أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3174
شـــــارك المادة
توصلت المعارضة السورية -عقب الاجتماع الموسع لها في العاصمة السعودية الرياض- إلى تشكيلة توافقية تضم 36 عضواً سيمثلون وفدها إلى مؤتمر جنيف 8 برئاسة نصر الحريري.
وأثارت التشكيلة الجديدة جدلاً واسعاً في الأوساط الثورية، بعد أن تمكنت منصتا موسكو والقاهرة، من الحصول على 8 مقاعد من أصل 36، بالإضافة إلى إعطاء هيئة التنسيق خمسة مقاعد أخرى، ما يعني حصول الأطراف المحسوبة على النظام على الثلث المعطل لأي قرار تتخذه المعارضة.
فيتو داخل المعارضة
وبحسب ناشطين فإن النظام بات يملك فيتو إضافياً يمكنه من إفشال أي قرار قد تتخذه المعارضة ضده في جنيف، كما أنه -ومن خلال أدواته في الوفد التفاوضي الجديد- سيشارك في صياغة قرارات الهيئة العليا للمفاوضات، وتوجيهها بطريقة غير مباشرة.
وكانت الخارجية السعودية قد دعت 140 شخصية سورية للمشاركة في الاجتماع الموسع الذي عقد في الرياض بين 22-24 من شهر نوفمبر الجاري، وبعد يومين من الاجتماعات أصدر المؤتمرون بياناً ختامياً يدعو إلى عقد مفاوضات مباشرة وغير مشروطة بين المعارضة والنظام.
وأوضح محللون أن بيان الرياض2 لم يتطرق إلى تحديد الهدف الواضح من العملية السياسية، ولم يشر إلى مصير بشار الأسد، بل جعل تحديد مصيره مقترنا بسير العملية التفاوضية.
مخرجات الرياض2
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر أن الأخير "يؤسس لمرحلة انتقالية تقود البلاد الى نظام سياسي ديمقراطي تعددي مدني، يحقق العدالة، ويتساوى فيه المواطنون في الحقوق والواجبات، وينصف ضحايا الاستبداد وجرائم الحرب، ويجمع كل السوريين في وطنهم".
وتعهد المؤتمرون "بالحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وإصلاحها، مع وجوب إعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية، وضمان حقوق العاملين فيها، وأكدوا على أن مؤسسات الدولة السورية الشرعية، والتي يختارها الشعب السوري عبر انتخابات حرة ونزيهة، هي من سيكون لها حصرا حق حيازة السلاح واستخدامه".
كم شددوا "على رفضهم ومحاربتهم للتطرف والإرهاب بكافة أشكاله ومصادره، والتدخلات الإقليمية والدولية، وخاصة الدور الإيراني في زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وإحداث تغييرات ديموغرافية فيها".
وفيما يتعلق بالحل السياسي في البلاد، ذهبت المعارضة في البيان إلى أن "حل الأزمة السورية هو سياسي، وفق القرارات الأممية ذات الصلة، مع حتمية توفر ضمانات دولية تشمل إجراءات ردع، وآليات تنفيذية لهذه القرارات، ما يضمن التزام كافة الأطراف بها".
كذلك اتفق المشاركون على أن "هدف التسوية السياسية، هو تأسيس دولة ديمقراطية تقوم على مبدأ المواطنة المتساوية، ما يمكن السوريين من صياغة دستورهم دون تدخل، واختيار قياداتهم عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة يشارك فيها السوريون داخل وخارج البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة، وتحقيق عملية انتقال سياسي جذرية، تشارك فيها المرأة بنسبة لا تقل عن 30% ".
وأكد المجتمعون أن "المفاوضات المباشرة غير المشروطة تعني أن كافة المواضيع تطرح وتناقش على طاولة المفاوضات، ولا يحق لأي طرف أن يضع شروطا مسبقة".
انسحاب سياسي:
وشهد مطلع هذا الأسبوع سلسلة استقالات هزّت صفوف الهيئة العليا للمفاوضات، بعد استقالة "رياض حجاب" من منصبه، ليتبعها استقالة ثمانية من أعضاء الهيئة، في خطوة ربطها مراقبون بضغوط دولية على المعارضة من أجل إجبارها على التخلي عن شرطها في رحيل نظام الأسد.
وكانت تسريبات صحفية قد كشفت عن عزم مؤتمر الرياض2 استبدال رياض حجاب بـ "نصرالحريري"، وإعادة هيكلة المعارضة السورية، بما يسمح بزجّ منصتي موسكو والقاهرة في صفوفها، في حين أكدت سهير الأتاسي -وهي أحد الأعضاء المستقيلين- وجود ضغوط على أعضاء الهيئة إلى درجة وصلت حدّ التصريح "طُلب منا القبول بالأسد وإلا فلا مكان لنا".
الباحث والسياسي "ماهر علوش" رأى أن استقالة أعضاء الهيئة لم يكن خياراً موفقاً، لأن ذلك سيتيح الفرصة أمام الآخرين للحضور وتمثيل المعارضة، لافتاً إلى أن الانسحاب هزيمة سياسية عندما لا يأتي ضمن سياق موقف جماعي، بحيث يمنع القوى المتآمرة على الشعب السوري من إحضار شخصيات كرتونية تقوم بالدور المطلوب منها.
واعتبر الباحث "أحمد أبا زيد" أن التشكيلة الجديدة أتاحت لبشار الأسد المشاركة في وفد المعارضة مضيفاً: " في خطاب مبكر لبشار الأسد بعد اندلاع الثورة في درعا قال: لو كانت هذه ثورة فأنا أول المشاركين، يبدو أنه اقتنع بعد سبع سنوات، ولذلك صار مشارك رئيس في وفد المعارضة إلى جنيف عبر بوابة منصة موسكو".
أما الناشط الثوري وائل عبد العزيز فقد اختصر صورة الوفد التفاوضي الجديد بقوله :"صار عنا هيئة عليا للمفاوضات تتألف من : تلت مسهّل " أدوات لما يسمى أصدقاء سوريا " تلت مصطّل " ماله بالعير ولا النفير " تلت معطّل " مخابرات النظام يقودها المساعد أول قدري جميل"
ترحيب روسي
من جهتها رحبت روسيا بالتشكيلة الجديدة لوفد المعارضة، وجاء على لسان وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" أن بلاده ترى في استقالة شخصيات من المعارضة السورية مثل رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، أمر سيساعد على توحيد المعارضة في الداخل والخارج حول "برنامج بناء" بشكل أكبر.
هذا، ومن المفترض أن يتوجه الوفد الجديد للمشاركة في أعمال الجولة الثامنة من جنيف التي ستنطلق في الثامن والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وفقاً لما أعلن المبعوث الأممي ستيقان دي ميستورا، وسط تخوف وترقب داخلي لما ستؤول إليه المباحثات، خاصة وأن دي ميستورا قد أظهر نيته وضع موضوع الدستور والانتخابات على جدول أعمال المباحثات في جنيف الأسبوع القادم.
سوريا المستقبل
ترك برس
المرصد الاستراتيجي
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة