عبد المنعم زين الدين
تصدير المادة
المشاهدات : 3583
شـــــارك المادة
السؤال الأكثر إلحاحاً في عقول الكثير، خاصة بعد تقدم روسيا في الجنوب، وتوجه الأنظار لما قد يحصل في الشمال، الأمر الذي فتح باباً واسعاً للتحليلات والتكهنات، والتصريحات والتسريبات، وجعل البعض يتلقفها كحقائق ومسلّمات، خاصة ما فيه تشاؤم وتخويف وإحباط. والحقيقة أنه وبعيداً عن حالة التهويل والتضخيم، لما قد يحصل من محرقة وحرب طاحنة، وبعيداً أيضاً عن حالة الاطمئنان التام لما قد يحصل من هدوء طويل، وأمن ورخاء، فإن المنطق يفرض علينا التفاؤل بالأحسن، والاستعداد للأسوأ، والتجهيز بدل اليأس، والعمل بدل العجز.
إدلب المدينة الثائرة، التي قدمت آلاف الشهداء من أبنائها على مختلف الجبهات، وتميزت بحاضنتها الثورية ومظاهراتها المتميزة بداية الثورة (بنش - كفرنبل) واحتضنت آلاف المقاتلين الوافدين إليها من مناطق عدة، ولم تعش حالة حصار، فإمكاناتها التسليحية والغذائية جيدة. قبل أن تحرسها نقاط المراقبة حرستها بنادق ثوارها، الذين خاضوا عشرات المعارك، ولم تهدأ جبهاتهم من معارك الهجوم والصد، فمعارك جبهات حماة ومعارك كسر الحصار عن حلب وجبهات العيس ومعارك الصد في جبهات الساحل وغيرها، صقلتهم بخبرة قتالية فريدة، وهمم عالية للتضحية والبذل. لذا فليست إدلب تلك البيئة التي عاشت بعيداً عن القصف والمعارك، فانتشر فيها الخونة والضفادع، بل هي بإذن الله محصّنة بأولياء الدم، الذين لا يخلو منهم بيت ولا عائلة ولا حي، ممن قدموا الشهداء، وفقدوا فلذات الأكباد، وحقدهم على قاتلهم يمنعهم من التفكير بمصالحته والخضوع له. وعلى الرغم من احتمالية بقائها ضمن اتفاقية تضمن عدم تقدم الروس والنظام عليها، لأسباب عدة تتعلق بمدى الخسائر التي سيتكبدها العدو في الهجوم، وخضوعها للتوازنات والنفوذ التركي، وضخامة أعداد السكان فيها، الذين يمكن أن يتسببوا بموجة هائلة من النزوح لا يمكن للدول تحمّلها. إلا أن العدو قد يقدم على خطوة حمقاء، تهدف لاقتطاع أجزاء منها سواء في ريف الساحل أو ريف حلب أو غيرهما، أو خوض معركة مفتوحة فيها، تهدف للسيطرة عليها، وهذا احتمال يجب التجهيز والإعداد له بكل قوة وجدية، عبر نفير كامل، وتحصين واستعداد تام على مختلف الصعد.
عسكرياً: ١- تنظيم الفصائل ضمن جسم عسكري موحد -وإن لم يكن في حالة اندماج- (كحالة الفيالق في الشمال مثلاً) وحل مسميات الفصائل. ٢- تحصين الجبهات، وتجهيز معارك كبرى هجومية خاصة على الساحل وحلب. ٤- توحيد قرار السلم والحرب لكل الجبهات في الشمال (الساحل - حماة - حلب).
سياسياً: ١- تشكيل مجلس لقيادة الثورة في هذه المرحلة الخطيرة، يضم قادة الفصائل ونخباً ثورية معروفة بالحكمة والثبات على مبادئ الثورة، يكون صاحب القرار في الحرب والسلم والتفاوض. ٢- منع أي حالة تواصل مع العدو أو تفاوض عند الضرورة إلا عبر هذا المجلس.
مدنياً: ١- إخراج المقرات العسكرية خارج المدن، وإعلانها خالية من أي تواجد مسلح، والاكتفاء بقوات شرطة مدنية لضبط الأمن. ٢- تفعيل قضاء موحد، تدعمه كل القوى وتخضع له. ٣- إلغاء الحواجز التابعة للفصائل، وتسليمها للشرطة. ٤- تفعيل جهاز أمني لملاحقة خلايا التخريب والخيانة.
اجتماعياً وإعلامياً: ١- شحذ الهمم وإعادة روح الثورة، والتذكير بمخاطر مصالحة القتلة، وفضح حقيقة التسوية معهم. ٢- عدم الترويج للشائعات، ونقل الأخبار الكاذبة المضعفة للمعنويات. ٣- إدراك أن المعركة تخص الجميع وليس القادة أو الفصائل، ووجوب انخراط الجميع بالدفاع عن بلداتهم. أخيراً: هذا الكلام ليس للتنظير، إنما نعمل ليل نهار على تطبيقه، وعلينا ألا نستسلم للوهن والوهم، وأن ندرك أن خيارات العدو تجاه الشمال ليست سهلة، وإن كان الواجب علينا أن نفكر في متابعة التحرير وليس الاكتفاء بحماية المحرر، فالتجهيز للهجوم على العدو خير وسيلة للدفاع.
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة