المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 2634
شـــــارك المادة
تأتي زيارة الرئيس الروسي لتل أبيب (23 يناير 2020) لإجراء بعض التعديلات على التعاون العسكري السلس بين القوات الروسية والإسرائيلية في سوريا منذ 2016، حيث حرصت موسكو على تقديم كافة التسهيلات التي تتيح لسلاح الجو الإسرائيلي ضرب الأهداف الإيرانية في سوريا دون أية معوقات.
وعلى الرغم من سقوط طائرة استطلاع روسية في 18 سبتمبر 2018- إلا أن العلاقة المميزة بين بوتين ونتنياهو منعت وقوع أي صدام آخر ويسرت عمليات التنسيق العسكري بين البلدين، حيث أصدر بوتين آنذاك تعليمات مشددة للقيادة الروسية بعرض كافة النزاعات المحتملة عليه شخصياً للبت فيها، وبمنع النظام السوري من تفعيل منظومتي الدفاع (إس-300) و(إس-400) في مواجهة سلاح الجو الإسرائيلي، وبناء على الحظر الذي فرضه بوتين فإنه لم يتم إدخال هاتين المنظومتين في الخدمة العملياتية لدى القوات المسلحة للنظام السوري.
وعلى إثر فشل أنظمة الإنذار المبكر الأمريكية من التقاط إطلاق إيران صواريخ كروز في حادثتي الهجوم الإيراني على أرامكو (14 سبتمبر 2019)، وقصف قاعدة “عين الأسد” الجوية الأمريكية غرب العراق (8 يناير 2020)؛ وما نتج عنها من شكوك إزاء الدفاعات الأمريكية؛ ترغب تل أبيب في القيام بعملية مزج بين منظومة الدفاع الجوي الروسية “بانتسير-إس1” مع المنظومة الإسرائيلية متعددة المستويات، خاصة وأن المنظومة الروسية تعمل بالوقود الصلب وتحمل العربة الواحدة منها 12 صاروخ أرض جو من طراز: “57إي6” و “57إي6-إي”.
ويعمل بوتين من طرفه على استغلال تلك الفرصة ليعرض على نتنياهو شراء هذه المنظومة لمنع إيران من تهديد حدودها الشمالية، وذلك في الوقت الذي تُجري فيه القوات الروسية مفاوضات حثيثة مع الرياض وأبوظبي والقاهرة لبيع المنظومة نفسها لهم.
وفي حال تمرير تلك الصفقة؛ يكون الكرملين قد سجل نقطة إضافية ضد الولايات المتحدة التي تسعى لإبطال اتفاقية سابقة لبيع منظومة دفاع جوي مع تركيا التي تعتبر أول عضو في حلف “ناتو” يتحدى واشنطن ويشتري السلاح الروسي.
وكان النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الفيدرالية الروسي فلاديمير جباروف، قد استبق تلك الزيارة بالتأكيد على أن: الهدف الرئيس من زيارة بوتين هو الاحتفال بمرور 75 عاماً على الانتصار في الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى التباحث بشأن مجموعة من القضايا الأخرى.
الجزيرة نت
أسرة التحرير
حسام محمد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة