بلال ياسين
تصدير المادة
المشاهدات : 2273
شـــــارك المادة
نشرت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، تقريرا تحدثت فيه عن دور العقوبات الأمريكية المشددة على إيران في تعزيز لعبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط. ويجد التقرير أنه "في حال نجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقف صادرات النفط الإيراني، فإن روسيا ستكون بالتأكيد المستفيد الوحيد، وستسهل الضربة التي سيتلقاها الاقتصاد الإيراني الجهود الروسية الرامية للحد من التأثير الإيراني في سوريا، ما يعزز بالضرورة جهود الرئيس الروسي بوتين لإظهار قوة بلاده في أنحاء الشرق الأوسط". وتستدرك الوكالة بأنه رغم تعاون روسيا وإيران في المنطقة، إلا أنهما ومع خفوت لهيب الحرب السورية تجدان نفسيهما على طرفي النقيض. ويورد التقرير نقلا عن مسؤولين وتقارير، قولهم إن الشهور الأخيرة شهدت مناوشات دموية بين الطرفين العرابين للنظام السوري، حيث قامت الجماعات الوكيلة عن كل من روسيا وإيران بإطلاق النار على بعضهما، فيما أكد ثلاثة أشخاص على علاقة مع الحكومة الروسية، اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم، أن العلاقة بين الطرفين متوترة. وتلفت الوكالة إلى أن مواجهة إيران أصبحت أسهل بعدما ألغى الرئيس دونالد ترامب الإعفاءات التي سمحت لدول مثل الصين والهند وتركيا باستيراد النفط الإيراني. وينقل التقرير عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مجموعة موسكو للسياسات، يوري بارمين، قوله إن سبب سهولة المهمة الروسية هو "الضغط الشديد على إيران"، لافتا إلى أن هناك شعورا بالخيبة لدى الإيرانيين من عدم إظهار الروس التعاطف التقليدي مع بلدهم، خاصة بعد إعادة فرض دونالد ترامب العقوبات على طهران. وتورد الوكالة نقلا عن موقع "تابناك"، الذي أنشأه قائد سابق في الحرس الثوري، قوله إن موسكو لم تظهر "التصميم الجاد" للوقوف مع طهران، مشيرا إلى أن روسيا ستستفيد ماليا من طرد إيران من سوق النفط العالمي، فستكون حرة في زيادة منتوجها النفطي بعد نهاية مدة الحد على إنتاج النفط في حزيران/ يونيو، الذي تم الاتفاق عليه مع منظمة أوبك. وينقل التقرير عن مدير النفط والغاز في "فيتش ريترينغ" ديمتري مارينشكو، قوله إن روسيا ستحصل على 6 مليارات دولار إضافية، بحسب سعر برميل النفط الحالي. وتقول الوكالة إنه مع تراجع العلاقة مع إيران، فإن روسيا استثمرت بشكل كبير في علاقتها مع عدوتها اللدودة، السعودية، حيث تعاونت معها على اتفاق في أوبك للحد من إنتاج النفط، الذي أسهم في استقرار أسعاره، مستدركا بأنه رغم وقوف كل من روسيا والسعودية على طرفي النزاع في سوريا، إلا أن بوتين حاول تشجيع الدول العربية على تخفيف العداء للنظام الروسي، وإعادة عضوية سوريا إلى الجامعة العربية. ويقول بارمين إن تأثيرا منخفضا لإيران في سوريا قد يكون مقبولا لدول الخليج، التي ترى في إيران الشيعية منافسا رئيسيا. وينوه التقرير الوكالة إلى أن القوات الروسية تحاول تدريجيا إخراج مليشيا حزب الله، الوكيلة عن إيران من سوريا، فيما تبادلت القوات الموالية للروس إطلاق النار مع تلك الموالية لإيران أكثر من مرة العام الماضي، منها ثلاثة حوادث في حلب. وذكرت الوكالة أن وكالة "الأناضول" التركية أوردت تفاصيل مواجهة في 19 نيسان/ أبريل في شرقي دير الزور، قتل فيه عنصران من الحرس الثوري، وأدت إلى جرح أربعة من الشرطة العسكرية الروسية، مشيرا إلى أن اشتباكات قاتلة حصلت في كانون الثاني/ يناير بين الفروع العسكرية السورية التي تدعمها إيران وتلك التي تدعمها روسيا، بحسب ما أوردت صحيفة "نوفويا غازيتا" الروسية. وأوردت التقرير عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، قوله إن الاشتباكات اندلعت بسبب الخلافات حول إدارة حواجز التفتيش والمنافع المالية منها. وتنقل الوكالة عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط في الجامعة الأوروبية في بطرسبرغ والدبلوماسي السابق نيكولاي كوزانوف، الذي عمل في طهران في الفترة ما بين 2006- 2009، قوله إن المناوشات تعكس مواجهة أعمق، "فرغم اهتمام كل من روسيا وإيران ببقاء الأسد، إلا أن لديهما أهدافا وأولويات مختلفة. ويبين التقرير أن سوريا بالنسبة لإيران هي ساحة انطلاق للتأثير على المنطقة وتهديد إسرائيل، وهو ما يتعارض مع الهدف روسيا، التي تهدف لاستخدام إنجازات بوتين فيها لتحقيق طموحاته الدولية، والحفاظ في الوقت ذاته على علاقاتها مع اللاعبين في المنطقة، بينهم إسرائيل، التي سمحت لها روسيا باستهداف الجماعات الموالية لإيران في سوريا. وتشير الوكالة إلى أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريبكوف نفى في كانون الثاني/ يناير أن تكون إيران حليفة لروسيا، مؤكدا أن روسيا ملتزمة بأمن دولة إسرائيل. ويلفت التقرير إلى أن تقريرا لمعهد "تشاتام هاوس" في لندن، صدر في آذار/ مارس، كشف عن أن روسيا وإيران تتنافسان في سوريا، ففي عام 2017 وقعت إيران وسوريا مذكرة تفاهم، منحت فيها طهران تنازلات في مناجم الفوسفات قرب مدينة تدمر، إلا ان سوريا منحت بعد ستة أشهر الحقوق ذاتها في المنجم لشركة يملكها حليف لبوتين.
ويقول بارمين للموقع إن تصنيف الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية في منتصف نيسان/ أبريل يعقد من مهمة شحن النفط، ويسمح لروسيا بتحدي دورها، كونها مصدرا رئيسيا للنفط إلى سوريا. وتنقل الوكالة عن مدير برامج الدراسات الدولية في مركز الدراسات الاستراتيجية في طهران دياكو حسين، قوله إن الخلافات قد تتعمق حول القوى الأجنبية التي يجب أن تبقى في سوريا، مستدركا بأنه رغم استمرار التعاون لهندسة تسوية سياسية لما بعد الحرب، إلا أن هناك مخاوف من خروج الخلافات عن السيطرة. وتختم "بلومبيرغ" تقريرها بالإشارة إلى قول المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية أندريه كورتوني، بأنه في السيناريو الأسوأ فإن العلاقات الروسية الإيرانية قد تنهار بشكل كامل، وتدخل العناصر العسكرية الموالية لكل منهما في حرب، حيث يصبح التنافس الضمني بين موسكو وطهران على التأثير في دمشق أكثر وضوحا.
الجزيرة نت
رامي سويد
كلنا شركاء
عدنان علي
المصادر: عربي 21
عربي 21
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة