الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 2805
شـــــارك المادة
رفضت سوزان رايس، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إعلان فشل جهود المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، وقالت «لا أعتقد أن الوقت قد حان للقول إن بعثة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار ومبادرة أنان فشلت». وأضافت «على الرغم من تشككنا في استعداد الحكومة السورية ورغبتها في تنفيذ التزاماتها، فإن ما يحاول أنان عمله منطقي إلى حد كبير ونحن ندعمه».
وأوضحت سوزان رايس أن مبادرة أنان إذا نفذت بالكامل فإنها قد تنهي العنف وتسفر عن انتقال إلى حكومة من دون بشار الأسد، وأضافت «ربما تكون هي الفرصة الأخيرة لمحاولة حل الأزمة بطرق سلمية». وأشارت رايس إلى أن واشنطن لا تعرف المسؤول عن تفجيري الخميس، لكنها أكدت أن الحكومة السورية مسؤولة في نهاية المطاف عن تصاعد العنف خلال العام الماضي.
وعبر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، في مؤتمر صحافي بمقر وزارة الدفاع مساء الخميس، عن قلقه من عدم الالتزام بوقف إطلاق النار في سوريا، وقال «نحن نواصل مطالبتنا للأسد بالتنحي، لأن حكومة الأسد فقدت شرعيتها منذ وقت طويل». وأضاف بانيتا أن «واشنطن تعمل مع المجتمع الدولي لضمان اتخاذ كل الإجراءات لتنفيذ إصلاحات سياسية في سوريا، وإجبار الأسد على التنحي وإعادة سوريا إلى الشعب السوري، وهي ليست مهمة سهلة لكن يتعين على المجتمع الدولي مواصلة الضغط على الأسد وحكومته».
وقال الأدميرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إن المسؤولين الأميركيين ليست لديهم معلومات استخبارية تفيد بمسؤولية تنظيم القاعدة عن هذه التفجيرات في دمشق، وقال «نحن نعلم فقط أن هناك عناصر متطرفة تحاول أن تشق طريقها إلى سوريا». وأضاف «هذا النوع من التكتيكات لا يتفق مع ما رأيناه من المعارضة المشروعة».
ونفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند وجود معلومات واضحة حول المسؤول عن تفجيرات دمشق، وقالت «لا توجد لدينا معلومات واضحة عن المسؤول عن الهجمات، لكننا قلقون من حقيقة أن هذا هو دليل آخر على أننا بعيدون عن التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار، وقلقون في ما يتعلق بما إذا كان يمكن تنفيذ خطة كوفي أنان أم لا، وبصراحة لا نعتقد أن لدينا وقتا لا نهائيا لجعل الخطة تعمل».
وألقت نولاند مسؤولية استمرار العنف على عاتق الحكومة السورية، وقالت «وجهة نظرنا أن على الأسد ونظامه إلقاء أسلحتهم بشكل حاسم، والتعاون مع المراقبين والسماح لهم بالوصول إلى المدن ليستطيعوا التأثير على الآخرين الذين قد يسعون إلى حمل السلاح، فنظام الأسد هو الذي خلق هذا المناخ من العنف، وتسبب في دفع الناس إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، وربما توفير بيئة ربما يكون بها مفسدون آخرون لا يؤيدون السلام في سوريا».
ورفضت نولاند التعليق على احتمالات ضلوع تنظيم القاعدة أو إحدى الخلايا التابعة له في تلك التفجيرات، وقالت «لدينا مخاوف من أن هذه الأساليب لا تتفق مع ما رأيناه من المعارضة المشروعة، ويمكن أن تكون من عمل المفسدين الآخرين». وأشارت إلى أن واشنطن ستسعى لإعادة النظر في الخطوات المقبلة والمشاورة مع الشركاء في مجلس الأمن والبلدان على المستوي الثنائي، والسعي للعمل تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وأضافت «نحن واضحون جدا أننا لا نرى تنفيذا لخطة أنان في الوقت الراهن».
وقد أصدر مجلس الأمن الدولي مساء الخميس بيانا يدين انفجارات دمشق التي أوقعت مئات القتلى والجرحى. وقال البيان الذي تقدم به فيتالي تشوركين، مندوب روسيا، ووافق عليه المجلس «إن أعضاء مجلس الأمن الدولي يؤكدون أن الإرهاب بكل أشكاله يمثل أكثر الأخطار جدية بالنسبة للسلام والأمن الدولي، وأن أي أعمال إرهابية تعتبر إجرامية ولا يمكن تبريرها بغض النظر عن دوافع مدبريها ومكان حدوثها». ودعا أعضاء مجلس الأمن كل أطراف النزاع السوري إلى تنفيذ كل بنود خطة كوفي أنان بأسرع ما يمكن. بينما طالبت الحكومة السورية مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في محاربة الإرهاب الذي تتعرض له والتصدي للدول التي تشجعه وتحرض عليه. وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن لدى دمشق قائمة من 12 إرهابيا أجنبيا قتلوا في سوريا، بينهم فرنسي وبلجيكي وبريطاني. وقال الجعفري في جلسة لمناقشة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن إن حكومته تملك اعترافات مسجلة لـ28 إرهابيا بعضهم مرتبط بتنظيم القاعدة، وأشار إلى أن بعضهم جاءوا من تونس وليبيا إضافة إلى الأردن وفلسطين.
ومن جهته، قال أحمد فوزي، المتحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إنه لم يتبين بعد المسؤول عن التفجيرات التي وقعت صباح الخميس في دمشق، رافضا التعليق على التلميحات التي أشارت إلى ضلوع تنظيم القاعدة في التفجيرات والاتهامات التي وجهتها المعارضة السورية إلى النظام السوري بتدبير تلك الهجمات لإرسال رسالة للمراقبين بأنهم في خطر.
وحول تصريحات برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، بأن خطة أنان تواجه أزمة، قال فوزي «إننا ندعو جميع الأطراف إلى العمل مع السيد أنان وتنفيذ الخطة بإيمان كامل حتى يمكن أن نتجنب جميعا مواجهة أزمة».
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة