سليم نقولا محسن
تصدير المادة
المشاهدات : 6264
شـــــارك المادة
* قد تعوزه الحكمة من يتجاهل حقيقة مجريات الأحداث في المنطقة العربية، وما يخص الساحة السورية، ومآلاتها، وإن كان البعض قد حاول إقناعنا طويلا عبر استعراضاته اليعربية، ما هو ليس حقيقة فيه، وكانت قد باتت تتوضح منذ أزمان النكبة الثانية ما بعد عام 1967 الاصطفافات المطبوعة بمحاولات تشظية المنطقة بين القبائل والطوائف والإثنيات المتواجدة فيها، وإن كانت قد اتخذت هذه لبوسا استعراضيا له كل أشكال الكفاح الوطني والمطلبي والمسلح علمويا بالايديولوجيا المستقدمة والكلاشينكوف، فظاهرة الإزدواجية المرضية وأعراضها قد بدأت منذ ذلك التاريخ، منذ صدمة الإحباط الأولى 1961 بعد الوحدة، والثانية بعد النكسة عام 67 وما تبعه من خواء سياسي ووجودي، لم تستطع تدارك عقابيله السلبية كل سنوات النضال الجهادي عبر المقاومة الجادة المسلحة لتحرير فلسطين بقيادة الرعيل الأول الوطني القومي النظيف، ولتوئد أحداث لبنان المتفجرة ما بعد عام 1977 ما كان قد بقي من مشاريع إحياء البعد القومي لدى شباب الستينات ولتنعطف المسارات بعدها إلى اتجاهات أخرى منحدرة تحمل في طياتها كل خطورة التلاشي..؟، لكن كل هذا لم يكن بعيدا عن مراقبة الأنظمة العربية وتفهمها للأوضاع، ففي محاولتها الجاهدة في الحفاظ على نفسها، إذا استبعدنا عنها كونها نقطة التوازن، والتقاء الاختلاف بين مكونات شعب الوطن وهو المنطق السياسي لبقائها، فإنها من الناحية المقابلة لم تكن تغفل عن مصالح الدول المحيطة والبعيدة ومداخلاتها الجائعة المتربصة في محاولات دائمة منها لاسترضائها، لدرء الأخطار واستدراك الثغرات التي يمكن أن تنفذ منها؟..
* ليس للشعب (جماعة) سوى الوطن حيث يقيم، والوطن هو الأرض والشعب معا، إذ لا يمكن لأحد أن يتخيل شعبا دون وطن؟ ففي حالة التهجير القسري مثلا: شعب الأرمن (تركيا) أوائل القرن 20، وأهل فلسطين عام 48 و67، من القرن ذاته، تتكون حالة الوطن لديهم في حراك الشعب بكل أنواع النضالات لاسترداد الأرض وإعادة حالة الوطن للشعب، الحراك هو الوجود وهو القضية المعلنة للوجود والضامنة له، فأرض الشتات ليست وطنا بديلا، وإنما أرض مضيافة، ولا يمكن أن تكون، أما الوطن هو في الذاكرة الفاعلة المحرضة، هو في العقل المدبر وأنا كفلسطيني هناك أعيش حتى أعود، وإذا غاب الوطن أموت؟، ومع تغييب كل أنواع الموجبات العملانية الحداثية في المجتمع العربي لإعلان المواطنة في دولة الوطن وفق الدساتير المحدثة فيها، يعيش إنسانها بنوع من مجتمعات الشتات لكن على أرضه، في انتظار استرداد وإعلان وجوده الفاعل، وإلى ذلك الحين ليس لإنسانها سوى الوطن الأرض حيث يعيش، حيث هويته ووجوده، لكن هذا لا يجوز الخلط فيه واعتبار فقدان المواطنية الوجود الفاعل، بشكل ما فقدانا لأرض الوطن، إذ أن هذا أمر آخر وخطير يوصل التفريط فيه إلى مهاوي الخيانة، من هنا اعتبرت أرض الوطن من المقدس، المحرم الذي لا يجوز المساس فيه؟، وعلى هذا المفهوم تتأسس معظم مواقف الشعب الشرسة والمستميتة في الدفاع عنه، ومنها مواقف الشعب السوري الآن في مقابل ما يواجهه، إذن فليست المسائل الخلافية وهي النتائج الطبيعية المرافقة لتشكل الدول العربية وفق المعايير الدولية ورغبات حكوماتها، كالمسائل التناقضية؟ فالمسائل الخلافية التي تتمثل في اندفاعات خلافية بين شعب الوطن الواحد (كالبحرين)، يمكن اعتبارها قضايا تكاملية تتوازن في اتجاه نحو الأفضل، بينما قضايا شعب ذات الدول مع الغرب المعادي أساسية تحتمل إلغاء الوجود، وعليه فإن الموقف في حالة دول المقاومة والممانعة يختلف (خوفا من استغلال حالة خلافية ناشئة إذا لم تكن من أصلها مدبرة ومفتعلة)، فشعب هذه الدول (وهنا نعني السوري) غالبا يعرف ما هو الأفضل له، ورؤية الغير لموضوعها وموقفه منها تبعا ووفقا لأحكامها يجب أن تختلف أيضا لأنها في وضع حالة الدفاع عن المقدس، والإعداد لاسترداد المقدس كما هو مفترض (أرض فلسطين)؟
