..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

سورية.. دور إسرائيلي مباشر

بشير البكر

٢٨ يونيو ٢٠١٩ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2774

سورية.. دور إسرائيلي مباشر

شـــــارك المادة

فتح الاجتماع الثلاثي، الأميركي الروسي الإسرائيلي، في القدس الباب أمام دور إسرائيلي مباشر في تقرير مستقبل سورية، بعدما بقي اللعب الإسرائيلي، منذ بداية الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، يجري من تحت الطاولة، وفي الكواليس. وأزاحت روسيا الستارة عن هذا الدور، بوصفها دولة الوصاية على سورية، منذ تدخلت عسكريا لحماية النظام ومنع سقوطه في سبتمبر/ ايلول عام 2015. وجاء في تصريحاتٍ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معلقا على الاجتماع الذي ضم مسؤول الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، ونظيريه الروسي نيقولاي باتروشيف والإسرائيلي مائير بن شبات، قوله "ضرورة إشراك بلدان المنطقة وبالدرجة الأولى إسرائيل في حل الأزمة السورية". 
وفي ختام الاجتماع الذي تركز حول سورية، جرى التوصل إلى اتفاقات مهمة، حسب تصريحات الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف. وتأتي الاتفاقات الجديدة تتويجا لسلسلة من التفاهمات الروسية الإسرائيلية بشأن سورية منذ سبتمبر/ أيلول 2015، حيث زار رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، موسكو 13 مرة من أجل التنسيق حول التطورات المتسارعة في سورية، وفي مقدمة ذلك إعطاء الأولوية لمتطلبات إسرائيل الأمنية والإقليمية. وعلى الرغم من نفي موسكو الحديث عن أي صفقاتٍ تمت خلال الاجتماع الثلاثي، الفريد من نوعه لجهة المكان والزمان، فالمؤشرات تشي بأن الأطراف الثلاثة أمام صفقة أكثر خطورة على مستقبل سورية، وتتجاوز موضوع الوجود الإيراني إلى تقسيمها إلى مناطق نفوذ روسية إسرائيلية أميركية
وذهبت تقديراتٌ كثيرة إلى الجزم بأن الاتفاق الجديد الذي ينتظر أن يجيزه الرئيسان، دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، في اللقاء الذي سيجمعهما على هامش قمة العشرين في لوساكا في نهاية هذا الأسبوع، هو الثاني من حيث الأهمية بعد الاتفاق الذي جرى بين وزيري الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري والروسي سيرغي لافروف، بعد مجزرة الكيميائي في الغوطة التي ارتكبها النظام السوري في أغسطس/ آب 2013، وتم بمقتضاه وقف الضربة الأميركية الأوروبية للنظام السوري مقابل تسليم الترسانة النووية. وعلى أساس ذلك الاتفاق، سلمت الولايات المتحدة أمر الملف السوري إلى روسيا. والسؤال هنا هو حول مضمون التفاهم الجديد، وهل يعني أن يتناول مسألة تعويم النظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهو الهدف الذي تنشده روسيا، وتحتاج إلى موافقة أميركية أوروبية عليه؟ وإذا صح هذا التقدير، ما هي طبيعة الدور الإسرائيلي في سورية، هل يستمر على ما هو عليه الآن، أم أنه يصبح علنيا ومباشرا برعاية روسيا؟ 
لن يتم الكشف قريبا عن التفاصيل الأساسية من الاتفاق الثلاثي، ولكن المنطقة سوف تشهد تحولاتٍ نوعية انطلاقا منه، تشمل تموضع إيران في سورية، ووضع المليشيات التابعة لها، وكذلك دور تركيا التي تدعم فصائل الشمال، وتعمل من أجل منطقةٍ آمنةٍ تحمي حدودها من الفصائل الكردية، ومن ثم العلاقات بين نظام الأسد وإسرائيل في ظل قرار الولايات المتحدة الاعتراف بشرعية ضم إسرائيل الجولان، وتكثيف الاستيطان الصهيوني في الهضبة، وهنا لا بد من التوقف أمام الدور الروسي الذي عمل على تغطية كل ما قامت به إسرائيل في سورية، وعلى وجه الخصوص الضربات العسكرية ضد إيران
ومهما يكن من أمر، تفضّل إسرائيل نظاما سوريا ضعيفا، لا يستطيع الدفاع عن السيادة، وقد حصلت اليوم على أكثر من ذلك، من خلال الأسد الذي لا يستطيع أن يحرّك ساكنا في الشأن السوري من دون مراجعة الروس. وبالتالي، صار بقاء الأسد في الحكم مصلحة إسرائيلية مثلما هو مصلحة روسية إيرانية. ومن غير المستبعد أن يتم تتويج هذا الوضع باتفاقات بين الأسد ونتنياهو برعاية بوتين وترامب، وهذا أوثق رباطٍ يمكن أن يقوم بين واشنطن وموسكو.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع