دفعة جديدة من "الشرطة الحرة" تتولى مهامها في عفرين، والقيادة الروسية في سوريا ترد على حادثة "إهانة جنود النظام" في ببيلا، بالمقابل، الدفاع الروسية تعترف بمقتل وإصابة مجموعة من المستشارين العسكريين في دير الزور، من جهتها.. حكومة النظام تترأس غداً أعمال مؤتمر نزع السلاح التابع للأمم المتحدة، والائتلاف يعلق.

الوضع الميداني والعسكري:

دفعة جديدة من "الشرطة الحرة" تتولى مهامها في عفرين:

بحضور وفد عسكري تركي تم أول أمس الجمعة تخريج 620 عنصراً من الشرطة الحرة، لتقوم بتأدية مهامها في مدينة عفرين التي تم تحريرها مؤخراً من مليشيا "pyd" الانفصالية.

وبدأت الشرطة أداء مهامها في المدينة، حيث تداول ناشطون صوراً تظهر أفراد الشرطة الحرة أثناء انتشارهم في المدينة والمباشرة بأداء عملهم.

وتلقى أفراد الدفعة تدريبات خاصة في تركيا على يد ضباط أتراك متخصصين بكيفية التدخل في أحداث الشغب، وحفظ الانضباط العام وتنفيذ عمليات مداهمة، وتفكيك العبوات الناسفة، وعمليات التحقيق والتفتيش في ساحة الجريمة.

وسيتولى قيادة الشرطة المقدم "إبراهيم طلاس" الذي ينحدر من مدينة الرستن بريف حمص، حيث ستتولى الشرطة مسؤولية حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب، وتنظيم حركة المرور في عفرين.

القيادة الروسية في سوريا ترد على حادثة "إهانة جنود النظام" في ببيلا:

ردت القيادة العسكرية الروسية في سوريا على الفيديو الذي انتشر مؤخراً وضجت به وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس، والذي يظهر جنوداً روساً وهم يهينون عساكر من قوات النظام.

وانتشر يوم أمس على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مجموعة من جنود النظام منبطحين على الأرض بأوامر من دورية روسية، حيث ألقت القبض عليهم وهم يقومون بسرقة المنازل في بلدة ببيلا جنوب دمشق.

وشهد المقطع ردود أفعال متباينة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شجع البعض هذه الخطوة واعتبر أنها ضرورية للقضاء على ظاهرة "التعفيش" التي أصبحت ملازمة لعناصر النظام والمليشيات التابعة لها، عقب كل منطقة تتم السيطرة عليها، فيما اعتبر آخرون أن هذا التصرف يمثل إهانة حقيقة لما سموه بـ "رمز الوطن" وهو الجيش السوري، حسب زعمهم.

من جهتها، ردت القيادة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا على الحادثة بقولها: " سيتم التعامل بالقوة مع أي تمرد من قبل الأفراد المتورطين بانتهاك القانون ومن يساندهم في المناطق التي تم تحريرها بمشاركة من القوات الروسية".

الدفاع الروسية تعترف بمقتل وإصابة مجموعة من المستشارين العسكريين في دير الزور:

اعترفت وزارة الدفاع الروسية بمقتل ضباط ومستشارين عسكريين روس بهجوم استهدف أماكن وجودهم في محافظة دير الزور شرق سوريا.

وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد إن 4 مستشارين عسكريين روس قُتلوا كما أصيب 3 آخرون جراء هجوم استهدفهم في محافظة دير الزور.

وأوضح البيان أن المستشارين العسكریين الروس كانوا موجودين في نقطة لجيش النظام، أثناء استهدافها من قبل ما وصفهم بـ "المسلحين"، مضيفاً أن 4 منهم قُتلوا على الفور، فيما تم نقل الباقي إلى المشفى لإجراء العلاج اللازم لهم.

وأشار البيان إلى أن قوات النظام ردت على الهجوم وتمكنت من القضاء على 43 مسلحا، وتدمير 6 سيارات مجهزة بأسلحة ثقيلة، حسب زعمها.

نظام الأسد:

حكومة النظام تترأس غداً أعمال مؤتمر نزع السلاح التابع للأمم المتحدة، والائتلاف يعلق:

من المقرر أن تنطلق غداً الاثنين فعاليات مؤتمر نزع السلاح التابع للأمم المتحدة، والذي من المقرر أن تترأسه حكومة نظام الأسد.

ونقلت وكالة "سانا" عن المندوب الدائم لحكومة الأسد في الأمم المتحدة ورئيس وفد النظام إلى المؤتمر " حسام الدين آلا" قوله " إن سورية ستتعامل مع متطلبات رئاستها للمؤتمر بكامل المهنية والمسؤولية وستعمل على الدفاع عن الأولويات والمبادئ التي تؤمن بها وتتبناها في الأمم المتحدة والمحافل الدولية متعددة الأطراف وفي مقدمتها احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقواعد والمبادئ التي قام عليها مؤتمر نزع السلاح"، وفق قوله.

وأضاف "آلا" ان حكومة بلاده سترأس المؤتمر رغم "معارضة الولايات المتحدة وفشل الحملات الإعلامية الإسرائيلية الخبيثة التي عملت خلال الأسابيع الماضية للتشويش على تولي سورية رئاسة المؤتمر وعرقلته"، حسب زعمه.

من جهته، اعتبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "عبد الرحمن مصطفى" أن "رئاسة نظام الأسد لمنتدى الأمم المتحدة لنزع السلاح الكيماوي والنووي يقوّض مصداقية الأمم المتحدة ويشكك بنزاهة إطار نزع السلاح"، معللاً ذلك بأن استخدام النظام للأسلحة الكيماوية وغير التقليدية القاتلة وسعيه غير الشرعي إلى امتلاك أسلحة نووية يتعارض مع الأهداف والمبادئ الأساسية لمؤتمر نزع السلاح.