* وحتى لا نقول أن إثارة (التماثلية المفترضة) في ما يتعلق باحتجاجات البحرين الديمقراطية صادرة عن عقل خبيث تفوح منه انتانات التشكيكية الطائفية والتكفيرية للآخر؟!، كعتبة إيحائية للبحث المجرد في مسألة الداخل السوري؟، نقول: ومع هذا فإن البعض يتقصد المواربة بما يخالف العقل والمنطق، ففي رفض مقاربة المقاومة الإسلامية اللبنانية للوضع الاحتجاجي في سوريا مع الوضع الاحتجاجي البحراني، (في اعتبار الوضع في دول المقاومة يختلف) وهذا ليس فقط وجهة نظر وإنما تحصيلات منطقية وعقلانية صحيحة، فقد رأينا من منطق مغاير (معادي) غير مؤهل من يدلي بدلوه لعرض ما يحسبه وجهة نظر، فيفبرك المعادلات التماثلية المغلوطة بين الاحتجاجات الشعبية البحرانية وما يسمى الاحتجاجية السورية؟، ففي البحرين أغلبية شعبية عربية منظمة ومؤطرة في أنشطتها الحزبية المعروفة، لها تاريخ نضالي قومي طويل في الدفاع عن الأرض والوطن ومساهمات كفاحية في الدفاع عن القضايا المصيرية العربية وقضايا التحرير ومنها قضية فلسطين، وهذه الأغلبية ترفض الفوضى الملكية الحاكمة، وتجيير الحكومة للبلاد إلى القوى الأجنبية الغربية ومصالحها، وتطالب بملكية مقيدة بأحكام الدستور بما يضمن مصالح الوطن والمواطنين وهذه مطالب شعبية حقيقية ومحقة لا خلاف عليها، فما كان من ردود فعل الحكومة البحرانية حيالها، سوى الرفض لمطالبها، واستدعاء القوى الأجنبية (بلبوس عربي) لما اعتبرته تهديدا لأمنها الوطني؟ واتخاذ الإجراءات القمعية بحق المواطنين ورجالات المعارضة البحرانية وزجهم بالسجون وإصدار بحفهم أحكام الإعدام؟، دون أن يحرك العالم المعني ومؤسساته ومنظماته الدولية الإنسانية ساكنا؟
* أما ما يسمى الاحتجاجات السورية فالأمر مختلف ليس في موضوع كونها دولة ممانعة، فنظامها السياسي مختلف كون الحزب يمثل كل شرائح المجتمع وأداة تحاور فعالة، ومسألة أزمتها الاقتصادية والمعيشية لا تنحصر في احتكار الثروات من قبل القلة، بل كونها ليست أرض الذهب كالسعودية ودول الخليج وليبيا، بل ارض تعتمد على العمل والإنتاج، وهذا متعثر لأسباب تتعلق بتركيبة البنية الحكومية الموروثة والمتنامية منذ الخمسينات عهد (الشيشكلي) في اعتماد أعداد كبيرة من الشباب ممن هم في سوق العمل ضمن دوائرها الوظيفية، فالدولة أي حالة الشعب هي هذه، (طبقة وظيفية متضخمة) والمنخرطون في تسيير شؤونها، وهم أبناء شعبها، هم من يطبعونها في طابعهم، وعليه فالفساد فسادهم والقمع إن وجد قمعهم وهم يعرفون ذلك؟، (وكما يقول المثل الشعبي دود الخل منه وفيه) وعليه فهم لا يريدون العطف أو النصيحة في هذا الموضوع من أحد؟! إذن فما يسمى الاحتجاجات السورية لا أرض لها أي مفتعلة؟
* ولا ينحصر موضوع الاختلاف عن الاحتجاجات البحرانية في هذا الموضوع فقط، بل أيضا بما يتعلق بأصل المشكلة، فالموضوع الاحتجاجي البحراني مقلوب عما هو قد حصل في سوريا في الشكل والمضمون، ومع ذلك يصر مثقفوا الشيخة موزة والمستكتبون على صفحات جزيرتها ويقبضون على تماثله معه، كيف؟، نحن لا نعلم؟؟ إذ لا وجود في سوريا لما يسمى معارضة وإنما هذا اختراع غربي وبدعة يروجون لها، وهذه المُروج لها وأشخاصها كأمثال الخدام والبانيانوني وغيرهم المرفوضين لسوئهم والحاقدين والثأريين، يتصدرون صفحات الأخبار الإعلامية التابعة دون يعني هذا الشعب السوري شيئا، وهؤلاء قد أعلنوا صراحة ومنمحطات معروفة باستعداداتهم لاستخدام السلاح ضد البطش الأمني حسب تعبيرهم، وقد أعدوا لذلك عدتهم،، إذن فما يدعى بالاحتجاجات إنما هي غطاء لاستدخال مسلح وليست احتجاجات، وقد تكشف هذا للشعب في سوريا فاندهش من أمر كهذا واستغرب؟ وليس هذا فقط ما صنعوه على الأرض السورية، بل أن هؤلاء أيضا المدعوون معارضة: لم يخجلوا عن التهامس فيما بينهم وبين (هواشتهم) المأجورين في الخفاء وفي العلن عن فخارهم باستقوائهم بالأجنبي واستدعاءاتهم له وترحيبهم به، بما يشمل هذا دولة إسرائيل لتحرير سوريا أي احتلال أرضها؟!
* إذن ثمة خطب ما يعمي هؤلاء، فلا يكشف أمام أعينهم ما يذهبون إليه في تخبطاتهم وتناقضاتهم، هذا الخطب صنعته سلسلة الصدمات المحبطة في جسم لين مقابل استسهال تحقق الأهداف الوردية والحلم الجميل، فأفرغت عقولهم، بما يتجاوز عيشهم الازدواجية، ونقلتهم في مفارقة مع واقهم للعيش الدائم في الحلم، هذا الحلم المتجسد دائما والمستقر في عالم الغرب الذي يفاخرون بالتماهي فيه وتقليده حتى في شكل معاشهم وملبسهم وعقائدهم على ما في هذه الصورة من هزل وإضحاك لا يعونها؟ لذا نتحفظ في اتهامهم بالعمالة والجاسوسية، إذ ليسوا سوى مرضى خطرين قد يكون من المستحسن الحجر عليهم، كما نطلب لهم عاجل الشفاء؟
* وعموما، لم يغب عن ذهن شعب المنطقة وخاصة السورية وأيضا أمصارها الحضارية، (لكونها تمتاز منذ القدم بخاصية حراك العمل والإنتاج على أرض مستقرة وما ينتج عنه من علاقات وضرورات تعتبر أصل الأعراف والقوانين وطرق التنظيم، والتي تدفع هذه بدورها بالضرورة إلى امتلاك خاصية التفتح والإبداع والابتكار)، ما نعني به حالة الدولة وتطورها وتكونها، وأن الشعب صاحبها وتبعا صاحب السلطات فيها، وهذا فيما يعنيه كمحصلة امتلاكه للحرية والإرادة الحرة في أن يفعل ما يشاء، وفي أن يتخذ شكل الحكم والسلطات وإطار منتظمه السياسي وتوزع مؤسساته وعلاقتهم فيما بينهم وعلاقتهم فيه بما يضمن حقوقه ودوامها وكرامته في أجواء مدينية آمنة، بما فيها حقوق الآخرين والجوار، لذا فمن المستغرب إعادة طرح مفاهيم سياسية مترسخة لديه ويعيشها، في مفهوم غربي غريب لا دلالة له لديه ولا معنى، ولا حتى عند من يطرحها ويرددها لأغراض مدفوعة الثمن، وهو حتما يجهل حتى أصولها وأسبابها وظروف وجودها في منابتها؟.. فالشعب في سوريا لا تستورد له الأعراف والتشريعات والقوانين والأنظمة ولا شعاراتها ولا تفرض عليه لأنه يعيشها في البيت والعائلة الكبيرة والقرية وشارع المدينة، ولا حاجة له باستعراضات عنها وأبواق تصم الأسماع؟، وإن كان يظهر هنا وهناك بعض الشواذ من المنتفعين والمتمسحين والمتسلقين من (العطالين البطالين) بفعل أحداث طارئة ممن تخلوا عن منابتهم وجحدوا، الخارجون عن المجتمع، إلا أن المجتمع حينما تستقر الأمور سرعان ما ينبذهم من صفوفه إلى غير رجعة؟
* حتما ستضيع الحقيقة والمسلمات المترسخة وأيضا كل ما هو مقدس، عن من غابوا، وعن من تخلوا عن مجتمعاتهم، هذا إذا أبعدنا سوء الظن عنهم، وافترضنا حسن النية فيهم، فليست الكرامة والحرية منفصلة عن الوطن والعمل، وهما خارج الأرض والوطن لا مفهوم لهما، إنما هي شعارات تعيش في الخيال، وفي خيال مريض، وإنسانها إما يعيش حالة الإزدواجية، وإما يحتوي الواقع ليعيش في الخيال، ليتصور ويصنع الواقع كما يشاء، فالقهر طاغي، والعفاريت والجان القامعون موجودون في كل مكان، ينبتون من الشجر ومن الصخور ويتناسلون من القطط والكلاب، فالحرية والديمقراطية هما الأساس، وهما مفقودتان في مجتمعه كما يتخيل، هو ضد المجتمع، إذن لا وجود للمجتمع أكلته العفاريت، الحرية والديمقراطية موجودتان في الغرب وإسرائيل، إذن هناك الوطن، وهناك الحياة، وفق هذا المنطق الغريب والمجنون يعمل البعض، فيضعون التبريرات ويتخيلون صور أحداث- (قمع، ناس ضد ناس، وجيش مقسوم، وبلاد خرجت عن البلاد، حكومة تقاعست في مواجهة الأعداء وعسكرة الانتفاضة وكلام كبير وتفاصيل؟، فساد وظلم، احتجاجات وقتلة وسُراق، قوادين وعواهر وحالات اغتصاب، خلط عجيب من عقل عجيب، وأيام حداد)، ثم يقلبونها إلى وقائع يتحدثون عنها ويتناقلون تفاصيلها بكل جدية، وإذا حاولت من عقل واع ومتزن وضع الحقائق أمام هؤلاء فإنهم يرفضونها، ولا يصدقون، هؤلاء في زمن الحرب على سوريا يستخدمهم الأعداء، يتعاملون معهم من منطقهم المرضي، ويضعون أبواقهم ووسائلهم الإعلامية في أفواههم وفي خدمتهم، ويعلوا الصراخ، ليعمموا على العالم بأن سوريا تعيش في عالم مجنون وتحتاج إلى تدخل وإلى إنقاذ وإلى وصاية؟
* ومع أن الشعب السوري يتقلب ويحار في أمره مع هؤلاء الذين أصبحوا فجأة ثوارا ومعارضين ولهم حماية المشروعية الدولية، بعد أن كانوا على هامش مجتمعه منبوذين، فإن عينه من جهة أخرى ترقب وتنظر إلى ما هو خلف الأحداث المفتعلة، تنظر إلى المشاريع الغربية في المنطقة التي لم يكن أولها العراق ولا آخرها ليبيا، تنظر إلى الفوضى القادمة مع لوافت الكرامة ودولة الإسلام التكفيري الذي يكفر الإسلام، لأن الله أعطى أصحابه وحدهم حق احتكار الجنة وعندهم وحدهم عوالم الكرامة والحرية والحياة، هذه هي الدولة التي بدأت تلوح أعلامها وأفعالها من مراكش والجزائر مرورا بتونس ومصر المجازر، إلى فلسطين المدماة، إلى العراق المنكوب وتركيا القتل والخراب، لكن هذه الدولة لن تقام ولن يتسنى لأصحابها الحكم لأنه الباطل عينه؟ وهذا لا يهم؟ فمن صنعهم حدد أيضا مهامهم ومهامهم الحالية تقويض ما هو قائم الآن لأنه مدخل الكفر والظلام، أي الفوضى؟
* هل يريد هؤلاء من شعب سوريا أن يتجاهل ويعمى عن كل ما يجري حوله وما يحاك؟ أم يريدون منه أن لا يصدق ما يراه؟، وأن هذا مجرد وهم وإشاعات أو أنه من عالم آخر لن يطاله شيئا مما يحدث حتى الآن وهو في عين الحدث والمكان؟، وعليه فقط أن يصدق أن أبناءه يقتلون بعضهم وأنهم أعداء كما تقول الدعائيات؟.. أما أعداءه من رجم إخوته بالصواريخ وقتل الملايين من شعب العرب وأفقر الملايين وشرد الملايين في الشتات، هم الأحباب، وهم الحمائم الحاملة لأغصان الزيتون والخير والعدل والخلاص، الشعب السوري يعلم بأن ليل مساره لم يكن كله مضاءا مقمرا، وأن مطبات كثيرة قد اعترضته وعثرات، وهو قادر على تجاوزها كما تجاوز غيرها، الشعب السوري يصبر اليوم على ما يمارس ضده ويتفهم ما يحدث على أرضه، وحجته في انتصاره القريب الحق والثبات، الشعب السوري عينه لا تنام، عينه على ما وراء الأحداث في انتظار الغد الذي يأتي بالأمان مع انتصار الحقيقة، والعقل والسلام.
عبد العظيم عرنوس
عبد الكريم بكار
أبو يعرب المرزوقي
مركز وذكر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة