المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 2285
شـــــارك المادة
أثارت مصادر إعلامية عراقية في شهر يناير الجاري ضجة حول تواطؤ كبار وزراء الحكومة في بغداد مع “الحشد الشعبي” لسرقة مئات الملايين من الدولارات من العراق وتسليمها إلى قاسم سليماني عبر كل من: أبو مهدي المهندس قائد “الحشد” وقيس الخزعلي قائد “عصائب أهل الحق”. ووفقاً للمصادر؛ فإن الفضيحة تتمحور حول توجه سليماني لإنشاء خمس ميلشيات موالية له في سوريا من الأموال المسروقة، حيث يرغب سليماني في إنشاء تشكيلات جديدة لمرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي، بحيث تتمكن لإيران من سحب عناصرها (استجابة لمطالب بوتين المتكررة)، وتوفير مبالغ كبيرة جراء الاعتماد على التمويل العراقي غير المعلن في الوقت نفسه. وفي ظل وصول حاملة الطائرات الأمريكية “جون سي ستينس ” مياه الخليج العربي، يشعر الإيرانيون بالحاجة إلى تأمين مصالحهم في الخليج العربي وبحر العرب، حيث بدأت القوات الأمريكية في مراقبة ميناء “تشابهار” الإيراني الجديد على شاطئ إيران الجنوبي الشرقي على خليج عُمان، والذي تتولى الهند إدارة عملياته منذ 24 ديسمبر الماضي، وفق عقد تم إبرامه مع “شركة موانئ الهند العالمية” وحصلت بموجبه على عقد إيجار مؤقت لمدة 18 شهراً. وفي حال تمديد فترة التشغيل إلى عشر سنوات (كما هو مخطط) فسيكون لذلك تبعات ضخمة على المنطقة وعلى المصالح الأمريكية؛ حيث سيوفر الميناء المطل على المحيط الهندي طريقا رئيساً لإمداد إيران ويمكنها من تجاوز العقوبات الأمريكية، كما يُمكن الهند من تجاوز باكستان المنافسة للتجارة مع آسيا الوسطى. أما في سوريا؛ فقد قامت القوات الإيرانية بتعزيز ترسانتها الصاروخية في الجنوب من خلال جلب صواريخ “توشكا” إلى الفوج (89) قرب بلدة جباب شرقي حوران، ومن ثم نشرها في منطقة الجسري ومحيطها في اللجاة، وذلك بالتزامن مع نشر قوات ومعدات في الفوج (79) وحقل رمي كريم. وبالتزامن مع إعلان الانسحاب الأمريكي؛ عمدت القوات الإيرانية إلى تعزيز وجودها العسكري واللوجستي على تخوم المنطقة العازلة، خاصة في ريف حماة وسط سوريا، حيث وصلت أكثر من 15 آلية تحمل مقاتلين إيرانيين ومعدات لوجستية لتعزيز المواقع الإيرانية المنتشرة على امتداد ثماني مدن وبلدات سورية شمالي المحافظة، أبرزها “رحبة خطاب” و”حلفايا”، و”جنوب الزلاقيات”. في هذه الأثناء؛ تمهد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لحملة قصف جوي واسع النطاق، عبر تسريب معلومات حول قيام إيران بتشييد أربعة مشاريع “سرية” لإنتاج الصواريخ، وبناء عدد من الورش التي تهدف إلى تركيب أجهزة الدقة لألاف الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى، وعلى رأسها: “فجر 5″، و”فاتح 110″، و”زلزال”. وتؤكد مصادر استخباراتية أن المشاريع الأربعة الكبرى التي يجري تشييدها في لبنان وسوريا تنفذ من قبل “شركة خاتم الأنبياء” التابعة للحرس الثوري، ويقع اثنان منهما على بعد 6 كم شمال بلدة الهرمل في وادي البقاع اللبناني، بينما يقع المشروعان الآخران في سوريا غرب مصياف، وكلاهما محميين بمنظومة الدفاع الجوي الروسي “إس400” التي تحمي قاعدة “حميميم”. كما تقع في منطقة صافيتا قاعدتان للحرس الثوري الإيراني الذي يقوم فيهما بتطوير الأنظمة العسكرية بما في ذلك عدة أنواع من الأسلحة الكيميائية. وتشير التقارير إلى أنه قد تم الانتهاء من تشييد ثلاثة مصانع بالفعل، إلا إنها لا تزال فارغة في الوقت الحالي، ربما لخشية الإيرانيين من قصف إسرائيلي، وقد تم تصميمها بنفس الطريقة التي شُيدت بها مجمعات “بارشين” و”خوجر” الإيرانية لبناء الصواريخ. أما المنشأة الرابعة، والتي لا يزال العمل عليها جارياً؛ فتقع في منطقة جبلية في “وادي جهنم” بالقرب من بانياس، وتشبه منشأة “فوردو” النووية التي تقع تحت الأرض وسط إيران من حيث الموقع الطبيعي والتحصين، ولدى الانتهاء منها فإنها ستمثل خطراً كبيراً على المصالح الإسرائيلية والأمريكية، إذ إنها لا تبعد عن “حيفا”؛ المقر الرئيسي للأسطول الإسرائيلي وعن المحطة الأساسية للأسطول السادس الأمريكي سوى 280 كم. ويتمتع “وادي جهنم” بدرجة عالية من الحماية، ليس لطبيعته الصخرية وحسب، بل نتيجة التحصين المتطور من قبل الخبرات الكورية الشمالية، حيث يتضمن أبواباً مضادة للانفجار، وفواصل وأسقف مقواة، في حين لا يُعرف عمق غرفها ومسافة الأنفاق التي يتم حفرها في الوقت الحالي، وسيتطلب استهداف مثل هذه المنشأة استخدام صواريخ أمريكية وإسرائيلية لم يتم استخدامها من قبل، مثل قذائف (بلو-122) الخارقة للتحصينات، والتي يبلغ وزنها نحو 5000 باوند، وبإمكانها اختراق 20 قدم من الخرسانة أو 100 قدم من التراب قبل الانفجار.
عثمان المختار
الجزيرة نت
علاء الدين عرنوس
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة