..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

"حمزة بيراقدار" يكشف تفاصيل ما حدث في الغوطة خلال المرحلة الأخيرة

أسرة التحرير

١٦ إبريل ٢٠١٨ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3460

شـــــارك المادة

1- مارست قوات الأسد وميليشياته وحلفاؤه على الغوطة الشرقية عامة و مدينة دوما على وجه الخصوص كل أنواع القتل التدمير والظلم والتشريد خلال سنوات الثورة التي مضت وأكثرها قساوة وحقداً ودموية منذ بداية عام 2018م.

2-وذلك بعد فشلهم الذريع عسكرياً من تحقيق نجاح بالسيطرة في المواجهة وجهاً لوجه، فضلاً عن الخسائر العسكرية والبشرية التي قُدرت بالآلاف من مختلف قوات وميليشيات ومرتزقة وحتى من حلفاء الأسد.

3- حيث كان نظام الأسد يزج بهم على جبهات الغوطة وخصوصاً محاورها الشرقية (النشابية - الزريقية - حوش الضواهرة - الشيفونية - الريحان)، ليدخلوا بمعارك فاشلة فيكونوا محرقة له، فأوهم نظام الأسد أهالي الآلاف من القتلى أنهم أسرى عند جيش الإسلام لخفي فشله العسكري أمام مؤيديه.

4- بعد ذلك بدأ مسلسل الانتقام من أهل الغوطة بعد عجزهم عن التأثير بالمجاهدين عسكرياً ونفسياً وأمنياً، فاستخدمت ميليشيات الأسد وحلفاؤه كل أنواع الأسلحة وحتى الكيماوية والفوسفورية وغيرها وسقط على إثرها مئات الشهداء والجرحى في محاولة لثني عزيمة المجاهدين واللعب على وتر الحرب النفسية.

5-هنا دخلنا مضمار المفاوضات مع الروس لمدينة دوما بعد تهجير القطاع الأوسط وظهور الضفادع التي كانت تعمل في الخفاء ضمن مشروع الخيانة والعمالة لصالح نظام الأسد، فكان مشروع الروس (نيابة عن الأسد) تنفيذ مخططهم في التهجير القسري والتغيير الديمغرافي للمدينة كما فعلوا في غيرها.

 

6-فكانت مفاوضاتنا معهم من أجل البقاء في بلادنا والحفاظ على مكوناتها ومقدراتها وأهلها ومجاهديها والسعي بشكل حثيث لمنع المواجهة العسكرية بعد أن بقيت دوما وحدها، لتجنيب أهلنا سفك الدماء والدمار والتشريد، ورفض سياسة التغيير الديمغرافي والتهجير القسري والعيش في بلادنا بحرية وكرامة.

7- خيار البقاء والصمود لم يكن قرار جيش الإسلام وحده، بل كان بمشورة أهل الحل والعقد في المدينة إضافة إلى مؤسساتها وفعالياتها وشخصياتها الثورية، وكان الجميع على اطلاع بكافة المقومات المتوفرة والخطط الموضوعة للأزمة والتي على أساسها اتُخِذَ هذا القرار.

8- ومن أهم مقومات الصمود هو التصنيع الحربي في معاملنا من أسلحة وذخائر والذي لطالما اعتمدنا عليه -بعد الله عزوجل- في معاركنا وأثخنا به أعدائنا، ثم المقوم الغذائي حيث قال لهم قائد جيش الإسلام إننا مستعدون بأن نكفي مؤنة المدينة بكل من فيها من المواد الغذائية الأساسية مدة سنة كاملة.

9-وقد تمكنا خلال إجراء المفاوضات من تأمين طريق لأكثر من 1000 حالة إنسانية ومصاب لإخلائهم خارج الغوطة المحاصرة ليخضعوا للعلاج الذي افتقروا إليه على مدار سنوات، كما حققنا كثير من المكاسب الأخرى مثل وقف إطلاق النار الذي كان له دور إيجابي في تنشيط عمل المؤسسات ومهامها.

10- لطالما تكلمنا وصرحنا أننا لسنا دعاة للحرب ولا نسعى لها وعلى هذا الأساس نفاوض، ولكن إن كان قرار عدونا غير ذلك فقد كنا جاهزين للدفاع عن ديننا وأرضنا وعِرضنا ولأجل ذلك كان التجهيز يجري على قدم وساق وأهل دوما كانوا شاهدين على ذلك من باب الحذر وتحسباً للأسوأ.

 

11-وما المعارك الأخيرة خلال صد محاولات اقتحام ميليشيات الأسد على أكثر من محور وإفشال محاولات التسلل كذلك إلا أكبر دليل على هذا، إذ سقط العشرات من ميليشيات الأسد قتلى وجرحى وهذا ما أعطى موقفاً قوياً لمدينة دوما عامة و جيش الإسلام على وجه الخصوص خلال فترة المفاوضات.

12-بنود المفاوضات التي كان يطرحها الروس مذلة ومهينة فضلاً عن أنها تفضي للاستسلام (بطريقة دبلوماسية) منها:
-
تسليم السلاح الثقيل والمتوسط.
-
تسليم خرائط الأنفاق والألغام في المدينة.
-
عدم وجود أي قوة عسكرية غير قوات النظام.
-
تسوية أوضاع الشباب لسوقهم للخدمة الإلزمية.

13- نحن كذلك تقدمنا ببنود تحفظ الحقوق وترعى مصالح أهل دوما وهي:
-
تثبيت وقف إطلاق نار شامل وكامل بين كل الأطراف.
-
تشكيل لجنة مشتركة لجرد السلاح الثقيل وتثبيت أماكن وجوده.
-
إنشاء نقاط مراقبة للشرطة الروسية عند مداخل المعابر.
-
دخول المؤسسات المدنية والخدمية لمزاولة عملها.

14-لكن الجانب الروسي رفض هذا العرض وعاد لإجرامه في قصف المدينة بكافة أنواع الأسلحة والطيران والأسلحة المحرمة دولياً (الكيماوية، الفوسفور، النابالم، العنقودية) وكان آخرها المجازر التي ارتكبها في 6–7–8 من نيسان الجاري والتي سقط على إثرها أكثر من 100 شهيد بتغاضٍ دولي عن هذه الجرائم.

15-وحقناً لدماء من لم يُقتل بالكيماوي والأسلحة المختلفة من المدنيين، وبعد تخاذل المجتمع الدولي بل ودعمه لنظام الأسد رغم استخدامه للكيماوي عشرات المرات دون رادع أو عقوبة، وبعد تدميره المدينة بشكل شبه كامل، توصلنا لاتفاق بخروج المقاتلين ومن يرغب من المدنيين إلى ريف حلب الشمالي.


١٦-دخلنا مناطق درع الفرات فاستقبلنا أهلها وفصائلها ومؤسساتها ومجالسها أجمل استقبال وعلى رأسهم مؤسسة "آفاد" والمجالس المحلية، فكل الشكر لهم على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وهذا ما عهدناهم عليه فليس غريباً عليهم هذه الصفات الحميدة.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع