدية دوما» غير أن «الأهالي في معظم المناطق تحدوا كل الإرهاب وخرجت مظاهرة من جامع الهدى تحت التهديد بالقصف والقنص» وما تزال المدينة تعيش ظروفا معيشية قاسية جدا حيث لا يتوفر الخبز والمواد التموينية والمحروقات والبضائع بسبب الحصار بالإضافة لاستمرار قطع الاتصالات.
وفي ريف دمشق أيضا شهدت منطقة لخابوري في مدينة الهامة اشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي، وقالت مصادر محلية في الهامة لـ«الشرق الأوسط» إن شبيحة من جبل الورد الموالي للنظام قاموا بالهجوم الشرس وبمختلف أنواع الأسلحة على المتظاهرين في مدينة الهامة، وسقط شهيد وثلاثة جرحى على الأقل في اشتباكات استمرت عدة ساعات.
كما دارت اشتباكات عنيفة في مدينة داريا: اشتباكات وسط المدينة التي شهدت خروج عدة مظاهرات عدة مساجد تم مواجهتها بالرصاص المباشر وسقطت عدة إصابات، كما حوصر المصلون في جامع مصعب بن عمير، مع وجود عدة جرحى داخل المسجد، وقالت مصادر محلية إن الجيش الحر تدخل لفك الحصار عن المسجد وقام بضرب أحد الحواجز داخل المدينة، وتبع ذلك اشتباكات عنيفة وسط المدينة في ظل انتشار أمني كبير بالآليات العسكرية الثقيلة، ونشر للقناصة على المباني الحكومية والمباني العالية، وإطلاق الرصاص على كل ما يتحرك وشوهد تحليق للطيران المروحي فوق سماء المدينة لدى وصول تعزيزات كبيرة.
وفي المعضمية سجل صباح أمس اقتحام المدينة من قبل قوات الجيش النظامي والشبيحة بالمشاة والعتاد الكامل ترافقهم المصفحات وتم شن حملة اعتقالات واسعة رافقها إطلاق نار كثيف وتهريب للمحلات والمنازل والسيارات. وفي المليحة سمع دوي انفجار قوي قبل صلاة الجمعة من جهة إدارة الدفاع الجوي والحاجز القريب منها في البلدة تلاه انقطاع التيار الكهربائي وإطلاق نار متقطع. وفي الزبداني عقب صلاة الجمعة تعرضت المدينة لقصف مدفعي عنيف استهدف منازل المدنيين مما أدى إلى سقوط قتيلين على الأقل وعدد كبير من الجرحى، كما تم قصف مزارع رنكوس من الطائرات الحربية.
وخرجت مظاهرات في غالبية بلدات ومدن ريف دمشق في الغوطتين الشرقية والغربية، وفي العاصمة دمشق أطلقت قوات الأمن النار على مظاهرات خرجت في حي المزة من مساجد المصطفى والكفرسوسي والفاروق والإخلاص كما هوجم المصلون في مسجد الكبير من قبل شبيحة من المزة بالسكاكين والهراوات وقضبان من الحديد وذلك لتفريق المصلين ومنع خروج المظاهرات وفق ما قاله ناشطون في تنسيقيات دمشق. وفي حي القابون تبنى الثوار عملية تفجير باص يقل شبيحة وسيارة زيل عسكرية عند التربة في طريق النهر. وفي حي التضامن أطلقت قوات الأمن نار كثيف على عدة مظاهرات خرجت من جوامع الحي: جامع عثمان بن عفان - جامع علي بن ابي طالب - جامع أمهات المؤمنين. وقال ناشطون إن الأوضاع توترت جدا في حي التضامن بعد «سقوط عدد من الجرحى واستشهاد طفل ووصول تعزيزات أمنية إلى الحي وانتشارها هناك بكثافة مع أعداد كبيرة من الشبيحة» وفي حي الميدان حوصرت المساجد وتحولت الحارات المنتفضة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية مع نشر القناصة ورشاشات بي كي سي وتحت الجسر وفي الغواص وأبو حبل والقاعة والكورنيش.
وخرجت مظاهرات في عدة أحياء من مدينة دمشق: الميدان وكفرسوسة ونهر عيشة والقدم والعسالي، فضلا عن جوبر وبرزة. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالحرية وتدعم الجيش الحر وتطالب بإسقاط النظام ومحاكمة رموزه. وحيوا العقيد الطيار المنشق وحملوا لافتات في السبينة تسخر من دعايات النظام التي تخونه فكتبوا «نظن أن الطيار سلفي أو إرهابي أو مندس أو جرثومة» و«نفض النسر السوري الغبار عن جناحيه.. نسور الجيش الحر قادمة».
ووفقا لشبكة «شام» الإخبارية فقد قتل طفل في مظاهرة بحي السيدة زينب. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عشرة قتلوا في ريف دمشق معظمهم في مدينتي دوما والزبداني، كما قتل سبعة أشخاص بقصف في اللاذقية وفي درعا قتل خمسة أشخاص بينهم سيدة، وواحد في كل من حمص وحماه.
نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
بي بي سي
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة