كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، عن وثائق رسمية، تتضمن مراسلات حصل عليها محققون تابعون لمفوضية العدالة والمحاسبة الدولية، توثق عمليات الاعتقال والتعذيب داخل المعتقلات السورية.

وبحسب الصحيفة فإن الوثائق تثبت بشكل قاطع علم كبار المسؤولين لدى نظام الأسد بما يحدث داخل المعتقلات، فضلاً عن أن العديد من الوثائق حملت أوامر ممهورة بأختام المسؤولين الأمنيين وتواقيعهم، لتعذيب معتقلين بعينهم.

وتظهر إحدى الوثائق شكوى تقدم بها مسؤولون عن أحد السجون، اشتكوا خلالها من تراكم الجثث وتآكلها، وهي تتقاطع مع الصور التي سربها مصور سابق في المخابرات العسكرية عرف لاحقاً باسم "قيصر".

وأشارت الصحيفة إلى أن نظام الأسد أعد خطة متكاملة لحماية المتورطين بجرائم القتل تحت التعذيب، كما منحهم حصانة قضائية، ما سمح لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بتكوين نظام سري ممنهج من الاعتقالات التعسفية أدت إلى وفاة الآلاف في حصون شديدة القذارة وفقاً لما أوردته الصحيفة.

كما لفتت الصحيفة إلى أن إحساس نظام الأسد بالانتصار، وتحول القضية السورية إلى مسألة هامشية على أجندات العديد من الدول الكبرى، أدى عام 2018 إلى زيادة بمقدار الربع عن عام 2017 في حالات الاعتقال التعسفي، وتم توثيق اعتقال ما يزيد عن 128 ألف شخص دخلوا إلى تلك الأقبية ولم يخرجوا منها بعد، وهم إما في عداد القتلى أو ما زالوا في الأسر.