المواقف والتحركات الدولية:

روسيا تعلق على الاتفاق الأمريكي - التركي حول مدينة منبج

علقت وزارة الدفاع الروسية على الاتفاق المبدئي أو ما يعرف بـ "خارطة الطريق" بين أمريكا وتركيا حول منبج، والذي تم الإعلان عنه قبل يومين.

ونقلت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا عن المسؤول في وزارة الدفاع الروسية " فلاديمير نيتريبوف" قوله إن الاتفاق الثنائي بين واشنطن وأنقرة حول إدارة مدينة منبج يعتبر اتفاقاً باطلاً بكافة المقاييس والمعايير الدولية.

وأضاف المسؤول الروسي أن المدينة المتفق عليها تعتبر الأراضي السورية ولا يحق لواشنطن التغاضي عن هذه الحقيقة، كما يتوجب على أنقرة التنسيق مع الحكومة السورية حول أي تحرك في البلاد، حسب قوله.

هذا وأعلنت وزارة الخارجية التركية، أول أمس الجمعة، أنّ اجتماع مجموعة العمل التركية الأمريكية، أفضى إلى وضع خارطة طريق للتعاون بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في مدينة منبج، شمال شرقي محافظة حلب.

آراء المفكرين والصحف:

مع سورية أو ضدها

فاطمة ياسين

حياة سورية الاقتصادية مرهونة بالحرب، وتتحكم بالاقتصاد أعدادُ المقاتلين، والجيوش، وطرق تمويلها، ومقداره.. وتختلف حياتها الاجتماعية عن التي تظهر في مسلسلات رمضان، فحالة الخراب الراهنة تصلح لذرف الدموع، أما الممارسة السياسية فمقفلة منذ زمن بعيد.
قبل الحرب، كان الحزب الواحد، والرأي الواحد، مع وضع متخلفٍ سياسياً يحرّكه منطق الحفاظ على المصالح، وبعد العام 2011 تحول النظام إلى سياسة إدارة الحروب، منطلقاً من الشرط الابتدائي نفسه، وهو الحفاظ على المصالح التي ظلت محفوظةً حتى هذه الساعة.
الممارسات السورية، وقسمات المشهد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، لم ينحصر تأثيرُها ضمن الحدود السورية، فتشكَّل في لبنان معسكران، ما زالا يتجاذبان البلد حتى هذه اللحظة: معسكر مع النظام السوري، ومعسكر ضده. وشكلت هذه الصيغة مفصلاً في السياسة اللبنانية. وكان نبيه بري، رئيس مجلس النواب الأزلي، مخطئاً عندما ابتكر مصطلح س س (ويقصد السعودية وسورية)، فالمعادلة، في الحقيقة، هي س (سورية) أو ضدها. 
لبنان، بشكله وحدوده وتركيبته الحالية، نتاج تسوياتٍ في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية، ونتيجة مباشرة للانتداب الراغب بقليلٍ من الفصل المذهبي. كان لبنان موزّعاً على شكل أقضيةٍ وسناجق متداخلة مع زميلاتها السوريات. وكان العثمانيون في أثناء حكمهم المنطقة العربية حريصين، بكل التشكيلات الإدارية المعتمدة للمنطقة، على فصل الساحل عن الداخل، لكن مقص الاتفاقيات الفرنسية البريطانية أوجد الخرائط الحالية، إنما بحساباتٍ تناسب ذلك العصر. وجرى التوافق على شكل لبنان السياسي، بعد عملية إحصاءٍ سريعةٍ لأعداد ملله ومذاهبه، من دون أن يُؤخذ بعين الاعتبار أي شكلٍ للمستقبل، فكان أن خاض لبنان حربه الأهلية نيابة عن الإقليم كله. وبالطبع تدخل الكيان السياسي السوري، وبشكل متذبذب مع أطراف الصراع، إلى أن نجح في إتمام صفقةٍ أبقته سيداً مطلقاً للموقف خمسة عشر عاماً.. بعد انحسار الهيمنة السورية، أعاد لبنان تموضعه السياسي، وأصبح جزءا كبيرا حليفا (أو تابعا) لسورية "بنظامها السياسي"، وجزءا كبيرا آخر ضدها.
نتائج آخر انتخابات نيابية في لبنان أفرزت ما سمي نصراً لحزب الله، بعد الاتفاق عن صيغة انتخابية جديدة، هي خليط يلحظ فيه دخول عوامل النسبية. ولم يغير هذا النصر المزعوم المعادلة المسيطرة السابقة، فجرى الاتفاق على توزع السلطة بما يناسب المعسكرين الكبيرين، ومن دون الالتفاف إلى الكتل التي زادت أعداد نوابها، أو إلى التي تقلص حجمُ وجودها البرلماني، وبقيت العقلية التي تنظر إلى سورية بمناظير مختلفة مهيمنة، وجرى التقاسم على أساسها.
على الرغم من كل شعارات الالتفات إلى الداخل، ومحاربة الفساد، والحد من الاعتماد على الطائفية، يبقى الموضوع السوري الخط العريض في أعلى الصفحة. ولم تنفع كل محاولات التداخل السعودي، أو حتى الإيراني الذي لا يجد له مدخلا إلا من البوابة السورية. وعلى الرغم من تراخي، أو حتى تلاشي، القضية السورية عن كل شيء، بقيت معادلة "مع سورية أو ضدها" متفشية في الوسط السياسي اللبناني.