المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 2373
شـــــارك المادة
أرسل الكرملين سلسلة من التحذيرات لتركيا مطالباً بوقف عملية “نبع السلام”، حيث صرح بوتين (13 أكتوبر) أنه: “يجب على جميع القوات المنتشرة بشكل غير قانوني داخل أية دولة ذات سيادة، كما في حالة سوريا، المغادرة، ويجب الحفاظ على وحدة الأراضي السورية بشكل كامل”، ووصف مبعوث بوتين إلى سوريا، إليكساندر لافرينيتيف، العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا بأنها “غير مقبولة” وأنكر أن تكون العملية قد جاءت بضوء أخضر من روسيا. إلا أن المواقف العسكرية الروسية تتحرك بصورة مغايرة للتصريحات النارية، حيث تعمل موسكو على قطف ثمار المغامرة التركية على الأرض، ففي 14 أكتوبر؛ أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قوات النظام تسيطر بشكل تام على مدينة منبج، فيما تحدث تقرير أمني (18 أكتوبر) عن تعهد أردوغان بعدم التعرض لبلدة “عين العرب” (كوباني)، وذلك بالتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية من عشر قواعد عسكرية في سوريا (عدا قاعدة “التنف” المخصصة لحماية قاعدة عين الأسد في غرب العراق والتي من الممكن لبوتين أن يتعايش معها بينما لاتزال حقول النفط موضع نقاش). وبناء على المكاسب الميدانية التي تحققت لروسيا؛ فإن بوتين لا يبدو متعجلاً في الضغط على أردوغان لسحب قواته من سوريا، بل يعمل على منحه مجالاً للمناورة عبر إطالة أمد وساطته بين “قسد” والنظام”، وتعزيز موقفه الإقليمي من خلال ادعاء تحقيق المجد كونه أول زعيم منذ أيام الحرب الباردة يجعل الأمريكيين ينسحبون جزئيا من الشرق الأوسط، ويستولي على القواعد العسكرية والمواقع الإستراتيجية التي كانت تتبع لواشنطن في المنطقة. وبعد ثلاثة أيام من إعلان واشنطن نشر آلاف الجنود الأمريكيين في المملكة العربية السعودية بهدف “تعزيز أمن المملكة”؛ حطت طائرة بوتين في الرياض (14 أكتوبر) في زيارة رسمية تم الحديث فيها عن أهمية روسيا بالنسبة لأمن المملكة ولصادرات النفط، وذلك في مقابل الحديث عن الانسحاب الأمريكي من المنطقة وعجز واشنطن عن التصدي للعدوان الإيراني على منشآت النفط السعودية.
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة