أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 2360
شـــــارك المادة
كتبت صحيفة الشرق الأوسط في العدد 14362 الصادر بتاريخ 25-3-2018 تحت عنوان: ("شريان حلب"... موت للمارة وثراء لقوات النظام)
في عام 2014 تمكنت قوات النظام السوري من فتح طريق برية بديلة إلى مدينة حلب أطلق موالون لدمشق عليها حينها اسم «شريان حلب»، بعد قطع فصائل المعارضة في 2012 طريق حلب - دمشق الدولية ومحاصرة قواته في القسم الغربي من المدينة، لكن الطريق الجديدة تشكل إضافة إلى ذلك مورد ثراء لقواته وميليشياته من «الإتاوات» وأموال عمليات الخطف مقابل الفدية، إضافة إلى مخاطر تصل إلى حد الموت.
وكانت الطريق الدولية تبدأ من دمشق إلى حمص ثم حماة مروراً ببعض مدن وقرى محافظة إدلب وصولاً إلى حلب عبر ريفها الجنوبي الغربي، ويبلغ طولها نحو 400 كيلومتر، ويستغرق قطعها نحو أربع ساعات، لكن الطريق الجديدة تبدأ من العاصمة السورية إلى ريف حمص الشرقي، من ثم ريف مدينة سلمية الواقعة بريف حماة الشرقي، وصولاً إلى بلدة أثريا، ومن ثم بلدة خناصر بريف حلب الجنوبي الشرقي، ومنها إلى بلدة السفيرة فمدينة حلب، ويصل طولها إلى ما يقارب 600 كيلومتر، وتستغرق نحو ست ساعات لقطعها.
وإن كان قطع المسافة بين دمشق ومركز مدينة حمص سلسلاً بالنسبة للمارة؛ نظراً لكثافة السيارات العبّارة، واقتصار الأمر على رشى تدفع على حواجز النظام للمرور، فإن حالة من الرعب الكبير تدب في قلوب المسافرين مع الاقتراب من ريف سلمية الشرقي الذي يبعد عن مدينة حلب ما يقارب 200 كيلومتر. حالة الرعب تزداد أكثر في ذلك الريف، خصوصاً في المنطقة الواقعة بين الشيخ هلال وأثريا؛ ذلك أنها صحراء قاحلة، وتنتشر على جانبيها السيارات المدمرة بسبب المعارك التي كانت تدور هناك بين النظام وتنظيم داعش.
وأكثر ما يثير الرعب على الطريق الرئيسية والطرق الفرعية المتفرعة عنه في بتلك المنطقة كثرة الحواجز «الطيارة» في وضح النهار التي غالباً ما تكون عناصرها من أهالي المنطقة ومنتمين لموالين للنظام، وإيقافهم لأغلب السيارات المارة وخصوصاً الفارهة وفرض مبلغ مالي للسماح لها بالمرور بحجة تأمين الطريق. واللافت في تلك المنطقة سرعة السيارات الجنونية لتجاوزها، لكن ذلك وفق ما يروي أحد سكان المنطقة لـ«الشرق الأوسط»، لا يمكن أي منها عدم الوقوف عند تلك الحواجز؛ لأن سيارات عناصر الميليشيات جميعها من الطراز الحديث ويمكنها اللاحق بها واعتراضها؛ الأمر الذي يجدون فيه مبرراً لمضاعفة «الإتاوة» مرات عدة على من يقدم على ذلك، بعد توجيه أنواع شتى من الشتائم له، وربما احتجازه لساعات، والاعتداء بالضرب عليه، ومن ثم السماح له بالمرور، بحسب قول سكان المنطقة لـ«الشرق الأوسط». وقال أحدهم إنه مع حلول الظلام، تندر السيارات المارة من هذه المنطقة، بسبب حالات الاختفاء التي كثراً ما حصلت، والناجمة عن عمليات الخطف مقابل الفدية التي أثرت عناصر الميليشيات، لدرجة أن غالبية الأهالي باتوا يصفونه بطريق «اللاعودة». مع الوصول إلى مفرق أثريا المؤدي إلى خناصر يلفت النظر وجود مئات الصهاريج الناقلة للنفط مركونة في منطقة غير بعيدة على يسار الطريق والقادمة من مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية والمدعومة من التحالف الدولي ضد تنظيم الذي تقودها الولايات المتحدة الأميركية، التي سيطرت مؤخراً على أهم آبار النفط والغاز في شمال البلاد ودير الزور والرقة والطبقة.
ويفسر اقتصاديون ذلك، بأن النظام يشتري النفط من الأكراد كون سعره أقل بكثير مما هو عليه في السوق العالمية، ويقول هؤلاء لـ«الشرق الأوسط»: «كان يشتري النفط من (داعش)، لماذا لا يشتريه الآن من الكرد».
طريق أثريا - خناصر، البالغ طولها نحو أكثر من 50 كيلومتراً، بدت سيئة للغاية، بسبب وعورة المنطقة وازدواجية الطريق (ذهاب – إياب)، رغم أن عرضها لا يتجاوز ستة أمتار؛ الأمر الذي يضفي كثيراً من القلق في نفوس المسافرين بسبب احتمال حصول حوادث مرورية مع السرعات الزائدة للسيارات نتيجة الخوف من المعارك التي كثراً ما تحصل على الطريق بين فصائل المعارضة وقوات النظام.
أكثر ما يلفت الانتباه على جانبي الطريق، الدمار شبه الكامل الذي طال معظم قراها ومنازلها التي بدت في معظمها بدائية ذات قباب مكسوة بالطين، إضافة إلى خلوها من السكان بشكل شبه كامل، إلا من عدد قليل من رعاة الأغنام.
المشهد في تلك القرى ينسحب أيضاً على بلدة خناصر الخاوية على عروشها، والخالية تماماً، إلا من عشرات من عناصر جيش النظام المتمركزين على حواجز في وسطها ويدققون بالسيارات القادمة إلى البلدة من دون اكتراث كبير.
كتبت صحيفة العربي الجديد في العدد 1301 الصادر بتاريخ 25-3-2018 تحت عنوان: (دوما آخر مدن الغوطة بيد المعارضة: حل بالمفاوضات أم قتال؟)
بعد اتضاح مصير مدن وبلدات القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية إضافة إلى حرستا، إثر توقيع الفصائل فيها اتفاقات أسفرت عن تهجير المقاتلين وعائلاتهم، وخروج آلاف المقاتلين من تلك المناطق، يبقى مصير منطقة شمال الغوطة غامضاً، أي مناطق سيطرة "جيش الإسلام" الذي يتمركز خصوصاً في دوما، كبرى مدن الغوطة، ويُعتبر الفصيل الأكبر بين فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية. وتختلف التوقعات لمصير دوما و"جيش الإسلام" فيها، فبينما أكد الأخير رفضه الخروج من المنطقة، تبرز معلومات حول مفاوضات تجري مع روسيا لتحديد مصير المنطقة، من دون الوصول إلى أي اتفاق حتى الآن، علماً أن بيد هذا الفصيل أوراق قوى، قد تسمح له بفرض شروط خلال أي مفاوضات.
وبعد خسارته البلدات الزراعية في الشرق مع بداية حملة النظام وروسيا في 18 فبراير/شباط الماضي، مثل حرزما والنشابية وحوش الظواهرة والشيفيونية واتاويا وحوش الزريقية، باتت سيطرة "جيش الإسلام" تنحصر في المناطق العمرانية، خصوصاً مدينة دوما، التي تضم اليوم أكثر من 120 ألف نسمة، هم سكانها الأصليون إضافة إلى نازحين إليها من المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام، علماً أن بضعة آلاف، خصوصاً من المرضى والجرحى، خرجوا إلى مناطق سيطرة النظام خلال الأسابيع الماضية عبر معبر مخيم الوافدين.
وتدور تكهنات حول الخيارات المتاحة أمام "جيش الإسلام"، بين توقيع اتفاق تهجير كما فعلت الفصائل الأخرى في الغوطة، أو مواصلة القتال. وبرز كلام لقائد "جيش الإسلام"، عصام بويضاني، في تسجيل صوتي أمس، أكد فيه بقاء فصيله في الغوطة الشرقية ورفضه الخروج منها، قائلاً: "نحن في الغوطة ثابتون لآخر قطرة، وحزمنا أمرنا على ألا نخرج منها". بويضاني، وفي التسجيل الصوتي الذي نشرته حسابات مقربة من "جيش الإسلام"، حضّ أهالي وقادة الفصائل في درعا جنوب البلاد، على فتح الجبهات وعدم السماح للنظام بالاستفراد بفصائل المعارضة الواحدة تلو الأخرى. واعتبر أن "وجود مجاهدين بالقرب من العاصمة دمشق هو نصر للثورة السورية، ويجب الحفاظ على هذه القوة المتمثلة بجيش الإسلام". وطالب الفصائل في درعا بالقيام بعمل عسكري ضد النظام السوري، لافتاً إلى أن بعض المناطق تتجهز لشن هجوم كبير ضد قوات النظام، وأن أي تحرك عسكري في درعا سيُضعف النظام بشكل كبير، معتبراً أن الوقت الحالي يُعد فرصة للقيام بحملة ضده، خصوصاً أنه فَقَد قوته من النخبة ويعتمد على عناصر المناطق المهادِنة، قائلاً إن التحرك لن يكون لنصرة الغوطة فقط، وإنما هو للأمة جمعاء، ومحذراً في الوقت نفسه من "أن انتهاء الثورة يعني أنه لا تقوم قائمة لأهل السُّنة لسنوات طويلة".
كما ترددت معلومات عن مفاوضات تجري بشكل مباشر بين "جيش الإسلام" وممثلين عن النظام وروسيا، الأمر الذي نفاه "جيش الإسلام" أكثر من مرة. وبحسب تلك المعلومات، فإن المفاوضات تنص على وقف إطلاق النار في دوما، وعدم تهجير أهالي المدينة، إضافة إلى محاولة إيجاد حل سياسي في المنطقة يضمن عدم التهجير.
من جهته، قال الناشط الموجود في دوما، بلال أبو صلاح، لـ"العربي الجديد"، إن المفاوضات القائمة تتم فقط بين اللجنة المدنية والجانب الروسي، لكن نتائجها غير واضحة حتى الآن، مشيراً إلى أن اللجنة قدّمت مقترحات للجانب الروسي تركز على رفض التهجير، لكنها لم تتلق ردوداً عليها حتى الآن.
كتبت صحيفة الحياة اللندنية في العدد 20078 الصادر بتاريخ 25-3-2018 تحت عنوان: (مصير دوما معلّق بعد رفض "جيش الإسلام" مغادرتها)
دخلت حافلات أمس مناطق سيطرة «فيلق الرحمن» جنوب الغوطة الشرقية تمهيداً لبدء إجلاء حوالى سبعة آلاف من المقاتلين والمدنيين بعد تأخير ساعات، في وقت يبقى مصير دوما معلقاً بانتظار نتائج المفاوضات بين روسيا و «جيش الإسلام» الذي رفض مغادرة المنطقة.
وبعد إجلاء مقاتلي مدينة حرستا في اليومين الماضيين، وبدء العملية في جنوب الغوطة بعد مفاوضات مع وفد روسي، لا يزال مصير مدينة دوما، كبرى مدن المنطقة ومعقل «جيش الإسلام»، غير معروف مع استمرار المفاوضات في شأنها. ورجح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق يقضي بتحويلها إلى منطقة «مصالحة»، على أن تعود إليها مؤسسات الدولة، مع بقاء مقاتلي «جيش الإسلام»، ومن دون دخول قوات النظام.
في المقابل، أعلن قائد فصيل «جيش الإسلام» عصام بويضاني (أبو همام) بقاء مسلحيه في الغوطة الشرقية ورفضه الخروج منها. وقال: «في الغوطة ثابتون لآخر قطرة، وحزمنا أمرنا على ألا نخرج منها»، داعياً «فصائل الجنوب السوري إلى التحرك لنصرة الغوطة الشرقية. وحذّر من أنّ القوة العسكرية لقوات النظام ستتجه إلى درعا وإدلب بعد الانتهاء من ملف الغوطة.
وبدأ عصر أمس دخول حافلات من جهة حرستا إلى جيب يُسيطر عليه «فيلق الرحمن» في جنوب الغوطة الشرقية تنفيذاً لاتفاق يقضي بنقل آلاف من المسلحين وعائلاتهم من زملكا وعربين وعين ترما، فضلاً عن أجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها إلى مناطق الشمال السوري. وكان مقرراً أن تبدأ العملية عند التاسعة صباحاً، إلا أن «أسباباً لوجستية» فرضت التأخير لساعات بسبب العمل على «فتح الطريق ونزع الألغام تمهيداً لدخول الباصات، إضافة إلى تأخر المسلحين في التجمع وتجهيز قوائم بأسمائهم»، وفق ما أوضح مصدر عسكري سوري لوكالة» فرانس برس».
وشهدت شوارع مدينة عربين حركة كثيفة لمدنيين ومقاتلين استعداداً للخروج، فيما بادر كثير من السكان إلى توضيب حاجياته وأغراضه تمهيداً لإجلائه تزامناً مع نقل سيارات إسعاف عدداً من الجرحى إلى نقطة تجمع محددة في مدينة زملكا. وبدأ تنفيذ الاتفاق أمس بتسليم الفصائل «ثمانية من المختطفين» لديها إلى قوات النظام كانوا محتجزين في عربين، كما نقل الإعلام الرسمي.
سي إن إن
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة