رجّح المفكر والسياسي السوري برهان غليون، اقتراب مرحلة انهيار نظام الأسد بسبب العقوبات المفروضة على إيران وحلفائها، واعتبر أن التحركات الروسية الأخيرة تهدف إلى استباق مرحلة الانهيار.

وأوضح "غليون" في تصريحات لموقع "تموز نت" أن هناك محاولة روسية لتشجيع السعودية على اتخاذ موقف إيجابي من النظام السوري والمشاركة في الإعمار مقابل قبول النظام بتسوية سياسية حسب قرار ٢٢٥٤ الذي ينص على انتقال سياسي يبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالي مناصفة من السلطة والمعارضة، وكذلك التطبيع مع النظام.

واعتبر غليون أن "المبادرة الروسية تهدف إلى استباق مرحلة انهيار للنظام بسبب العقوبات المفروضة على إيران وحلفائها والتي بدأت آثارها تظهر عبر أزمة المحروقات السورية من دون أن تلوح في الأفق أية حلول".

ونقلت وسائل إعلام روسية أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف حمل رسائل إيجابية من القيادة السعودية للقيادة السورية.

ورأى غليون -وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة السوربون الفرنسية- أن هذه "المبادرة لا تعكس تصاعد رصيد نظام الأسد وإنما بالعكس هلاكه، إلى درجة اعتقد فيها الروس -كما يبدو- أن هناك إمكانية لاستبعاد إيران من التسوية وإجبار النظام على تغيير سياسته الرافضة لأي مفاوضات أو تسوية حتى الآن والمتمسكة بالحل العسكري"، وأضاف: "في الواقع لم يكن النظام في حالة ترنح سياسي واقتصادي في اي فترة سابقة مثلما هو الان".

ولم يستبعد "غليون" تطبيع السعودية مع نظام الأسد وإعادة العلاقات بين دمشق والرياض لكن "ضمن تسوية تضمن انسحاب الميليشيات الإيرانية والاستقلال عن القرار الإيراني وتحت الضغوط الدولية والحصار وتفاقم الأزمة المعيشية واحتجاجات الناس في مناطق سيطرة النظام والقبول بمبدأ تقاسم السلطة".

كما أشار إلى موقف واشنطن المتوقع من هذه العملية، مضيفاً: "لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية بعيدة تماما عن هذا المسار. فإخراج الميليشيات الإيرانية والعمل على إيجاد تسوية سياسية بين النظام والمعارضة هما الهدفين الرئيسيين للسياسة الأمريكية في سورية بعد هزيمةً داعش".