مركز جسور للدراسات
تصدير المادة
المشاهدات : 2697
شـــــارك المادة
استطاعت قوّات النظام السوري خلال أيام معدودة السيطرة على أكثر من 30 قرية بينها جرجناز وباتت على بضع كيلومترات من مدينة معرّة النعمان الاستراتيجية جنوب شرق إدلب. ويرتبط هذا الانهيار المتسارع لمساحات واسعة ليس لمجرّد استخدام أساليب الحرب التقليدية والعنيفة التي توفّرها روسيا للنظام السوري، بل بسبب إخفاق المعارضة عسكرياً وسياسياً في احتواء وفهم طبيعة دورها وتحركاتها حتى في إطار تفاهم سوتشي (2018). إنّ من غير المجدي التعويل على موقف حاسم من تركيا التي لن تدخل في مواجهة عسكرية مع روسيا والنظام السوري في الوقت الحالي على أقل تقدير، وهذا لا يعني أنّ فصائل المعارضة مطالبة بتقويض اتفاق سوتشي، بل التحلّي بمزيد من الجرأة والبحث عن أساليب غير تقليدية وهجينة في الحرب. غالباً ما تدرك المعارضة السورية أنّ النظام السوري وروسيا يتجنّبان تحويل المعارك إلى عمليات استنزاف طويلة الأمد، حيث تشير سياسة تطويق المدن بدل التقدّم المباشر نحوها والقضم البطيء إلى فقدان العنصر البشري لتغطية كافة المحاور والجبهات، لكن المعارضة غير قادرة على تحويل هذا الواقع الذي تدركه إلى ثغرة استراتيجية لصالحها عسكرياً وسياسياً . في الواقع، تمتلك فصائل المعارضة كافة الإمكانيات والقدرات التي تتيح لها الدخول في حرب استنزاف طويلة الأمد ضد النظام السوري وروسيا، بما يؤدي إلى تقويض قدراتهما العسكرية على المستوى البشري والاقتصادي واللوجستي، بعد تشتيت جهودهما ورفع التكلفة عليهما، وبما يخلق انطباعاً لدى قواته باستحالة تحقيق أهداف المعركة.
غسان شربل
سمير الزبن
شبكة الثورة السورية
أحمد موفق زيدان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة