أبو يعرب المرزوقي
تصدير المادة
المشاهدات : 3137
شـــــارك المادة
ماذا يعني تحرير عفرين من علمانيي أمريكا وحلفاء بشار ومليشيات إيران؟ أعرّفه سلبا: هو ليس انتصار مسلم على مسلم ولا تركي على كردي ولا عربي على كردي. وأعرّفه إيجابا: هو انتصار التركي والعربي والكردي على الإسفين الذي أرادت أمريكا دقه بينهما. إنه الانتصار على تفتيت شعوب الأقاليم المسلمة. وهو انتصار على الثورة المضادة بنظاميها القبلي الذي يمولها والعسكري الذي ينجزها وعلى ذراعي حماة هذه الأنظمة العميلة روسيا وأمريكا. وما كانت روسيا تقبل بذلك لو كان لها حل آخر: فهي لا تستطيع في الوضع الراهن معاداة تركيا لحاجتها إلى حليف يقلل من حصار الغرب لها: دهاء معاوية الثاني. أرادوها دولة علمانية تفصل الأتراك عن العرب وتدق إسفينا بين الأتراك والأكراد لتفتيت تركيا تكراراً لما فعلوه بالعرب عندما ادعوا تكون دولة لهم ضد الخلافة. لكن ما كل مرة تسلم الجرة. لم يعد الأتراك والعرب على الأقل من يمثلون مستقبلهم (الجيش الحر وثوار سوريا) بالغفلة التي استغلت سابقا. وآمل أن يتمكن العرب والأتراك والخلص من أبناء الشعب الكردي من إتمام المهمة بالقضاء على أصحاب الفتنة الصغرى الذين لا يكتفون بالاستحواذ على حق الأكراد في المساواة التامة مع إخوتهم من العرب والأتراك بل يريدون أيضاً أن يخرجوهم من الإسلام باسم علمانية من جنس من يدعون إليها في الخليج. يعلم الإخوة الأكراد أني من المدافعين الشرسين على حقوق الشعب الكردي وهم عندي لا يختلفون منزلة ودورا في الإسلام عن العرب والأتراك والأمازيغ وكل من لم يركب الطائفية والعرقية نكوصا دون قيم الإسلام الذي لا يتفاضل الناس فيه إلا بالتقوى. لكن هؤلاء المغتربون مجرد خدم للاستعمار. ويذكر بعض الإخوة الأكراد ممن كانوا يدرسون في الجامعة الإسلامية كيف أني عارضت أحد الإخوة العراقيين الذي يستنكر مطالبة الأكراد بحقهم في المساواة مع العرب وكيف بينت أنهم لا يقلون عراقية وإسلامية عن غيرهم من أهل العراق وأنهم ذو فضل على الأمة ويكفيهم فخرا صلاح الدين. وقد يفهم المرء مرارة ما عانوا منه من نتائج سايكس بيكو الذي فتت وحدتهم بأن قسمهم على أربع دول تحولت إلى دول مبنية على القومية وهي أمر جديد في رؤية العالم الإسلامية فحصل ما جعل ذلك يتحول إلى استثناء من الأساس الجديد لتكون الدول يعارض أساس الأخوة الاسلامية والإنسانية. كما أني اعتبرت أن العرب (العراق وسوريا) والاتراك والإيرانيين عليهم أن يختاروا إما الاعتراف بنفس الحق في الدولة الوطنية لغيرهم وفي هذه الحالة للأكراد أو أن يتخلوا عما اعتبره جرثومة غربية بدأ الغرب نفسه يتحرر منها فيعودوا إلى ما صار مستقبلا بتجاوز الدولة الوطنية دون نفيها. وهذا ما حاوله العراق وتقدم فيه وهذا ما حاولته تركيا التي استعادت بعضا من هويتها وهي في تقدم مستمر في هذا الاتجاه وقد شرعت في الاعتراف بحقوق الأكراد فيها ولولا تعنت هؤلاء العبيد للاستعمار لكان الصلح قد تحقق في تركيا ولعادت اللحمة بين الشعبين التي يشجع الغرب على هدمها من جديد. إنهم يريدون تفتيت تركيا التي استعادت عافيتها وتسعى لاستعادة هويتها. وهو أمر يخيفهم لعلتين: فهذا العمل التركي دليل فشلهم في فرض العلمانية التي فشلت في تركيا وهو دليل كذبة الغرب الذي يدعي أن الإسلام لا يمكن أن يؤسس لدولة حديثة بقيم أكثر كونية من حداثتهم الاستعمارية.
نجوى شبلي
سلامة كيلة
ديفيد إغناتيوس
أيمن الحماد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة