تعتمد هذه الورقة على نظرية ”البجعة السوداء“ التي تستخدم لمعالجة مصاعب استشراف الأزمات المتداخلة والمعقدة نظرًا للاحتباس الدبلوماسي والاستعصاء الميداني وتعدد اللاعبين، حيث تقوم بتوقع أحداث مفاجئة يمكن أن يكون لها تأثير كبير، ولكن يمكن التعامل معها في الوقت نفسه قبل فوات الأوان. وكانت الأزمة السورية قد شهدت خلال الأيام الأخيرة من عام 2018 تطورات متسارعة تمثلت في إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا، ومبادرة بعض الدول الإقليمية للتطبيع مع دمشق دون توفر أي من المعايير والشروط اللازمة لقيام علاقة إيجابية مع النظام المتعنت إزاء مبادرات المجتمع الدولي.

وأظهر إعلان الانسحاب المتعجل قصور الإدارة الأمريكية التي آثرت حسم مشكلة داخلية تتعلق بتحديد موعد مغادرة القوات، دون توفير أية ضمانات للحلفاء الأكراد والعرب الذين ساندوا الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم ”داعش“، ودون النظر إلى جوهر الأزمات التي استدعت التدخل العسكري من أصله، بما في ذلك؛ التهديدات التي تشكلها إيران، ومخاطر استمرار قوى الإرهاب، والحاجة إلى توفير الأمن لحلفاء واشنطن، وضمان تدفق صادرات النفط والغاز. ومع اقتراب بلوغ الأزمة السورية ثمان سنوات، لا يزال المجتمع الدولي بعيدًا عن معرفة كيفية وقف العنف وصياغة عملية سلمية مستدامة، وهي معضلة لا تقتصر على المشهد السوري فحسب، بل تشمل العراق وسوريا وليبيا واليمن، والسودان التي التحقت مؤخرًا بركب الجمهوريات العربية المتداعية .. للاطلاع على الدراسة بشكل كامل اضغط هنا