..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

بوتين يعزز نفوذه الإقليمي عبر كبح جماح تل أبيب

المرصد الاستراتيجي

٢١ ٢٠١٨ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 1381

بوتين يعزز نفوذه الإقليمي عبر كبح جماح تل أبيب

شـــــارك المادة

تشهد العلاقات الروسية-الإسرائيلية توتراً منذ إسقاط طائرة “إل-20” (17 سبتمبر)، حيث جاء رد لافروف على تصريح نتنياهو بضم الجولان المحتل بصورة “فظة” بالنسبة لتل أبيب مؤكداً أن مسألة الجولان تتحدد وفق القرارات الأممية وأن الاعتراف بالسيطرة الإسرائيلية على المرتفعات دون الرجوع للقرارات الدولية سيشكل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن.
في هذه الأثناء؛ تشعر تل أبيب بالحنق من تضاؤل الدور الأمريكي في المنطقة، ومن تخلي واشنطن عن حلفائها، حيث لاحظ القادة الإسرائيليون أن واشنطن قد تنحت حينما أرسل الروس منظومات “إس-300” للنظام، واقتصرت تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون على وصف تلك العملية بأنها “تصعيد خطير”، في حين وصف قائد القيادة المركزية الجنرال جوزيف فوتيل شحنات الصواريخ الروسية بأنه “تصعيد لا جدوى منه”، لكن واشنطن سمحت على أرض الواقع بعملية التسليم تلك، ولم تتخذ أي إجراء لمنعها، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء افسرائيلي للتوجه إلى روسيا مرة أخرى لحلحلة الموقف، حيث يرغب نتنياهو بتهدئة سخط بوتين والتوصل معه إلى تفاهمات جديدة حول استئناف العمليات الجوية في سوريا.
ووفقاً لمصادر مطلعة؛ فإن بوتين يرغب في تلقين نتنياهو درساً عملياً يمنعه من التجرؤ على استهداف مواقع قريبة من مناطق النفوذ الروسي، وذلك من خلال فرض قيود على العمليات الإسرائيلية والتوقف عن إرخاء العنان للطيران الإسرائيلي، كما كان الحال خلال العامين السابقين، إذ لم يكن يتطلب الأمر من الإسرائيليين سوى الإشعار المسبق من خلال قنوات خفض التصعيد في “حميميم”. أما الآن فيرغب بوتين في تعديل اتفاقية “عدم التصادم” بين إسرائيل وروسيا، وفي تعزيز علاقات التعاون العسكري مع إيرن، حيث أوفد مستشار الأمن القومي الروسي باتروشيف إلى طهران للتباحث مع نظيره الإيراني علي شمخاني حول “الوضع في سوريا والشرق الأوسط ومناقشة قضايا التنسيق الروسي الإيراني في المجال الأمني”، وإطلاعه على خطة المقايضة الروسية-الإسرائيلية قبل مناقشتها مع تل أبيب.
وتأتي إجراءات موسكو لاستخدام منظومات الحرب الإلكترونية بالقرب من السواحل السورية، والتشويش على منظومات التوجيه بالأقمار الصناعية ورادارات الطائرات، واتصالات الطائرات القتالية التي تكون في مهمات هجومية في سوريا، وتسليم النظام صواريخ “إس300″؛ كجزء من خطة روسية شاملة تهدف إلى كبح جماح تل أبيب، ودفعها للموافقة على قواعد جديدة لعملياتها، تتضمن تمديد زمن الإخطار الذي تنقله إسرائيل عبر الخط الساخن مع “حميميم”، والتعريف بدقة أكبر عن المواقع التي تنوي استهدافها.
ويرغب بوتين من خلال تلك الإجراءات تعزيز قدراته على إدارة المعادلة المعقدة في سوريا والمتمثلة في؛ دعم الأسد وحمايته، والتنسيق مع طهران و”حزب الله” في الدفاع عنه، والسماح في الوقت نفسه لإسرائيل بتنفيذ هجمات ضد مواقع عسكرية للإيرانيين، وتوظيف قدرته على الجمع بين المتناقضات للهيمنة على المشهد السوري، وعدم السماح لأية قوة أخرى بالاستحواذ على الموقف السياسي أو العسكري.
وتأتي عملية نصب صواريخ “إس-300” لتذكير تل أبيب بأن أية طائرة إسرائيلية تحلق في وسط إسرائيل على ارتفاع عشرة آلاف قدم “ستكون مهددة عملياً”، مما يعني أن عمل سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف في عمق الأراضي السورية سيكون معقداً أكثر من قبل، وهي خطوة سياسية أكثر منها عسكرية يهدف من خلالها بوتين بتذكير كل من تل أبيب وواشنطن بأن استمرار العمليات الإسرائيلية مرهون بموافقته، وأن موسكو -وليست واشنطن- هي الجهة التي تحدد قواعد اللعبة في سوريا.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع