الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3348
شـــــارك المادة
لم يحل انصراف النظام السوري إلى تنظيم الانتخابات التشريعية أمس دون مواصلته الحملات العسكرية في عدد من المدن والبلدات السورية، فيما تحدثت المعارضة السورية عن «إجبار القوى الأمنية أصحاب المؤسسات والمحال التجارية في بلدات عدة على فتح أبوابهم، في محاولة لفض الإضرابات التي عمت معظم المناطق السورية، احتجاجا على تنظيم الانتخابات البرلمانية الأولى منذ اندلاع الثورة السورية».
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في محصلة أولية ظهر أمس، مقتل 11 شخصا على الأقل برصاص قوات الأمن السورية، فيما أكد ناشطون أن إضرابات عمت مناطق عدة في درعا وكفر شمس وعلْما وإنخل وإدلب وأريحا وحماه وقلعة المضيق، بالتزامن مع تنفيذ قوات الأمن السورية انتشارا أمنيا كثيفا. وأشاروا إلى أن قوات الأمن لم تتردد في اقتحام مدن عدة، في محاولة لإجبار الأهالي على فتح المحال التجارية وإنهاء الإضراب.
وكانت انفجارات قوية هزت حي الحاضر في مدينة حماه، التي شهدت أسواقها إضرابا كاملا شل حركة المدينة ردا على الانتخابات التشريعية، وشمل بلدات عدة في ريف حماه. وبث ناشطون صورا أظهرت تعرض حماه لإطلاق نار كثيف، وسط أنباء عن اشتباكات بين قوات الأمن وعناصر منشقة في حي المزراب. وذكرت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أن أربعة أشخاص - بينهم رجل وابنتاه من عائلة الجياري - قتلوا أمس في قبر فضة نتيجة إحراق قوات النظام منزلهم وهم موجودون بداخله، فيما أصيب أحد عشر شخصا في هجوم لقوات النظام على القرية.
وفي حلب، أفادت «لجان التنسيق» عن خروج مظاهرتين من أمام جامع زينو في حي سيف الدولة. وفي أعزاز، هتف المشاركون فيهما للحرية وطالبوا بإسقاط النظام، منددين بالانتخابات، فيما قال ناشطون إن قوات الأمن أعادت اقتحام بلدة حيان للمرة الثانية على التوالي.
وفي درعا، ذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن قوات الأمن قامت باقتحام درعا البلد في محاولة لفك الإضراب الذي شمل عدة مناطق في محافظة درعا رفضا لانتخابات مجلس الشعب. وتجدد إطلاق النار في درعا البلد ودرعا المحطة تزامنا مع انتشار كثيف للأمن في الشوارع واعتلاء القناصة أسطح المنازل ومآذن المساجد واستهدافهم لأي شيء يتحرك. وفي الجيزة، أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين خرجوا تضامنا مع بلدة النعيمة.
وفي مدينة إدلب، ذكر المرصد السوري أن أصوات خمسة انفجارات سمعت أمس من دون أن ترد أنباء عن إصابات، في ظل مقاطعة للانتخابات طالت بلدات وقرى الريف، وسط انتشار أمني كثيف. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن عضو المكتب الإعلامي للثورة في إدلب نور الدين العبدو تأكيده أنه «لا يوجد في إدلب وريفها أي علامات على وجود انتخابات في البلاد»، معتبرا أن «النظام يحاول أن يُوهم نفسه أنه ما زال قائما من خلال تنظيم هذه الانتخابات المهزلة، فيما هو عاجز عن حكم المدن والقرى إلا بقبضة الدبابات». وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن خروج مظاهرة حاشدة في جرجناز رفضا للانتخابات، في موازاة إشارة «لجان التنسيق» إلى مقتل الشاب محسن محيو خليل من منطقة الحويز بعد أن تم إسعافه مصابا إلى مدينة خان شيخون.
وفي ريف دير الزور، قتل ثلاثة شبان في قرية ذيبان إثر «كمين نصبته لهم القوات النظامية بالتعاون مع موالين للنظام» فجر أمس، وفق ما أعلنه المرصد السوري.
أما في ريف دمشق، فقد قصفت قوات النظام مدينة الضمير بقذائف الهاون، في موازاة وصول تعزيزات عسكرية إلى كفربطنا. وقال ناشطون إن عناصر الجيش النظامي عند الحاجز الموجود في مدخل المدينة كانوا يفتشون ركاب الحافلات، ومن لا يوجد على أصابعه آثار الحبر السري الخاص بالانتخاب، كان يتعرض للضرب ويساق إلى المركز الانتخابي للمشاركة بالإكراه.
كما اقتحمت قوات الأمن بلدة حتيتة التركمان بالآليات العسكرية وأعداد كبيرة من «الشبيحة». وفي بلدة السبينة في ريف دمشق وحي العسالي في دمشق، أقدمت القوى الأمنية بمؤازرة «الشبيحة» على تحطيم واجهات المحال المشاركة في الإضراب العام، قبل تشميعها بالشمع الأحمر في حال لم يستجب أصحابها لدعوتهم إلى فتحها.
وفي تلك الأثناء تعرضت مدينة دوما المحاصرة في ريف دمشق لقصف عنيف يوم أمس وكذلك بلدة دير العصافير، وقال ناشطون إنه ضمن حملة «بوركت لأمتي في بكورها» خرجت مظاهرة في بلدة ببيلا صباح أمس لنصرة بلدة دير العصافير وللمدن المحاصرة وتم ملء الجدران والشوارع بعبارات ومنشورات دعوا لمقاطعة الانتخابات مع إزالة صور المرشحين من الشوارع.
كذلك، شهد حي الميدان - أكبر الأحياء الدمشيقة - والأحياء المتصلة به، مثل نهر عيشة والعسالي وغيرها، إضرابا عاما بلغت نسبته نحو 80 في المائة لا سيما في سوقي أبو حبل والجزماتية، إكراما لأرواح الشهداء ورفضا لانتخابات النظام. بينما انتشرت وسط العاصمة دمشق الحواجز، لا سيما في المركز التجاري في محيط ساحة السبع بحرات التي يحتلها مؤيدو النظام ورجال الأمن وشارع العابد والشوارع المؤدية إلى حي ركن الدين وغيرها.
وفي جوبر، انتشرت قوات الأمن في الحي وتمركزت في ساحتي علوش والشهداء، مشددة تدقيقها على الحواجز الأمنية، في محاولة لمنع خروج مظاهرة كانت مقررة بعد صلاة العصر.
نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة