عباس شريفة
تصدير المادة
المشاهدات : 3893
شـــــارك المادة
للعقلاء أن يدركوا أن بغي الجولاني ليس مجرد حركة بغي معزولة عن سياقها السياسي في المنطقة والتوجهات الدولية والإقليمية، لتصفية الثورة السورية سياسيا وعسكريا واجتماعيا، فبينما تقوم الدول اليوم بالإعداد لمؤتمر رياض ٢ لنسف الهيئة العليا للمفاوضات، وإدخال منصة موسكو فيها لتقبل لبشار الأسد ضمن المرحلة الانتقالية على الأقل، يقوم الجولاني بتصفية الثورة السورية على الأرض لنزع سلاحها الشرعي وتحويلها إلى سلاح لفصيل مصنف، بعد إخراج فصائل الجيش الحر من المعادلة تماما، لتبقى المعركة بين النظام وبين فصيل مصنف على لوائح الإرهاب.
يظن أنه بمجرد أن ينهي الفصائل تحت شبق الوعود برفع تصنيفه عن لوائح الإرهاب التي طالما تلمظ لها الجولاني لينفرد بقرار الثورة السياسي والعسكري والإداري على السواء.
فعلى الصعيد العسكري تحول الجولاني إلى الحارس الأمين على تنفيذ مخرجات أستانة، وعلى الصعيد السياسي يريد الجولاني تحويل الثورة إلى منصات سياسية منزوعة من أوراق القوة على الأرض والذي يمثل الزنكي مع فصائل الجيش الحر عمدة هذا الثقل.
أما على الصعيد الإداري فقد عمل الجولاني على صناعة حكومة الإنقاذ لضرب الحكومة المؤقتة، وهذا ما كانت تسعى له الدول، وهو تشتيت شرعية الثورة وإثبات فشلها ليبقى الأسد هو الوحيد القادر على ضبط البلد، وهو الخيار الوحيد الذي يمكن للعالم أن يعتمد عليه.
هذه الخدمات الجليلة التي يقدمها الجولاني لبشار الأسد لقيت ترحيبا كبيرا حتى بين صفوف خونة الثورة، من أمثال "عمر الرحمون" الذي غرد بأنه برغم خلافه مع النصرة لكنه سعيد بضربها للزنكي!
المسألة أعمق وأبعد من مسألة الخلاف الفصائلي أو البغي، المسألة هي عملية ممنهجة لتصفية الثورة السورية برمتها، والجولاني هو رأس حربة الدول في هذا المشروع الخطير.
آمال شحادة
رضا سالم الصامت
خالد الدخيل
ملهم الأحدب
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة