جهاد بوابيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 2995
شـــــارك المادة
المعلومات قوة (Information is Power)، هكذا يقال. وهذا صحيح تماما، حيث أن المعلومات هي وقود الحروب وهي المصادر الأساسية التي من خلالها قد تنجح حرب ما أو تفشل.
لم تعد تقنية المعلومات مجرد كماليات نستخدمها عندما نحتاج ونتركها عندما لا نريد، بل هي الآن في مستوى الممكنات (Enablers) بحيث أنها لو توقفت فإن هناك مصالحا في الحياة قد تتوقف معها، وهذا ما نراه واضحا عندما يكون المرء في دائرة حكومية أو شركة اتصالات على سبيل المثال ويخبره الموظف بأن (النظام قد توقف!!)، لهذا فإن إعطاء تقنية المعلومات الانتباه الذي تحتاجه هو أمر في غاية الأهمية خاصة مع الأحداث والتغيرات الجذرية التي تشهدها المنطقة.
إذن... ما هي التقنيات التي سوف نقاطعها والتي إن صنعناها، سيكون لدينا القوة التي نحتاجها؟ تنقسم التقنيات التي نستخدمها إلى عدة أقسام أساسية نستخدمها جميعا بشكل شبه يومي:
1- المعدات (Hardware): والتي تعتبر عماد تقنية المعلومات وهي سر الصناعة والقوة والتي إن تمكنت الدول من صناعتها فستتمكن من بناء البنية التحتية لتقنية المعلومات الخاصة بها وبالمواصفات التي تريد. هذه التقنيات منها ما هو معروض للبيع ومنها ما لا يباع إلا لجهات محددة كمراكز الأبحاث والدفاع وغيرها. أمثلة: أجهزة الكمبيوتر، الجوالات، الخوادم (Servers)، موجهات الشبكات (Routers)، جدران الحماية (Firewalls) وغيرها الكثير
2- أنظمة التشغيل (Operating Systems): وهي ما يكون مسؤولا عن تشغيل المعدات السابق ذكرها وهي التي تترجم الحديث بين معدات تقنية المعلومات والمستخدم. أمثلة: نظام تشغيل ويندوز، iOS، Linux وغيرها
3- البرمجيات (Software): وهي الخدمات الإلكترونية التي تمتطي صهوة نظام التشغيل كي تقدم الخدمة المطلوبة للمستخدمين، فنظام التشغيل مجرد متحكم بالمعدات ولا يقدم خدمات واضحة. هذه البرمجيات هي الأكثر شهرة ولأنها الخدمة الحقيقية فهي ما يشعر به المستخدم وينزعج في حال تعطله. بناء هذه البرمجيات يتم من خلال متخصصين بها يعملون على "برمجة" البرامج وتقديمها وبيعها للمستخدمين. وهنا تأتي الأرباح الحقيقية. أمثلة: برمجيات عن بعد مثل فيسبوك، ويبيكس، بوكينج... برمجيات مباشرة: مايكروسوفت أوفيس، متصفحات الإنترنت، فوتوشوب وغيرها
4- اللواحق (Peripherals): البعض يدرجها ضمن المعدات ولكنها أمر مختلف. فهي ما يكون داعما للبرمجيات في تنفيذ الخدمات التي تريد تحقيقها وتحتاج إلى مكائن أو آليات لإتمام الخدمة المرادة. أمثلة: الطابعات، الماسحات الضوئية، أجهزة البصمة الكاميرات وغيرها
عندما يتحدث رأس الدولة التركية أن تركيا تريد دخول غمار منافسة الدول الخبيرة في صناعة كل ما سبق وذلك من خلال البدء بمقاطعة الدولة الأكثر قوة وخبرة فيها وهي أمريكا، فماذا يعني ذلك؟
- يعني أن الفرصة مواتية تماما للمستثمرين ورجال الأعمال للبدء بملء السوق بالفراغ الذي ستتركه هذه المقاطعة. ولتكن قلوبهم قوية، فقد اكتفى العرب والمسلمون من التجارة والعقار والتعاملات المالية دون استثمارات حقيقية تبني دولة قوية كالاستثمار في تقنية المعلومات.
- يعني هذا أن هناك تقنيات جديدة سوف تظهر على السطح وسوف تختلف رؤيتنا لتقنية المعلومات عن الرؤية التي كان يفرضها علينا المصنعون وسنبدأ ببناء بيوتنا بأيدينا.
- يعني ذلك أن المجال أصبح مفتوحا للإبداع والابتكار في تقنية المعلومات وطرح الأفكار والمبادرات الجديدة والخروج من الصندوق الذي وضعتنا به الشركات المصنعة عقودا من الزمن.
- يعني أننا يجب أن ننتج ما ينافس بشكل قوي في السوق العالمي وليس فقط في السوق التركي المحلي، وهذا يحتاج إلى إدارة قوية محكمة والكثير جدا من التركيز على الإتقان والجودة في التصنيع وبناء حلول تقنية المعلومات بمختلف الأشكال المذكورة أعلاه.
- يعني ذلك أنه سيكون هناك فترة انتقالية صعبة وسيكون فيها معاناة مواجهة مشاكل الدخول في صناعة جديدة وتحدي الإبقاء على عدم استيراد التقنيات التي تمت مقاطعتها وهذا أمر ليس سهلا ويحتاج إلى تدرج ذكي وحذر ومدروس.
- ستكون هناك حاجة ماسة للكوادر الأكثر خبرة ومهارة في سوق العمل والتي سيعتمد عليها بدل عقود الصيانة والدعم السابقة والتي سوف تتوقف مع الزمن، وهذا يعني الحاجة إلى الكثير من التعليم والتدريب للكوادر الشابة في هذه المجالات والتوجه نحو التخصصات الدقيقة وليس التخصصات العامة فقط.
إن ما تتجه إليه تركيا ليس سهلا وهو تحد لنا جميعا وهو تحد يجعل من حياتنا جميعا ذات مغزى أكثر معنى ويعطينا أهداف نتحرك تجاهها. علينا جميعا أن نكون جنودا فاعلين (كل على الثغر الذي يقف أماه) ابتداء من توعية البيت والأسرة بالمحيط والتحديات التي من حولنا وما دور صغيرنا قبل كبيرنا.
سيأتي يوم بحول الله تكون فيه الصناعات التقنية التركية ذات شأن حول العالم وما حدث من توجهات جديدة ليست سوى البداية.
فليستعد لها كل منا.
مهنا الحبيل
وليد الحاج
أمير سعيد
أحمد بن فارس السلوم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة