الشبكة السورية لحقوق الإنسان
تصدير المادة
المشاهدات : 3606
شـــــارك المادة
بالاستناد إلى إفادات خطية موثقة من 23 ناشطاً و شاهد عيان لا يعرفون بعضهم من مدينة حمص تم توثيق قيام السلطات السورية بعملية تهجير ممنهجة ، فيما يلي نعرض لتفاصيلها الأولية التي سوف تستمر الشبكة السورية لحقوق الإنسان في التدقيق فيها و مراقبتها عن كثب و توثيق كافة تفاصيليها الدقيقة:
بدأت العملية في حي الإنشاءات منذ ما 6 شباط/فبراير وذلك عندما بدأت العملية العسكرية الأخيرة على بابا عمرو ، حيث تحول الحي لثكنة عسكرية بسبب تجمع الجنود و الدبابات وكامل العتاد الثقيل في حي الإنشاءات و هو الذي استخدم في اقتحام بابا عمرو لاحقاً.
و قام الجنود و بشكل مقصود بإطلاق النار من الدبابات على المنازل و المباني في حي الإنشاءات مما نتج عنه سقوط العديد من القتلى ، بالإضافة لقيامهم بعمليات التفتيش للمنازل هناك بطرق مهينة لأهالي الحي مما دفع قسم كبير جداً من السكان للنزوح من الحي خوفاً من هذه الأفعال التي لا تفرق بين كبير ولا صغير ولا ذكر ولا أنثى . و هو ما نتج عنه أن أصبحت العديد من المنازل و المحلات التجارية خالية وهي التي قام الشبيحة و جنود النظام بسلب و نهب هذه البيوت و المحال التجارية التي هجرها أصحابها. مع ضرورة الإشارة إلى أن منطقة الإنشاءات هي من المناطق الراقية جدا في مدينة حمص .
وقد أكد شهود عيان أن سيارات الشحن العسكرية ( الزيل ) كانت تأتي إلى الحي محملة بالجنود ليتم إنزالهم هناك ثم تعود محملة بالأثاث المنزلي و ما تم نهبه من البيوت من برادات و غسالات و كل ما يمكن حمله و ما يصعب حمله يتم تدميره بالقنابل اليدوية أو بإطلاق الرصاص عليه مما تسبب بدمار هائل وخسائر اقتصادية لا يمكن حصرها أو معرفة حجمها.
وبعد أن انتهت هذه الحملة الوحشية على حي الإنشاءات ، لم يستطع الأهالي العودة لمنازلهم لما لحق بها من دمار يستحيل إصلاحه في هذا الوقت لأسباب عديدة فالوضع الاقتصادي المتهالك في المدينة والذي يسير نحو الهاوية و عدم وجود يد عاملة بسبب تقطيع الجيش لأوصال المدينة بالإضافة لعدم توفر مواد البناء اللازم للإصلاح ما دمر، هذا عدا عن عدم ثقة السكان بالنظام فقد يعود مجدداً للقيام بحملات مشابهة في بابا عمرو في المستقبل كما حدث ذلك سابقا فهذه ليست هي الحملة الأولى التي يشنها الجيش السوري على المنطقة كل ذلك أدى لتهجير السكان و أصبحت المنطقة شبه خاوية من ساكنيها الذين هجروها لمناطق أكثر أماناً في داخل حمص أو المحافظات المجاورة .
و يؤكد الناشطون و شهود العيان ان عملية التهجير الممنهج مازالت مستمرة في مناطق أخرى من حمص ، فبتاريخ 9-3-2012 تعرض حي عشيرة لهجوم وحشي من الشبيحة و القوى الأمنية مدعومة بالقوات العسكرية التي تأتمر بأوامر القوات الأمنية. حيث بدأ الهجوم بإطلاق قذائف الهاون وبشكل عشوائي - كما يروي ذلك شهود العيان - حيث أصاب العديد من المنازل تلاه إطلاق قذاف الأر بي جي و الرشاشات الثقيلة على المنازل ، مما دفع الأهالي للنزوح عن الحي و ترك منازلهم وكل حاجياتهم خرجوا فقط بملابسهم , وفرغت جميع البيوت من ساكنيها وسقط الحي بأيدي الشبيحة التي كانت تنادي بعبارات طائفية تشي بالدوافع الكامنة وراء هذا الهجوم.
و خلال يومي 11 و 12 آذار / مارس كان هناك أيضا حلقة أخرى في هذا المسلسل الممنهج من قبل النظام حيث جرى الهجوم على حي كرم الزيتون و حي الرفاعي في محاولة أيضا لإجلاء الأهالي وإفراغه من أهله حيث يستمر القصف على الحي بشكل وحشي و عشوائي كما تتساقط بين الحين و الآخر قذائف الأر بي جي على المنازل. و لقد نزح العديد من الأهالي عن هذين الحيين خوفاً من تكرار المجازر السابقة التي حدثت في حي الرفاعي عندما هجم الشبيحة على الحي ودخلوا عدة منازل وقتلوا جميع من كان فيها بالسكاكين دون تفريق بين طفل أو رضيع أو إمرأة أو شيخ كبير. وما تبقى من الأهالي يفكر بالنزوح في ظل عدم وجود ما يردع مليشيات الشبيحة و القوات الأمنية عن ممارساتها.
و كذلك الأمر و خلال الأيام الثلاثة المنصرمة تعرض حي باب الدريب و باب تدمر و جب الجندلي لقصف مشابه و إطلاق نار كثيف من الشبيحة التي أتت من الأحياء المجاورة و الموالية للنظام فشهد الحي أيضا حركة نزوح كبيرة من الأهالي لعدم وجود أي رادع لمليشيات الشبيحة و القوات الأمنية كما أسلفنا .
أيمن الحسن
غداف راجح
جيش الإسلام
المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة