مركز جسور للدراسات
تصدير المادة
المشاهدات : 1911
شـــــارك المادة
تحاول قوات النظام السوري الوصول إلى معرة النعمان جنوبي إدلب والسيطرة عليها، بما يؤدي بطبيعة الحال لتطويق نقطة المراقبة التركية في تل صرمان أو معر حطاط أَو كليهما، مستفيدة من غياب أي ردّ فعل من جانب تركيا حين محاصرة نقطة مورك، وكذلك عدم تقويض العملية السياسية في أستانا إثر انهيار وقف إطلاق النار حين بدء الاجتياح البري في أيار/ مايو 2019 في إطار الحملة العسكرية الثالثة. في الواقع، تتبع قوات النظام السوري وروسيا استراتيجية عسكرية تقليدية من أجل تحقيق هدفها في الوصول إلى معرّة النعمان في إطار الحملة العسكرية الرابعة، كما هو مبيّن أدناه: 1-سياسة الأرض المحروقة التي تهدف لقطع خطوط الإمداد العسكرية، وبثّ الذعر بين السكان المحليين للضغط على فصائل المعارضة وتركيا.
2-القضم البطيء، في ظل صعوبة سيطرة قوات النظام السوري على المنطقة العازلة دفعة واحدة، وهذا ما يُفسر إعلان روسيا لهدنة أحادية الجانب في نهاية آب/ أغسطس 2019، فمن العسير تحمّل التكاليف البشرية والعسكرية والاقتصادية للمعركة دون إعادة ترتيب الأوراق مجدداً. 3-السيطرة على التلال الحاكمة لتسهيل انهيار دفاعات فصائل المعارضة، وفي حال تعذّر الوصول إلى تلك المرتفعات تبادر قوات النظام السوري لفتح محور و/ أو محاور مشاغلة في مناطق سهليّة.
4-الاعتماد على أسلوب (التطويق) أو فكي الكماشة في السيطرة على مساحات واسعة لتقليل التكلفة المفترضة، فمن المتوقّع أن تصل قوات النظام السوري إلى معرّة النعمان عبر محورين الأوّل يمتد إمّا شمال أو جنوب نقطة المراقبة في تل الصرمان والثاني إما غرب أو شرق نقطة المراقبة في معر حطاط. 5-الاعتماد على الهجمات الليليّة من أجل تحقيق خرق في دفاعات فصائل المعارضة، حيث أثبتت الحملة العسكرية الثالثة صعوبة ذلك خلال العمليات القتالية في وضح النهار. 6-تفتيت واستنزاف القوّة الدفاعية لفصائل المعارضة، عبر تنفيذ ضربات متكررة وعنيفة ينفّذها النسق الهجومي الأول المكوّن غالباً من مجموعات المصالحات والميليشيات غير الاحترافية، لحين تنفيذ الهجوم الثاني عبر الأنساق الأخرى والتي قد تكون القوات الخاصة الروسية إحداها إلى جانب الميليشيات الإيرانية غير المحلية مثل حزب الله وفاطميون وغيرهم.
أحمد موفق زيدان
عامر البوسلامة
سمير التقي
طارق الحميد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة